- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

موكب جنائزي مهيب لوالد قائد أركان القسام في غزة محمد الضيف

شيّعت حشود فلسطينية غفيرة، ظهر اليوم الخميس، الحاج دياب المصري، والد “محمد الضيف” القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، والملقب بـ”قائد أركان المقاومة”.
وتوفي والد الضيف، فجر الخميس، في منزله بمدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، وأدى آلاف المشيعين صلاة الجنازة عليه في “الجامع الكبير” وسط المدينة، يتقدمهم رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، وقادة بارزون في الفصائل الفلسطينية.
وارتسمت علامات الحزن على وجوه المشيعين، وسكان المدينة، الذين ينظرون بتقدير للحاج دياب، والد محمد الضيف، أحد رموز هذه المدينة، التي ينتمي إليها قادة معروفون في المقاومة الفلسطينية.
وظهر في الموكب الجنائزي المهيب، أبناء قائد أركان المقاومة يودّعون جدّهم ويطبعون القبلات على جبينه، وهو مسجى في كفنه.
ونعت حركة حماس والد قائد جناحها العسكري، وقالت “بقلوب مؤمنة بالله وقدره ننعى إلى شعبنا وأمتنا رجلاً صابرًا معطاءً من رجالات فلسطين، والدا عزيزا وأبا لرمز المقاومة على أرض فلسطين الحاج دياب الضيف (المصري)”.
وقال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في بيان نعي “ننعى إلى شعبنا وأمتنا، الحاج دياب المصري، والد الأخ القائد محمد الضيف (أبو خالد) القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام”.
وأضاف “أتقدم باسمي وباسم قيادة حركة حماس وأُطرها وكوادرها وأبنائها في الداخل والخارج بأحر التعازي إلى الأخ المجاهد أبو خالد الضيف وعائلته الكريمة بالتعزية الحارة بهذا المصاب (..) وأسأل المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه ويُلهم أهله الصبر والسلوان وحسن العزاء”.
وفي كلمة خلال مسيرة التشييع، قال أحد وجهاء خان يونس القيادي في حماس يونس الأسطل “فخر لك يا أيها الرجل المعطاء، أن يكون ابنك محمد الذي أساء وجوه الصهاينة ولقنهم الدروس”.
وامتدح الأسطل عطاء الضيف وجهاده على مدى سنوات طويلة، حتى وصلت المقاومة الفلسطينية إلى ما هي عليه الآن من تقدم وتطور، وأصبحت قادرة -بحسب وصفه- على التسبب في “رعب الكيان”.
وشدد الأسطل على أن “المقاومة ستبقى ضاغطة على الزناد وعلى رأسها كتائب القسام بقيادة محمد الضيف، نجل الراحل دياب المصري، حتى تحرير فلسطين”.
وولد محمد الضيف في خان يونس عام 1965، لأسرة لاجئة بسيطة اضطرت إلى الهجرة أثناء النكبة عام 1948، والتحق بصفوف حركة حماس في مرحلة مبكرة من حياته.
اعتقل الضيف في سجون الاحتلال الإسرائيلي عام 1989، وقضى 16 شهرا، لنشاطه في المقاومة خلال الانتفاضة الأولى (1987-1993).
وتطارد إسرائيل الضيف منذ عام 1992، وتصنفه بالمطلوب (رقم 1) على قائمة الاغتيالات، باعتباره أحد أبرز مؤسسي كتائب القسام، ومسؤولا عن عمليات فدائية أدت إلى قتل العديد من الإسرائيليين.
وبرز اسم الضيف، وبلغ الهتاف باسمه عنان السماء، خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة في مايو/أيار العام الماضي، عندما استجاب لنداءات أهالي حي الشيخ جرّاح في القدس المحتلة، فانطلقت صواريخ المقاومة من غزة نصرة لهم ولمنع تهجيرهم.
وتنسب سلطات الاحتلال للضيف المسؤولية عن التطور الكبير في الأداء العسكري لكتائب القسام، على صعيد المنظومة الصاروخية، واعتماد نهج الأنفاق الدفاعية والهجومية على حدود قطاع غزة، بحسب ما يرد في وسائل الإعلام العبرية.
ونجا الضيف بأعجوبة من محاولات اغتيال عدة استهدفته، كانت آخرها خلال الحرب الأخيرة الصيف الماضي. وتقول إسرائيل إن إحدى هذه المحاولات تسببت له بعجز في أطرافه وإحدى عينيه، فيما أودت محاولة اغتيال نجا منها في الحرب الثالثة عام 2014، بحياة زوجته وابنه الرضيع.
وبعد إعلان وفاة والده صباحا، أشار صحفيون إسرائيليون ومواقع عبرية إلى تحفّز الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لرصد الضيف إذا حاول المشاركة في تشييع والده.
وكتب الصحفي الإسرائيلي روعي كايس على حسابه في تويتر “والد محمد الضيف مات، من غير الواضح بأي شكل سيتخفى الابن ليحضر الجنازة”.
بينما نشرت الصحفية الإسرائيلية يونيت يوحنان صورة لتشييع والد الضيف من بيته، قائلة “من هذا الزقاق الضيّق في مخيم خان يونس خرجت جنازة والد محمد الضيف، ليس محمد الضيف فقط كبر في المخيم ذاته، بل يحيى السنوار أيضا”.

المصدر: الجزيرة.نت