- سني أون لاین - https://sunnionline.us/arabic -

الكوارث فرصة للتقريب

السيول الجارفة التي اجتاحت مناطق واسعة في جنوب بلوشستان الإيرانية إثر هطول الأمطار الغزيرة سببت خسائر فادحة في الزراعة والثروة وأوقعت دمارا كبيرا في البيوت والمناطق الآهلة وأصبح آلاف من الناس بلا مأوى ولا ملجأ وخسروا بيوتهم وأراضيهم، وتضررت ممتلكاتهم وأموالهم بالكامل، والبعض منهم محاصر بالماء والآخرون سقّفوا السماء.
في خضم هذه الأحداث هبت جموع الشعب البلوشي من أنحاء مختلفة شبابا وشيوخا، علماء ومثقفين لنجدة بني نوعهم والتعاطف معهم وتضميد جراحهم ومواساتهم.
وترى كبير أهل السنة والجماعة شيخ الإسلام مولانا عبد الحميد حفظه الله رغم مشاغله الكثيرة وأعماله العظام يصل في أقرب وقت بسيارته الشخصية رغم بعد الشقة إلى المناطق المنكوبة ويواسي الشعب المنكوب، ويتفقد الأوضاع من قريب ويذهب إلى أماكن حاصرتها المياه دون مبالاة بخطورة المكان، فيلتقي بالأعيان ليشجعهم على التعاون ويدخل السرور والحبور في قلوب المتضررين فينسون برؤية وجهه الوضيء آلامهم ويلتفون حوله.
وترى مؤسسة المحسنين الخيرية التابعة لجامعة دار العلوم زاهدان تجوب الشوارع والسكك وتجمع التبرعات وترسل شاحنات وسيارات مشحونة بالمواد الغذائية والبطانيات والأثاث المنزلي والمواد المهمة التي يحتاج إليها الناس، ويسهر عمالها الليالي ولا يقر لهم قرار.
وترى طلاب وأساتذة دار العلوم زاهدان يغادرون إلى المناطق المتضررة لإغاثة الملهوفين وإيواء الذين خسروا بيوتهم. وترى رجال الأعمال والتجار لا يضنون بتقديم الدعم المالي وتجود سياراتهم وشاحناتهم لنقل المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية إلى المناطق المتضررة.
كل ذلك إن دل على شيء فإنما يدل على أن الشعب يد واحدة عند الملمات والكوارث وعلى أن الكوارث الطبيعية رغم ما تنتج من خسائر بشرية ومادية إلا أنها تسبب التقريب والتعاون والتعاطف بين الأطراف وتورث الرحمة والشفقة بين طبقات الناس وتوحد كلمتهم.
إن هذه الفيضانات قد تفيض نماذج الحب، وتثير كوامن النفوس وتبعث على الإقدام والعمل والنشاطات الثنائية وتمهد الطريق إلى التقدم والازدهار وبخاصة إذا هب الناس لنجدة المنكوبين وتعاطفوا معهم.
رحم الله كل من كان عونا لإخوانه المتضررين سواء بالمال أو بالقلم أو بالدعاء أو بتشجيع الخيرين أو بوصوله إلى تلك المناطق ومساعدة المحتاجين.