- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

الغفلة عن الوحي وتعاليم خاتم النبيين، هي السبب الأصلي لتزايد الآفات والكوارث في العالم

اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (24 صفر 1443) “مخالفة تعاليم الشريعة” و”كثرة الذنوب” من الأسباب الرئيسية للكوارث في العالم، وشدد على ضرورة “العودة إلى كتاب الله والسنة”، و”إعادة النظر في الحياة”.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اجتنبوا السبع الموبقات»، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: «الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات». ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذه السبع بأنها “مميتة”، وخاطب المسلمين بالتجنّب منها.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: اليوم وفي الأوضاع الراهنة، يواجه المسلمون قلقا ومشكلات ومآزق، والظروف والأحداث التي تجري في العالم اليوم تتعارض مع مصالح المجتمع البشري، والبشرية اليوم تجهل المسبب الأصلي لهذه الأحداث ولا تعود إلى كتاب الله والسنة لتجد المصدر الأصلي والأسباب الكامنة وراء هذه الأحداث.
واستطرد قائلا: السبب الأصلي لكلّ هذه المشكلات والأحداث في العالم، هو تكاثر الخطيئة والعدوان وتجاهل أوامر رب العالمين الصريحة وتعليمات رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعندما يتم تجاهل الوحي الإلهي ستواجه البشرية مآزق ومشكلات، وستتغير طبيعة الكائنات والنعم التي من شأنها أن تكون لمنفعة الإنسان وستكون ضده.
وأشار مدير دار العلوم زاهدان إلى بيان المهلكات السبع في ضوء حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قائلا: ذكر الرسول الكريم “الشرك” كأول معصية من المعاصي المدمّرة. ما يقوله البعض أنه يحق للإنسان عبادة ما يشاء، هو رأي مرفوض؛ إنّ الله تعالى لم يعط مثل هذا الاختيار للبشرية، لكن قال تعالى: “من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”، ثم بشّر من يختار الكفر بالنار، لأنه يختار نار جهنم بإرادته واختياره.
وأضاف فضيلته قائلا: “التوحيد” هو حق الله الأول والأعظم على البشر، و”الشرك بالله” أكبر عداوة مع الله تعالى. لسوء الحظ كثر في عالم اليوم، “الشرك” و”عبادة غير الله”، و قلّ التوحيد، كما يعاني بعض المسلمين من الخرافات والممارسات الشركية التي يجب إعادة النظر فيها.
وقال خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: ثمّ بيّن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في بيانه للموبقات “السحر”، فالسحر معصية كبيرة وهو من عمل الشياطين والبشر الكاذبين، والكثير من السحر مصاديق للكفر، كما أن في كثير من السحر كلمات مشتملة على الكفريات والشركيات. لا شك في كفرية هذا النوع من السحر، ولكن إذا لم تكن هذه الكلمات، فعلى الأقل يكون السحر حراما وفسقا أخلاقيا ومخالفا للأخلاق والشريعة.
وتابع فضيلة الشيخ قائلا: ليس صحيحًا ما يقوله البعض: نحن نبطل السحر بالسحر، فالذهاب إلى السحرة من أكبر الذنوب، ويجب أن يبطل السحر بآيات القرآن وباسم “الله” تعالى، كما أنزلت سورتا المعوذتين لهذا الغرض ولإحباط أثر السحر.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصف “القتل بغير الحق” و”أكل أموال الأيتام” في مجموعة سائر الذنوب الموبقة. مع الأسف أصبح أكل مال الأيتام أمرا شائعا في المجتمع؛ بينما قال الله تعالى: “إن الذين يأكلون أموال اليتمى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا”.
واستطرد فضيلته قائلا: يشكو النسوة من حرمانهن من الميراث، فلا يقسم الميراث بطريقة صحيحة، بينما من أعظم حقوق الميت على الورثة، توزيع أملاكه وممتلكاته على الورثة مباشرة بعد دفنه بشكل صحيح وعادل ووفقا للشريعة، وأن لا يظلم أحد منهم، لذلك أنصحكم وأؤكد لكم جميعا أن لا تحرموا النساء من حقوقهن المالية.
وذكر مدير دار العلوم زاهدان، في ضوء الحديث السابق، أن “الربا” هو أعظم الذنوب، و تابع قائلا: إن أخذ الربا وأكله هو في الحقيقة إعلان حرب على الله ورسوله، إن “الربا” لا يدمّر معنوية الإنسان بل يوجه أكبر ضربة على اقتصاد المجتمع.
وأكد خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: الذنوب التي ذكرها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث وغيرها من الذنوب، والتي توجد في مجتمعاتنا المعاصرة، مثل: الزنا، والخمر، والرشوة، وتعاطي المخدرات، لقد غيرت الظروف الطبيعية في العالم، فهي سبب هذه الأوبئة والمصائب والنزاعات والبلايا التي يواجهها البشر اليوم.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد في ختام هذا الجزء من خطابه: إذا عادت الإنسانية إلى كتاب الله وسنة رسول الله وتابت، سيتغير كل شيء لصالح البشرية، فلا يمكن للمسلمين أن يحرروا القدس بما فيهم من المعصية والغفلة والاختلافات، لكن يجب عليهم إعادة النظر في حياتهم مع الالتزام الكامل بالقرآن والسنة حتى ينعموا بالنصر وعون الله تعالى.

يجب على الدولة السيطرة على الغلاء والتضخم بالتخطيط الصحيح
وانتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد في جزء آخر من خطبته غلاء الأسعار في البلاد، وأضاف قائلا: للأسف تتزايد الأسعار يوميا وكل ساعة، والمواطنون ذوو الدخل المحدود والعاطلون والعمال الذين يشكلون غالبية سكان البلاد، تحت ضغط شديد بسبب هذه المشكلات.
واستطرد فضيلته قائلا: مطلبنا من الدولة أن تسيطر بالتخطيط السليم لكبح جماح التضخم، وتمنع ارتفاع الأسعار كما وعد الرئيس، فإن قضية الاقتصاد وحل المشكلات المعيشية للناس يجب أن تكون من أولى الأولويات.