- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

شعبان ورمضان من أشهر الإصلاح وتزكية النفس

اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، في خطبة الجمعة (19 شعبان 1442)، شهري شعبان ورمضان من أشهر الإصلاح والتزكية، وأوصى الناس إلى إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة والصدقات، وتلاوة القرآن الكريم، والذكر، والصوم، وإطاعة الله، والاجتناب من المعاصي.
وتابع فضيلته قائلا: نحن على أبواب شهر رمضان المبارك. شعبان ورمضان من أشهر التزكية والإصلاح، أهل الدين والسلوك ومن يؤمنون بالدين والآخرة، يبحثون دائما في إصلاحهم وتزكيتهم عن الفرص، وشهر رمضان وشعبان من خير الفرص.
واستطرد مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: شهر رمضان شهر كله رحمة، شهر نزول القرآن الكريم، وشهر التحول، ولا توجد فرصة أعظم من شهر رمضان، يجب أن نستفيد من صحتنا وسلامتنا وفراغنا وقدراتنا المالية في شهر رمضان في مجال التغيير في أنفسنا، ونؤتي زكاة أموالنا وصدقاتنا وخيراتنا، والصدقات تدفع البلاء والمشكلات وتؤدي إلى مرضاة الله تعالى.
وأضاف فضيلته قائلا: إيتاء الزكاة والصدقات تنزل البركات، وتضيف المال، وتكفر الذنوب، وتزكي نفس الإنسان، ولن نتزكى من حب المال وصفة البخل ما لم ندفع الزكاة. لا بد من إقامة الصلاة، وما لم نصلّ لا تحدث فينا الطاعة والتواضع. يقول الله تعالى: {اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر}. إن ذكر الله تعالى يُوجِد الخوف ومحبة الله في القلب، ويقرّب الإنسان من الله تعالى، وإنّ تلاوة القرآن الكريم التي هي أعظم ذكر الله تزكّي الإنسان، بالأعمال والإيمان والإخلاص نقترب من الله تعالى. يجب أن يشمر مختلف طبقات الشعب عن سواعد الجد، ويتوسلوا إلى الأعمال التي تقربهم من الله تعالى.
وتابع فضيلته قائلا: أطيعوا أحكام الله تعالى، واجتنبوا من المعاصي والمنكرات والغفلة التي تبعد الإنسان من ربه وتسلط عليه الشيطان. تمسّكوا بالدين، لأن الدين سبب للعزة في الدنيا والآخرة، وسبب للحفظ والعلو.

لا بد من الشفافية حول الاتفاق مع الصين
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في كلمته إلى توقيع اتفاقية التعاون بين إيران والصين، قائلا: يوجد لدى الشعب الإيراني قلق بسبب عدم الاطلاع عن محتوى الاتفاق الذي تم توقيعه بين إيران والصين مدته خمس وعشرون سنة. تطرح آراء وظنون مختلفة في مواقع التواصل الاجتماعي حول هذا الاتفاق، كما جرت تحليلات مختلفة عنه في وكالات الأنباء والمواقع والقنوات.
واستطرد فضيلته قائلا: الطريق الأفضل لإزالة المخاوف والقلاقل حول هذا الاتفاق، أن تجري شفافية حوله، ويجعل محتواه في متناول الإعلام، لتنتهي كافة الظنون والأقاويل حوله.
وأضاف خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: كل اتفاق تعقدها دولة مع البلاد، ولا سيما الاتفاقات المهمة والمثيرة للجدل كالاتفاق الأخير مع الصين، يجب أن يكون معلنا، ويجتنب من السرية والإخفاء، لتغلق أبواب الشكوك والشبهات والظنون.

اعتراض إيران على جرائم الصين بشأن الأقلية المسلمة في الصين واجب شرعي
انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد سكوت إيران تجاه جرائم الحكومة الصينية بحق الأقلية المسلمة فيها قائلا: حكومة الصين حكومة شيوعية، تمارس أبشع أنواع الجرائم بحق الأويغور. نحن نشكو الدولة ولا سيما وزارة الخارجية، لماذا تسكت على جرائم الصين، ولماذا لا تعترض على هذه الجرائم؟
واستطرد فضيلته قائلا: اعتراض إيران على جرائم الصين في حق الأقلية المسلمة واجب شرعي، وإن الواجب الإسلامي يقتضي أن لا نسكت لا على الظلم على المسلمين بل على الظلم على أي إنسان في العالم. هذه قضية إسلامية، وإنسانية، ومن الأعراف الدولية أن تراعى حقوق كافة الناس.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: بين الصين وإيران علاقات جيدة، ولكن يجب أن تعلم الصين بأن هذه العلاقات لا تعني سكوتنا تجاه ما يجري من ظلم على المسلمين أو غير المسلمين.
وصرّح خطيب أهل السنة قائلا: هذا مطلب كافة المواطنين في إيران، أن تذكر إيران الصين بمراعاة حقوق الأقلية المسلمة الساكنة في هذه البلاد، وتجتنب من الظلم عليهم.

تواجه سيستان وبلوشستان نقصًا في التخطيط لاستخدام إمكانات المحافظة بشكل صحيح
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في القسم الأخير من خطابه إلى ضرورة استخدام إمكانات المقاطعة وثرواتها بشكل صحيح، وتابع قائلا: توجد في المحافظة إمكانات مختلفة كالحدود، والمناجم، والأراضي الزراعية، لكن أكبر مشكلة ونقص في هذه المحافظة هو قلة المخططين.
وأشار فضيلته قائلا: إذا كان لدينا مخططون جيدون يستطيعون تحويل المواهب والإمكانات الكامنة في محافظة سيستان وبلوشستان إلى إمكانات منتجة، فسيكون كل سكان المحافظة مشغولين، كما ينتفع أهل سائر المناطق أيضا من هذه الثروات والمواهب.
وتابع فضيلته قائلا: هناك مشكلة أخرى موجودة في محافظة سيستان وبلوشستان وهي أن سكان هذه المحافظة للأسف لا يملكون الدافع الكافي والضروري للعمل. يجب أن يسعى شعبنا لتعلم المهن والتقنيات المختلفة واكتساب المهارات في مختلف المجالات.
وعبّر فضيلته عن أسفه من غياب الدوافع لدى الجيل الشاب على العمل والنشاط ، قائلاً: إنها ظاهرة بشعة للغاية أن الكثير من شبابنا اليوم، بدلاً من البحث عن العمل نهارًا ، يستيقظون في الليل وينامون نهارًا، بينما الله سبحانه وتعالى جعل الليل للمنام، وجعل النهار للمعاش، فإذا استمرّ هذا الاتجاه، فلن يكون هناك خير في جيلنا القادم.