- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

لنحافظ على أعمال رمضان إلى آخر لحظة في الحياة

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (2 شوال 1442) إلى أن الله تعالى أمر المؤمنين بالمثابرة على العبادة حتى الموت، ناصحا المصلين بالحفاظ على أعمال رمضان طيلة أيام الحياة، مؤكدا على الصبر والاستقامة على الشريعة.
وتابع فضيلته بعد تلاوة آية: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}، قائلا: إن الله تعالى أمر المؤمنين بالمثابرة على عبادة الله حتى الموت، و حينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ في صلاة أو عمل صالح، كان يداوم عليه طيلة الحياة.
وتابع: يجب أن نعيش مع المعنويات في جميع مراحل الحياة. يجب على الإنسان أن يبدأ حياته باسم الله ويتركها باسم الله، ويقضي حياته كلها في طاعة أوامر الله تعالى، لهذا السبب حينما يموت المسلم يلقّن كلمة الشهادة، وعندما يتوفّى، تصلى عليه صلاة الجنازة، ويوضع في القبر باسم الله ويسلم إلى مثواه الأخير.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: رغم أن رمضان كان نعمة عظيمة وفترة خاصة لعبادة الله وشهر المجاهدة، إلا أن تعليم الله وإرادته ومرضاته ليس فقط في رمضان ولكن في حياتنا كلها، يجب أن نعبد الله ونستقيم على العبادة إلى آخر لحظة نعيشها في الدنيا.
وأضاف: إن المجاهدة ضد النفس لا تقل عن الجهاد ضد الأعداء الظالمين والمعتدين والجبابرة. ربما الكثير من الناس يموتون في الفراش وينالون أجر الشهيد، يجب وضع القدم على رقبة النفس، وأن لا نأذن لها أن تأمر بما فيه خلاف للشريعة، فالمجاهد الحقيقي هو الذي يغلب على نفسه ويمنعها من الغيبة والكذب والمعصية.
واستطرد فضيلته قائلا: بالمعصية يذلّ الإنسان؛ فلا تُهينوا ولا تذلوا أنفسكم لمدة ساعة من عيش الدنيا، فالذي يسعى للزنا والربا والفساد والمعصية والشرك والكفر، يذل ويخزى يوم القيامة. ورد في الحديث أن المهاجر الحقيقي من هجر ما نهى الله تعالى عنه، فعندما تتخلى عن الخطيئة وتتوب، فإنك تحصد أجر المهاجر، حتى لو كنت في منزلك ومحل إقامتك، وإذا لم تكسر قلب أحد، ولم تذهب بماء وجه أحد، ولم يتأذّ أحد بيدك ولسانك، فأنت مسلم حقيقي، وإذا حفظت التعاليم الإلهية ولم تنقض عهدك ووعدك، فستحشر يوم القيامة متدينا.
واستطرد فضيلة الشيخ قائلا: لقد وفقتم في التلاوة والذكر والصوم والصلاة في رمضان، وكنتم في بيئة المسجد ورمضان، فتابعوا هذا البرنامج بعد رمضان، فلا تقطعوا صدقاتكم وصلاة الليل التي قمتم بها في رمضان بعد رمضان، فستلمع دنياكم وقبوركم والآخرة. لقد جعلكم شهر رمضان على الصراط المستقيم، فلا تخرجوا عن السكة، واعبدوا الله، ولا تذهبوا وراء المعصية بقية حياتكم، وداوموا على تلاوة القرآن الكريم.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد ناصحا بالحفاظ على أعمال رمضان: أعمال رمضان هي إنجازات حياتنا، فانقلوها إلى شهر شوال وذي القعدة وطوال الحياة، واحفظوا أعينكم وألسنتكم وعقولكم وقلوبكم من المعاصي والخطايا، واجعلوا بيئة الأسرة بيئة دينية، بيئة التلاوة وذكر الله تعالى، وقوموا بهذه الأعمال في بيتكم، واصطحبوا أعضاء الأسرة معكم، واطمئنوا أنّ أولادكم يهتدون، وتنزل البركة في البيت.

حادثة مقتل الطفل في إيرانشهر برصاص الشرطة مؤلمة
وفي قسم آخر من خطبته، أعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد، عن أسفه الشديد بسبب مقتل طفل في مدينة إيرانشهر (في بلوشستان) على يد الشرطة، ووصف مقتل الأبرياء على يد الشرطة بأنّه “سيء للغاية” و”غير مناسبة”، مؤكّدا على لزوم الحذر والدقّة في إطلاق الرصاص.
وأضاف فضيلته قائلا: الحادث الذي وقع في “إيرانشهر” حيث أن رجال الشرطة أطلقوا النار على سيارة أسفرت عن مقتل طفل، كان مؤلمًا ومزعجًا للغاية، فهذه الحادثة مؤلمة جدا بالنسبة لنا جميعا، وخاصة لوالدي هذا الطفل.
وأشار فضيلته قائلا: قتل النفس بغير حق مؤلم، ومثير للألم ومنكر ندينه بشدة، من أي جهة كان، وهو أكثر إيلاما وإثارة للقلق إذا كان من جهة الشرطة التي يتوقع أن تكون حارسة لأموال الناس ودمائهم، فإذا قتل شخص على يد شخص أو قتل شخص بريء على يد ضابط، فهما سيّئان وغير مناسبين، مما يفسد الآخرة ويسبب الاستياء والمشكلات في الدنيا.
وأضاف خطيب أهل السنة داعيا بالصبر والثواب والأجر لوالدي هذا الطفل: نتمنّى أن يأمر قادة ومديرو القوات العسكرية الضباط الذين تحت إمرتهم بتوخّي الحذر الشديد حول إطلاق النار.
وتابع فضيلته: أن تهرب سيارة محملة بالمخدرات من الشرطة، فهذا أفضل من أن يقتل شخص بريء في إطلاق من جانب الشرطة، ولا سيما إذا اتضح لاحقًا أن السيارة لم تكن بها أسلحة ومخدرات؛ في هذه الحالة يكون الذنب بقتل الأشخاص الذين كانوا في السيارة أثقل بكثير.
وندد فضيلة الشيخ عبد الحميد بشدة، في ختام خطبة الجمعة لأهل السنة في زاهدان، بجرائم الاحتلال الصهيوني، داعيا الله تعالى أن ينصر الشعب الفلسطيني المضطهد، مؤكدا المجتمع الدولي على ضرورة مبادرة لحل قضية فلسطين وتحرير الأراضي المحتلة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.