- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

الهداية أعظم نعمة وإحسان من الله تعالى

وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد، في خطبة الجمعة لأهل السنة في مدينة تشابهار، (جنوبي بلوشستان) “الهداية” و”تمييز الحق من الباطل” كأعظم نعمة وإحسان إلهي على البشرية، مؤكدا على لزوم العمل بتعاليم القرآن والسنة في كافة الأبعاد الفردية والاجتماعية.
وتابع فضيلته بعد تلاوة آيتي ۱۹و۲۰ من سورة رعد المباركة، قائلا: الهداية من أهم النعم والألطاف الإلهية. الهداية هي تمييز الحق من الباطل، والصراط الصحيح من الخاطئ. البعض يعرفون الحق ولكن لا يتبعونه لأجل مصالحهم ومنافعهم، بينما اتباع الحق والاستقامة على الصراط المستقيم ضروري للنجاة بعد معرفته.
واستطرد فضيلته قائلا:
الإنسان يعرف قيمة النور إذا عرف الظلام، ويعرف قيمة الإيمان والاعتقاد الصحيح والتوحيد، إذا رأى معبد الأصنام، أو عاش بين عباد الأصنام؛ فما أجمل الأماكن التي فيها الاعتقاد، والتوحيد، والرسالة، والآخرة، والقرآن والسيرة، وصفّ صلاة الجماعة، والمسجد.
وتابع فضيلته قائلا: لا صفّ أحب عند الله من صف الصلاة والقتال، وهناك قطرتان لا شيء أغلى منهما، قطرة دم تراق في سبيل الله، وقطرة  تجري خشية من الله تعالى أو شوقا للقائه. صف الصلاة، والهداية، والمسجد، وتمييز الحق من الباطل، ومعرفة الاعتقاد الصحيح، من أعظم نعم الله تعالى.
وأضاف قائلا: الإيمان أعظم نعمة، يزيد من قيمة الإنسان، ويغير وجوده. يرى الناس أن أكبر نعمة أن يصل شخص إلى المنصب والسلطة والقوة، وتكون لديه ثروة وأموال، بينما أعظم النعم عند شخص يملك الإيمان، ويكون الدين في حياته، وله تعلّق بالله والقرآن والسنة.
وأضاف: المال والمنصب فرص للخدمة، لكن أعظم النعم لمن لديه الصدق والأمانة، والإخلاص، ويجتنب المعاصي والذنوب والمفاسد والمنكرات، ويحترم حقوق الناس، ويؤدي حقوق الله وحقوق رسوله.
وتابع فضيلته: ليست عبودية الله بالدعوی واللسان، بل بالاعتقاد والعمل. من عرف الحق، ويتبع الشريعة وسيرة رسول الله، يمشي على الأرض لكنه من أهل الجنة.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: المتنور من عرف الله، وعرف حقانية الإسلام، والطريق الصحيح، لكن الذي يعرف الاستفادة من الدنيا وهو غافل عن الآخرة، رؤيته محدودة وهو أعمى بالنسبة إلى الآخرة.
واستطرد فضيلته قائلا: كثرت اليوم المفاسد والمظالم في المجتمع، ولا يهتم بحقوق الأيتام والأرامل وغيرهم. لقد ضعف الهدي ومعرفة الحق من الباطل في عامة الناس، وغلبت محبة الدنيا على محبة الآخرة، ومنافع الدنيا على منافع الآخرة.
وأضاف قائلا: الصلاة مع الجماعة مهمة، وفي قرية توجد فيها المساجد  وصلاة الجمعة، لا عذر لأحد أن يصلي في البيت. الحضور في الجماعات والاجتماعات مهمة، والهروب منها ليست مناسبة، فالذئب يأكل الشاة الشاذة التي تتفرد من القطيع.
يجب أن نسعى لإصلاح الجمع، ونخطط لإصلاح النساء والشباب.

شجعوا الناس على الدين والدنيا النافعة
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى تبعات كورونا قائلا: كورونا أبعدت الناس عن المساجد، وعطلت المدارس والجامعات، وعطلت طواف الكعبة، وأوجدت مسافة بين الناس والمراكز التعليمية وأماكن العبادة، يجب أن ترفع هذه المسافة.
تابع قائلا: الوعي مهم جدا، والوعي أن يعرف الإنسان مسؤوليته ومهمته، ويفكر في نجاته، ونجاة المجتمع.
واستطرد فضيلته قائلا: إنما الخير في مجتمع يدعو كل شخص الآخر إلى  المعروف والصلاح، ويدعو الناس إلى الدين، والحلال، والدنيا الصالحة والنافعة، ويمنع بعضهم البعض من نوم النهار، والنوم في النهار يضر الجسم والعافية والسلامة، عليكم بالنوم مبكرا، واستيقظوا مبكرين.

العلم أساس الرقي والتقدم
وقال خطيب أهل السنة في قسم آخر من خطبته: العلم سواء كان علم الدين أو العلوم العصرية مهمة جدا. العلم أساس الرقي والتقدم والعمران، وبغير العلم لا يعمر دين ولا دنيا.
وأضاف خطيب أهل السنة مشجعا الشباب على التعلم قائلا:
توجد اليوم في بلادنا بيئة علمية ودينية، ونحن نعيش في بلادنا في ظروف يسلك المتقاعدون المسنون طرق العلم والقرآن. يسعى الكثير من المسنين والمسنات أن يحفظوا أجزاء من كتاب الله تعالى.
وتابع فضيلته قائلا: العلم مهم جدا، يجب أن نفكر جميعا في تعليم الأولاد، فإذا كبر الأولاد جاهلين غير متدينين يقع اللوم على الآباء، لأنهم لم يقوموا بواجبهم كما  هو حقه، ويجب أن نسعى ونجتهد في تعليمهم وتربيتهم.

المحافظات الحدودية وسكانها يجب أن يكونوا في أولوية منافع الحدود
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته إلى الدور الأصلي لسكان الحدود على توفير أمنها، مؤكدا على لزوم إعطاء الأولوية للمحافظات الحدودية وسكانها في الاستفادة من المنافع الحدودية.
وتابع فضيلته قائلا: لقد تحمّل سكان تشابهار الكثير من المشكلات والصعوبات والقحط، وعاشوا في الأكواخ، ودافع أجدادهم عن سيادة الأراضي، وقتلوا دفاعا عن حدود الوطن، والنضال ضد المحتلين البرتغال دليل بارز  من هذه المقاومة لهؤلاء الشعب.
وصرح فضيلته قائلا: الشعب الإيراني مدين  لسكان الحدود الذين يحافظون منها. هذه السواحل الجنوبية التي تصل البلاد بالمياه الحرة، فهذا من حق سكان الحدود أن يهتم بهم.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا:
يجب الاعتناء بحقوق أهل هذه المناطق، فإن كانت هناك منافع في البحر وفي غيرها من الجوانب، يجب أن تكون الأولوية مع سكان هذه المناطق، ويجب أن تراعى منافع سكان هذه المناطق في المشاريع والسياسات.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: يقتضي العدل والإنصاف أن تراعی حقوق  سكان المنطقة في مشروع تطوير سواحل مكران، بإمكان هذه السياسة والتخطيط أن تكون أفضل سياسة.

العدل و توظيف الكفاءات مطلب جميع القوميات والمذاهب
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على  لزوم تطبيق العدل قائلا:
تطبيق العدل  مطلب جميع الشعب الإيراني، ولا سيما أهل السنة، وكافة القوميات والمذاهب.
وصرح فضيلته قائلا: مطلب شعبنا، أن يتم مبدأ الأهلية في  التوظيفات، وأن تكون الرؤية متساوية إلى القوميات والمذاهب جميعا.
وأضاف قائلا: أمن البلاد مهمّ وضروري وفي مصلحة الناس، والسعي للوحدة أيضا، دليل على العقلانية.
والحمد لله إن أهل السنة  بكافة قومياته وسكان الحدود طالبوا بالأمن دائما، وجعلوا الأخوّة والوحدة نصب أعينهم.