- سني أون لاین - https://sunnionline.us/arabic -

الضَّحَّاك بن مُزاحِم (000 – 105هـ = 000 – 723 م)

التابعي الجليل ، المفسر ، المحدّث ، النحوي: الضحاك بن مزاحم البلخي الخراساني .

قال الزهري: “قدمتُ على عبد الملك بن مروان، فقال: مِن أين قدمتَ يا زهري؟
قلتُ: من مكة.
قال: فمَن خلفتَ يسودها وأهلها؟
قلتُ: عطاء بن أبي رباح.
قال: من العرب أم من الموالي؟
قلت: من الموالي.
قال: فيم سادهم؟
قلت: بالديانة والرواية.
قال: إن أهل الديانة والرواية لينبغي أن يسودوا.
قال: فمن يسود أهل اليمن؟
قلت: طاووس بن كيسان.
قال: فمن العرب أم من الموالي؟
قلت: من الموالي.
قال: فيم سادهم؟
قلت: بما سادهم به عطاء.
قال: إنّه لينبغي ذلك.
قال: فمن يسود أهل مصر؟
قلت: يزيد بن أبي حبيب.
قال: فمن العرب أم من الموالي؟
قلت: من الموالي.
قال: فمن يسود أهل الشام؟
قلت: مكحول.
قال: فمن العرب أم من الموالي؟
قلت: من الموالي، عبد نوبيّ أعتقته امرأة من هذيل.
قال: فمن يسود أهل الجزيرة؟
قلت: ميمون بن مهران.
قال: فمن العرب أم من الموالي؟
قلت: من الموالي.
قال: فمن يسود أهل خراسان؟
قلت: الضحاك بن مزاحم.
قال: فمن العرب أم من الموالي؟
قلت: من الموالي.
قال: فمن يسود أهل البصرة؟
قلت: الحسن البصري.
قال: فمن العرب أم من الموالي؟
قلت: من الموالي.
قال: ويلك فمن يسود أهل الكوفة؟
قلت: إبراهيم النخعيّ.
قال: فمن العرب أم من الموالي؟
قلت: من العرب؛
قال: ويلك يا زهري؛ فرّجت عني، والله ليسودنّ الموالي على العرب في هذا البلد حتّى يخطب لها على المنابر والعرب تحتها.
قلت: يا أمير المؤمنين، إنّما هو دين، مَن حفظه ساد، ومَن ضيّعه سقط”.
قال أحد العلماء: “العلم خزائن يقسمه الله لمن أحبّ، لو كان يخصّ بالعلم أحداً لكان أهل بيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلَّم أولى “.

اسمه ونسبه:
الضحاك بن مزاحم أبو القاسم البلخي، الخراساني .
وقيل في كنيته : “أبو محمّد”.
قال السمعاني :” كان أصله من بلخ، وكان يقيم بها مدة وبسمرقند مدة وببخارا مدة، وهم إخوة ثلاثة: مسلم ومحمد والضحاك، وكانت أمّه حاملا به سنتين، وولد وله أسنان، فقيل له: الضحاك لذلك”.

أساتذته:
حدّث عن: أبي سعيد الخُدري، وابن عمر، وأنس بن مالك.
ومن التابعين: الأسود بن يزيد النخعي، وسعيد بن جُبير، وعطَاء، وطاوُوس، وجماعة .

تلاميذه:
حدّث عنه: عُمارَة بن أبي حفصة، وأبو سعد البقَّال، وجُوَيبِر بن سعيد، ومُقاتِل، وعلي بن الحكم، وأبو رَوق عطِيَّة، وأبو جَناب الكَلبي يحيَى بن أبي حَيَّةَ، ونَهشل بن سعيد، وعمر بن الرّمّاح، وعبد العزيز بن أبي روَّاد، وقُرّة بن خالد، وآخرون.
وقيل: كان فقيه مَكتَب كبير إلى الغاية، فيه ثلاثة آلاف صبِيٍّ، فكان يركب حِماراً، ويدور على الصِّبيان. ولا يأخذ منهم شيئا .

من صفاته:
قال سفيان الثَّوري:” كان الضّحّاك يُعَلِّمُ ولايأْخُذ أجراً “.
وروَى: قَبيصَة، عن قيس بن مُسلم، قال:
” كان الضَّحَّاك إذا أَمسَى، بكى، فيُقال له “..
فيقول:” لا أدري ما صَعَدَ اليومَ مِن عَمَلِي”.
قال قُرّة: كان هِجِّيرَى الضَّحّاك إذا سكت: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ.

من أقواله:
كان رحمه الله يقول:” حقّ على كلّ مَن تعلَّم القُرآنَ أن يكونَ فقيهاً، وتلا قولَ الله: {كُونُوا رَبَّانِيِّين بِمَا كُنتُم تُعَلِّمُونَ الكِتَابَ}”. [آل عمران: 79] .

 ثناء العلماء عليه:
قال الامام الذهبي:” كان مِن أوعِية العِلم. وله باع كبير في التَّفسير والقصص”.
وثَّقَه: أحمد بن حَنبَل، ويَحيَى بن مَعِين، وغيرهما.

وفاته:
مات سنة 106 الهجرية. وقال أبو نعيم:” مات سنة خمس ومائة”.

الكاتب: الشيخ أبو محمد البلوشي
***************************************************************
المنابع:
الأعلام / للزركلي
سير أعلام النبلاء / الذهبي
معجم الأدباء / ياقوت الحموي
مختصر تاريخ دمشق / ابن منظور
تهذيب التهذيب / ابن حجر العسقلاني
الأنساب / للسمعاني