- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

التربية الصحيحة أكبر ميراث يتركه الآباء لأولادهم

أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (30 شوال 1442) على الاهتمام بإصلاح الأولاد وتربيتهم، كما وصف الأولاد بأكبر ثروة للوالدين، معتبرا التربية الصحيحة بأهم ميراث يتركه الآباء لأولادهم.
وأضاف فضيلته بعد تلاوة آية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} قائلا: الأولاد من النعم الإلهية الكبرى، والتأكيد على تربية الأولاد من مشتركات الأديان والحضارات؛ فكل الثقافات والديانات تؤكد على تربية الأولاد، لكن الدين الإسلامي يؤكد على هذا أكثر من الديانات الأخرى.
واستطرد خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: من السنة اختيار اسم حسن للأولاد، ويتمّ إكرام شعرهم، وتطييبهم، وتذبح له عقيقة في اليوم السابع.
وتابع فضيلته قائلا: ينادى يوم القيامة كل شخص بالاسم الذي سمي به في الدنيا، فأحسنوا تسمية أولادكم ليحمل معنى؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير الأسماء عبد الله وعبد الرحمن. مع الأسف يختار البعض أسماء الجاهلية القديمة لأولادهم.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: الأولاد أعظم الثروات من بين الثروات الدنيوية، وأعظم ثروة لهذه النعمة هي التربية الصحيحة. يمكن أن تتركوا أرضا أو عقارا أو مزرعة أو ثروة لأولادكم، لكن لا يوجد ميراث أفضل من العلم أو الأدب والتربية الحسنة، فلو أنكم علمتم ولدكم الأدب والعلم، لقد تركتم له خير ميراث، فلو علمتموه القرآن والصلاة والأخلاق والعادات الحسنة، وعلمتموه ليراعي حقوق الله وحقوق الناس، لقد قدمتم أفضل خدمة لولدكم.
وأضاف فضيلته قائلا: المؤسف أن الأمر الذي لا يهتم به في المجتمع تربية الأولاد، فمن الخطأ أن يترك الآباء أولادهم على حالهم، ليرتبطوا مع من شاؤوا، فمن الممكن أن يرتبطوا مع الفاسدين، ويؤثر هذا الارتباط على تربيتهم ومعنويتهم.
وأكد خطيب أهل السنة قائلا: لا بد من التخطيط لتعليم الأولاد؛ أرسلوا أولادكم إلى المدارس، ليتعلموا الدين والأدب، والقراءة والتجويد، ويحفظوا كتاب الله تعالى، ويكتسبوا العلوم في المدارس والجامعات، فليس تعليم أهمّ للمسلم من كتاب الله تعالى، وأهم ما يجب على الوالدين التخطيط له قراءة القرآن الكريم، ويجب أن تتعلم الطبقات المختلفة من الشعب القرآن الكريم بطريقة صحيحة، ويحفظوا القرآن كلّه أو بعضا من السور.
وأشار فضيلته إلى بعض التعاليم الإسلامية حول تربية الأولاد قائلا: لا بدّ من الرحمة بالأولاد، ولا تلوموهم دائما، وكونوا رحماء مشفقين بهم، ولا تحقروهم، لأن الاحتقار والإهانة يجعلهم منحرفين. علموهم الآداب الاجتماعية، وعلموهم الاحترام للوالدين، وساعدوهم في أعمالهم، والأولاد الذين يصلون ويعرفون آداب المسجد والمجلس صاحبوهم مع أنفسكم إلى المساجد والمدارس، وعوّدوا أولادكم على الأدب في الصغر، لئلا يضيّعوا الصلاة في الكبر. مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر.
وأكد خطيب أهل السنة قائلا: الكثير من الأمم يخططون وينفقون كثيرا لتربية أولادهم والأجيال القادمة. يجب علينا أن نخطط لدين أولادنا ودنياهم لئلا يكون الجيل القادم جيلا أمّيا، وتكون له حياة من الناحية العلمية والهداية.


بإمكان الرئيس القادم حلّ المشكلات الاقتصادية بتحسين العلاقات مع سائر الدول والتخطيط الصحيح في الداخل
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته إلى المشكلات الاقتصادية الموجودة، معتبراً إقامة العلاقات الحسنة مع الدول، والتخطيط الصحيح الداخلي، كأهمّ طرق النجاح للرئيس القادم، وتابع قائلا: أهمّ شيء في مجال الاقتصاد وأكثره تأثيرا في حل المشكلات الاقتصادية هو أسلوب السياسة الخارجية أو الداخلية. نحن نعيش في عالم لا يمكن العيش فيه بغير علاقات، فكل دولة تأتي في القادم يجب أن تحسن العلاقات مع الجيران وسائر البلاد، وتسعى في مجال إزالة التصعيدات.
وتابع فضيلته قائلا: يجب أن تكون دبلوماسيتنا دبلوماسية قوية، تجلب ثقة الدول كلها، وتكون لنا علاقات حسنة مع كافة الدول الإسلامية وغير الإسلامية.
كما اعتبر فضيلته التخطيط الداخلي الصحيح مفيداً في حلّ المشكلات قائلا: بالإضافة إلى تحسين العلاقات مع العالم، فإن التخطيط السليم داخل البلاد أمرٌ حيوي ومهمّ للغاية، يجب استشارة الخبراء والمتخصصين في هذا المجال وتوظيفهم.
وأضاف فضيلته قائلا: لماذا لا نتبع الخطط الاقتصادية للنبي يوسف عليه السلام الذي أنقذ مصر من الأزمة الاقتصادية. وعندما جاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والمسلمون إلى المدينة المنورة وجاء إلى المدينة المهاجرون، لم يكن هناك أي نشاط اقتصادي في المدينة المنورة سوى زراعة نخيل محدودة، لكنه صلى الله عليه وسلم، أدار هذه المشكلة بطريقة جيدة. لماذا لا نستفيد من خطط الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؟ لماذا لا نستخدم ضوابط القرآن الكريم في هذا الصدد؟
وأضاف مدير دار العلوم زاهدان قائلا: على الرئيس القادم إنشاء غرفة للتفكير، واستخدام العقل الجماعي، واستخدام آراء خبراء من مختلف مجالات الحياة ليمكنه حلّ المشكلة الاقتصادية للبلاد.
واعتبر خطيب أهل السنة، الاتحاد في القضايا السياسية بأنه علامة على “العقلانية ونموّ المجتمع” وأضاف قائلا: من الأساليب الشائعة والرائجة والمؤثرة في العالم، تشكيل تحالفات واتحادات. أن تتوحد في مجتمع مجموعة فيتنحى البعض لصالح الآخرين، هذا يدل على العقلانية ونموّ ذلك المجتمع.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أهل زاهدان الذين هم من العرقيات والطوائف المختلفة ويعيشون معًا في هذه المدينة بأخوّة ووحدة، ولديهم قرابات وشراكات في العمل بالوحدة، إذا اتحدوا وشكلوا تحالفات في انتحابات المجالس المحلية، سيكون تأثيره أكثر وأبقى.
وأضاف فضيلته قائلا: ربما توصل أهالي سيستان وبلوشستان إلى هذه النتيجة بأنهم لن يتمكنوا من بناء محافظتهم ما لم يكونوا معا، كما أن أبناء البلد لا يستطيعون بناء وطنهم وتطويره ما لم يكونوا جنبا إلى جنب، لذلك من الأفضل لأبناء البلد الاتحاد والتصويت في الانتخابات لشخص يعتقد أنه يمكنه إدارة البلاد بشكل أفضل.
وقال خطيب أهل السنة قائلا: إن الناس أحرار في الانتخابات ولكن اختيار الشخص المناسب والكفؤ واجب الجميع. نسأل الله تعالى أن يقضي بما فيه خير الوطن والشعب في هذه الانتخابات.