من أبرز الحفلات التي تعقد في مدينة زاهدان، حفلة التخرج بمناسبة تكريم خريجي جامعة دار العلوم زاهدان. يقام هذا الحفل كل عام في الأيام الأخيرة من شهر رجب المبارك، ويتجه عشاق العلم والدين من جميع أنحاء إيران إلى هذه المدينة.
شهدت مدينة زاهدان هذا العام مرة أخرى انعقاد هذه الحفلة الرائعة يوم الخميس 29 رجب 1446 بعد انقطاع دام عدة سنوات بسبب جائحة فيروس كورونا وقضايا أخرى، ورغم أن العدد الرسمي للمشاركين في حفل التخرج الرابع والثلاثين لطلاب دار العلوم زاهدان لم يعلن عنه رسميا، فإن موجة الحاضرين التي شوهدت في الشوارع والأزقة المحيطة بالمصلى تدل على وجود حشد يزيد عن 150 ألف شخص، وكان حضور النساء بارزًا في هذا الحفل، وفي هذا العام، تم لأول مرة تخصيص مكان مستقل للسيدات في المصلى.
حفل قرآني على هامش المؤتمر
أقيم حفل قرآني في أجواء مفعمة بالنور مساء الأربعاء 28 رجب 1446، وفي هذا الحفل الرائع الذي حضره ضيوف من مختلف محافظات البلاد، قام قراء بارزون بتلاوة آيات من القرآن الكريم وملأوا المسجد بالأصوات الهادئة لآيات القرآن الكريم. بعد برنامج التلاوة ألقى فضيلة الشيخ “عبد المجيد مرادزهي”، الكاتب والباحث السني البارز، والشيخ الدكتور “عبيد الله بادبا”، أستاذ الحديث ورئيس قسم الدعوة والفكر الإسلامي في دار العلوم زاهدان، كلمات.
أكد فضيلة الشيخ عبد المجيد مرادزهي على مظلومية فلسطين ووصف النظام الصهيوني بأنه “تهديد عالمي” واعتبر “طوفان الأقصى” “نعمة عظيمة للأمة الإسلامية” قائلاً: طوفان الأقصى حطم عزيمة إسرائيل، وتابع قائلا: إسرائيل اختبرت قنابلها على الشعب الفلسطيني ودمرت المستشفيات والمدارس ومنازل المدنيين.
وفي الختام أشار فضيلة الشيخ مرادزهي إلى واجب الأمة الإسلامية تجاه الشعب الفلسطيني، وأكد على ضرورة الدعاء والتوعية والمقاومة ومقاطعة البضائع الإسرائيلية وإرسال المساعدات المالية إلى غزة.
ثم تحدث فضيلة الدكتور “عبيد الله بادبا” عن دور القرآن في التاريخ الإسلامي وقال: كل ما حصل عليه المسلمون وسيحصلون عليه، هو بفضل بركات القرآن، وكل ما فقدوه هو بسبب هجرهم للقرآن. وشدد سماحته على ضرورة التغيير في حياة الفرد والأسرة، وأضاف قائلا: يجب علينا بعد العودة من هذه الرحلة أن نفكر في إصلاح أنفسنا وأهلنا، وندرك أن التخطيط لتعليم القرآن الكريم لأبنائنا ضروري جداً.
في ختام هذا الحفل حضر فضيلة الشيخ عبد الحميد، ورحب بالضيوف الحاضرين في الحفل.
الجلسة الرسمية لحفل التخرّج
بدأت أعمال الجزء الأول من الجلسة الرسمية، صباح الخميس 29 رجب 1446 بتلاوة آيات من كتاب الله تعالى، ثم ألقى “محمود الحسن أوزبكزهي”، كالمتحدث الأول في هذا الحفل كلمته نيابة عن خريجي دار العلوم زاهدان، وأكد في كلمته على أهمية ترويج العلم قائلا: إن العلماء لديهم قدر كبير من المسؤولية، وعليهم أن يرشدوا المجتمع نحو القيم الدينية، وأن يقوموا بدورهم الصحيح في إعادة المجتمع الإسلامي إلى مكانه الصحيح.
ثم ألقى الشيخ “زبير آخوند” من علماء محافظة “كلستان”، كلمة أكد فيها على ضرورة التخطيط لتثقيف الجيل الناشئ، وقال: لقد خلق الله الإنسان بمسؤوليات محددة وأرسل الأنبياء لهدايته وتكوينه، وأشار إلى التحديات التي تواجه المجتمع اليوم وابتعاد الشباب عن الدين، قائلا: إن مسؤولية العلماء في توجيه الشباب أصبحت أثقل، وعليهم أن يضعوا خططاً جادة لإعادتهم إلى طريق الحق.
وكان الخطيب الآخر في هذا الحفل، هو الشيخ “خدابخش إسلامدوست”، أستاذ الفقه والحديث في جامعة الحرمين الشريفين في مدينة تشابهار، وكان قد حضر الحفل نيابة عن فضيلة الشيخ عبد الرحمن التشابهاري.
أشار الشيخ “خدابخش إسلامدوست” إلى مكانة الصحابة، واصفا إياهم برمز الإيمان والوفاء برسول الله، وأضاف قائلا: إن الصحابة هم أول تلامذة النبي صلى الله عليه وسلم والشهود على صدق رسالته، ومحبتهم تعني محبة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأضاف الشيخ إسلامدوست قائلا: إن الذين لا يحترمون الصحابة، لا يؤمنون في الواقع بالقرآن ورسالة النبي الكريم.
وفي الختام أكد على ضرورة احترام الصحابة ورفض أقوال خصومهم.
واستمرارًا لبرنامج الجلسة الصباحية، قرأ الشيخ “محمد مفلح”، أحد أبرز علماء أفغانستان مقالة على ضيوف الحفل الرابع والثلاثين لخريجي دار العلوم زاهدان. ثم قام الشيخ “محمد طيب ملازهي”، مدير معهد شمس العلوم الديني في مدينة إيرانشهر، إلى دور الإيمان في الحياة، واعتبر إيمان الصحابة رضوان الله عليهم نموذجاً للإيمان الحقيقي، وتابع مؤكداً: الإيمان لا يقتصر على الإعتراف اللفظي بل يجب أن يكون مصحوبا بتأكيد من القلب، وختم الشيخ كلامه بقوله: “إن الله تعالى يقبل من المسلمين إيماناً مثل إيمان الصحابة، ولا بد أن يظهر هذا الإيمان في تصرفات الفرد وسلوكه”.
انتهى الجزء الأول من الحفل الرسمي بتكريم خريجي عامي 2019 و2020 من دار العلوم زاهدان.
ألقى فضيلة الشيخ عبد الغني البدري، نائب مدير الجامعة في الشؤون التعليمية وأستاذ التفسير والحديث البارز في دار العلوم زاهدان، كلمة في الجزء الثاني من الجلسة الرسمية، واشتكى سماحته في البداية من ممانعة العلماء البارزين والشخصيات المثقفة من الحضور في حفل التخرج، وتابع قائلا: لم تكن لدى معظم الضيوف أي مشكلة للحضور في الحفل، لكن للأسف لم يتمكن العلماء من محافظات “كردستان” و”كلستان” ولم يسمح لأهل “خراسان” و”هرمزجان” و”فارس” والمثقفين من طهران بالحضور. لقد مُنعوا من حضور المؤتمر.
وتابع الشيخ البدري حديثه، واعتبر حفلات التخرج “رمزاً للوحدة والتضامن”، وأضاف: مثل هذه البرامج تعزز الوحدة، ونأمل أن لا توجد مثل هذه العقبات في المستقبل.
وأشار فضيلته إلى دور الشباب في الثورات، وقال: في كل ثورة تاريخية لعب الشباب بدور كبير؛ لقد صنع صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الشباب العجائب في صدر الإسلام، ونشروا الدين إلى أقاصي الأرض. لقد منح الله تعالى للشباب قوة وقدرة وكفاءة ومواهب خاصة، ويرجى منهم أن يختاروا أنبياء الله ولا سيما النبي يوسف عليه السلام كأفضل قدوة في حياتهم.
ثم قام فضيلة الشيخ “السيد عقيل صديقي”، أحد علماء أهل السنة البارزين في محافظة “هرمزجان”، وأشار في كلمته إلى الهجمات الأخيرة على الأحاديث النبوية، وأكد على ضرورة الاهتمام بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم مع الاهتمام بالقرآن الكريم، وتابع قائلاً: يحاول البعض التفريق بين السنة والقرآن ويريدون أن يكتفوا بالقرآن الكريم، ولكن هذا أمر خطير وقد يبعد المسلمين عن طريق الهداية.
وأضاف: من أجل أن نصل إلى حياة طيبة ونصلح أخلاق المجتمع لا بد أن نطبق سيرة الرسول في حياتنا، لأنه بتطبيق سنة الرسول فقط يمكن للإنسان أن يحقق الأخلاق الحميدة والحياة الطيبة.
ثم ألقى فضيلة الشيخ “عبد الحكيم سيد زاده”، أستاذ الحديث في معهد “عين العلوم” في كشْت سراوان، كلمة أشار فيها إلى أهمية تطبيق العدالة في المجتمع، معتبرا إياها ضامنا للأمن والرخاء، وتابع قائلا: إن العدالة تضمن حماية حقوق جميع أفراد المجتمع وتساهم في تثبيت النظام والأمن. إن أداء الزكاة والصدقة من نماذج العدالة الاجتماعية.
وأشار فضيلة الشيخ “سيد زاده” إلى معنى الإحسان، وتابع قائلا: إن نطاق الإحسان أوسع من العدل، وينبغي أن نتعلم الإحسان من علي رضي الله عنه الذي قال عن خصومه: “إنهم إخواننا بغوا علينا”. وأشار أستاذ الحديث في معهد عين العلوم أيضاً إلى تحريم القرآن للظلم وقال: “إن أي مجتمع فيه ظلم فهو محكوم عليه بالانهيار”.
وألقى فضيلة الشيخ “غول محمد مؤمن”، الأستاذ في “معهد أحناف” في مدينة خواف بمحافظة خراسان الرضوية، كلمة اعتبر العلم والحكمة فيها أعظم نعمة إلهية، وقال: العلم أعظم نعمة إلهية وأساس السعادة والتقدم في المجتمع، وبالعلم يتفوق الإنسان على الملائكة، والجهل أعظم قسوة”.
وتابع الشيخ مؤمن قائلاً: إذا لم يهتم الناس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وابتعدوا عن العلم، فإن الدين والمجتمع سوف يعانيان. علينا أن نستخدم العلم والوعي لمنع نقاط الضعف حتى لا نتعرض لمزيد من الضرر.
انتهى الجزء الثاني من الجلسة الرسمية لحفل التخرج الرابع والثلاثين، بتكريم خريجي عام 2021 وخريجات الأعوام 2019 و2020و2021.
الجلسة الختامية
بدأ الجزء الأخير من الحفل بعد صلاة الظهر واستمر حتى صلاة العصر، وفي هذا الجزء من البرنامج ألقى كل من فضيلة الشيخ المفتي “محمد قاسم القاسمي”، والشيخ “إبراهيم إسماعيلي”، وفضيلة الشيخ “عبد الحميد”، إمام وخطيب أهل السنة، كلماتهم، كما تم تكريم عدد من الخريجين والخريجات.
أشار فضيلة الشيخ المفتي “محمد قاسم القاسمي”، أستاذ الحديث والفقه ورئيس دار الإفتاء في جامعة دار العلوم في زاهدان، في كلمته، إلى واقعة الإسراء والمعراج، واعتبرها تكريماً من الله للنبي صلى الله عليه وسلم، وتابع قائلا: بعد المعاناة وقلة المحبة التي تحملها النبي صلى الله عليه وسلم في رحلته إلى الطائف، عرج به الله إلى السماء في رحلة المعراج، وكرمه الله.
وتابع المفتي القاسمي: الصلاة هي معراج العباد، ومن خلالها يتواصل العبد مع ربه، ويزكي نفسه، ويحفظ من أي انحراف اجتماعي.
ثم ألقى الشيخ إبراهيم إسماعيلي، خطيب الجمعة في مدينة “سيريك” بمحافظة “هرمزجان”، كلمة، اعتبر فيها دور أهل السنة حيوياً في الحفاظ على الإسلام في البلاد، وأكد على ضرورة استفادة الحكومة بشكل أكبر من أهل السنة المؤهلين.
وأضاف الشيخ إسماعيلي: لا ينبغي منع عقد الحفلات الدينية مثل حفل التخرج. واقترح التشاور مع شخصيات مثل فضيلة الشيخ عبد الحميد بشأن القضايا الإقليمية الحساسة.
وفي الختام دعا فضيلته إلى مراعاة مبدأ الأهلية في تفويض المناصب، قائلاً: “إن العامل الأكثر أهمية في تعزيز الوحدة الوطنية في البلاد هو مراعاة مبدأ الأهلية”.
كلمة فضيلة الشيخ عبد الحميد
وفي نهاية حفل التخرج الرابع والثلاثين لدار العلوم زاهدان، قام فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة ورئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، وبعد الترحيب بالحضور الذين حضروا الحفل من مختلف مناطق البلاد، أكد بدايةً على أهمية اكتساب العلوم الدينية والعصرية، وقال: يجب أن تنمو المدارس الدينية والجامعات جنبًا إلى جنب، لأن بناء الآخرة يتحقق من خلال بناء الإنسان في هذه الدنيا.
وأكد فضيلته أن العلم والمعرفة ليسا مقتصرين على الرجال فقط، بل يجب على النساء والرجال السعي في هذا الطريق، لأن أمتنا بحاجة إلى علماء صالحين ومتخصصين نابهين من أجل تحقيق التقدم في كلا المجالين، الديني والدنيوي.
نحن على طريق الاعتدال ونريد الخير للبشر جميعا
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: طريقنا الوسطية، ونرفض الإفراط والتفريط، ولا يوجد تطرف في الإسلام، إن الوسطية والاعتدال منهج خالد يرضاه الله تعالى.
وتابع فضيلته قائلا: نحن نفكر في مصلحة البشرية ونريد خير من يخدم المجتمع البشري، لقد فكر أنبياء الله من أجل البشرية، وكانوا رحماء بالبشر كافة، وسعوا لهداية البشر وإصلاحهم وازدهارهم في الدنيا والآخرة. لقد كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم رحمة ليس للمسلمين فحسب بل لجميع البشر والمخلوقات الأخرى. قال الله تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ”، ويجب على الأمة الإسلامية أن تكون رحمة للعالمين.
الإسلام دين التعامل والتسامح والتعايش السلمي
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: إن الإسلام دين التعامل والتسامح والتعايش السلمي، والجهاد الموجود في الإسلام، ومن وجهة نظر شريحة كبيرة من العلماء والخبراء، هو الجهاد الدفاعي الذي يفرض بهدف ردع الظلم والعدوان والاستكبار.
وأضاف قائلا: يتفق جميع الخبراء الإسلاميين على أن دين الإسلام لم ينتشر في العالم بقوة السيف، بل انتشر الإسلام وأثر في عقائد الأمم وأخلاقهم بقيمه الجميلة والمستنيرة، فإذا أراد المسلمون في العصر الحاضر التأثير في العالم، فعليهم اللجوء إلى الأخلاق الإسلامية والقرآنية والقيم الجميلة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
المشكلات المالية تعد من أكبر المشكلات التي يواجهها الشعب الإيراني
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى مشكلات ومطالب الشّعب الإيراني وأضاف قائلا: إيران ملك للشعب الإيراني، ومصالح إيران ملك لهذا الشعب أيضاً، ومن حق الشعب الإيراني أن تتم معالجة مطالبه ومشكلاته.
وأضاف قائلا: إن إحدى أكبر المشكلات التي يواجهها الشعب الإيراني والتي تثير فينا القلق، هي المشكلات الاقتصادية والمعيشية؛ لقد أصبحت الحياة صعبة للغاية وضيقة بالنسبة للعديد من الإيرانيين، وخاصة ذوي الدخل المنخفض والعاطلين عن العمل، ويواجه الموظفون وأصحاب الشركات والمصانع أيضا صعوبات بسبب انخفاض قيمة العملة الوطنية للبلاد.
إيران من أغنى بلاد العالم / البلاد بحاجة إلى إدارة قوية وتفكير اجتماعي
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: إيران من أغنى بلدان العالم من حيث المواهب والموارد والمناجم. لماذا يواجه الشعب الإيراني مشكلات اقتصادية؟! يجب على المسؤولين أن يفكروا جيدا في حلول لمشكلات الشعب، وخاصة الاقتصادية منها، هذه المشكلات لها حلول يجب تنفيذها.
وأكد فضيلته قائلا: إن أحد المطالب المجمع عليها للشعب الإيراني هو أن يتم إنفاق كافة أموال إيران وثرواتها داخل البلاد ولصالح الشعب الإيراني. ينبغي على صناع القرار أن يأخذوا دائما المصالح الوطنية في الاعتبار. إن المصالح الوطنية للبلاد أهم من أي قضية أخرى، ويجب أن يجعل كل التركيز على الشعب والبلد.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى توظيف مديرين ضعفاء كأحد أسباب المشكلات الحالية في البلاد، قائلا: الكثير من المشكلات الحالية هي نتيجة لتوظيف مديرين ضعفاء وغير أكفاء، والبلاد بحاجة إلى إدارة قوية وتفكير اجتماعي.
هناك محبة وتودد بين الشعب الإيراني وعلماء السنّة والمجتمع السني
وفي جزء آخر من كلمته، أعرب خطيب أهل السنة في زاهدان عن ارتياحه لـمحبة الشعب الإيراني بينهم وتعاطف علماء أهل السنة بعضهم مع بعض في البلاد، وتابع قائلا: الحمد لله، إن علماء أهل السنة في المحافظة والبلاد متحابون بينهم ويتعاون ويساند بعضهم بعضاً. منذ زمن طويل ظهر هناك قدر كبير من التعاطف والمحبة بين جميع مكونات أبناء الشعب الإيراني، وخاصة بين أهل السنة.
وتابع فضيلته قائلا: إن شعب إيران كله شعب واحد ومن أفضل شعوب العالم، نسأل الله تعالى أن يمنح هذا الشعب الكرامة التي يستحقونها وأن يجعل الشعب الإيراني عزيزا كريما.
يجب على من له تأثير في المجتمع أن يعمل من أجل الحفاظ على الأمن
وشدد فضيلة الشيخ عبد الحميد على ضرورة الحفاظ على الأمن، وقال: الحفاظ على الأمن في المنطقة أمر حيوي ومهم للغاية ويصب في مصلحة الجميع؛ يجب على جميع الناس والأفراد ذوي النفوذ أن يعملوا على حفظ الأمن.
وأضاف: لا مشكلة في الحوار البناء والنقد، ولكن ينبغي حل القضايا وتحقيق المطالب وحل المشكلات ومتابعتها من خلال الحوار والتفاوض.
أهل غزة صمدوا تجاه الظلم
وفي جزء آخر من كلمته في حفل التخرج الرابع والثلاثين، أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى القضايا الأخيرة في غزة وقال: الحمد لله، تم الآن وقف إطلاق النار في غزة. خلال هذه الفترة، جرى ارتكاب العديد من الظلم بحق أهل غزة، لكن أهل غزة أيضًا قاوموا وأظهروا صمودهم.
وأضاف: الوقت الآن مناسب لأهل غزة أن يبادروا إلى بناء مدينتهم ومنطقتهم. إن أهل غزة يحتاجون إلى التعاطف والمساعدات الإنسانية، وكما هو الحال في العديد من المناطق الأخرى في العالم، فإننا نعمل على جمع المساعدات الإنسانية لأهالي غزة ونشجع الناس على القيام بذلك.
جامعة دار العلوم زاهدان تأسست على يد شخصية ربانية
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد خطابه قائلا: لقد أسس العلامة عبد العزيز رحمه الله جامعة دار العلوم زاهدان، وكان عالما ربانيا، وكل البركات التي ترونها في إدارة دار العلوم زاهدان هي نتيجة إخلاص العلامة عبد العزيز رحمه الله ودعائه وعمله.
لدينا شكوى على ممانعة بعض العلماء البارزين من المحافظات الأخرى
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد في ختام كلمته في حفل التخرّج الرابع والثلاثين لدار العلوم زاهدان: من المناسب أن أشكر كل من ساعدنا في إقامة هذا الحفل بأيّ شكل من الأشكال، بما في ذلك التعاون المالي، والخدمات، واستقبال الضيوف، وغيرها، وأدعو لكم بالخير.
وأضاف: المسؤولون في المحافظة تعاونوا أيضًا في هذا المجال ولم تكن هناك مشكلات خاصة، ولكن لدينا شكوى من أن بعض العلماء البارزين في بعض المحافظات مُنعوا من المشاركة في هذا الحفل.
تعليقات