- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

مراعاة القوانين الإلهية والرحمة على خلق الله من الشعب الكبرى للإيمان

اعتبر فضيلة الشيخ عبد الغني البدري، نائب خطيب أهل السنة في زاهدان، في خطبة الجمعة (12 شعبان 1442) تعظيم قوانين الله تعالى والشفقة على خلق الله تعالى، من شعب الإيمان وصفات المحسنين وعلائم محبة الله تعالى، كما أكد بمراعاة الأحكام الإلهية والترحم على كافة المخلوقات.
وتابع فضيلته قائلا: الإيمان له شعبتان، تعظيم قوانين الرب، والرحمة على خلق الله تعالى. كل إنسان وجدت فيه هاتان الصفتان، يعد إنسانا ناجحا، ومن كان ضعيفا في واحد، يواجه إيمانه التحديات. إن كنا نحب الله تعالى، وكانت عظمة الله في القلب، يجب أن نعمل بكل ما أمرنا الله تعالى به.
وأضاف قائلا: من تعاليم الله تعالى التوحيد، ونفي عبادة غير الله، فلو تدبر الإنسان العاقل في القرآن الكريم، أو نظر في الكائنات، ستدخل في قلبه عظمة الله ومحبته التي لها تأثير في طاعة الله تعالى.
واستطرد فضيلته قائلا: يذكر المؤمنون ربهم في كل حين بسبب المحبة التي توجد في قلوبهم، وحينما تكون عظمة شخص في القلب، يكثر الإنسان ذكره، وإن محبة الله تحصل بالتفكر في الكائنات واستحضار نعم الله تعالى. لقد خلق الله تعالى النعم كلها للإنسان ليشكر الإنسان ربه تجاه هذه النعم بالعمل واللسان، وينسبها إلى الله تبارك وتعالى.
وأضاف الخطيب المؤقت لأهل السنة قائلا: الجنة لمن يعيشون في الدنيا مخلصين موحدين، وتمتلأ قلوبهم بمحبة الله تعالى، بحيث يستيقظون ويستغفرون الله تعالى في الأسحار والناس نيام، وليسوا مثل الذين يقضون الليالي في القمار والسمر وغير ذلك.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الغني البدري، “الرحمة على خلق الله” من سائر أوصاف المؤمنين قائلا: الخلق عيال الله تعالى، وأحب الناس إلى الله تعالى وأفضلهم من أحسن إلى عياله.
وتابع قائلا: المحسنون ومن يحبون الله يرون في أموالهم حقا للسائل والمحروم والأيتام والفقراء والمحتاجين؛ إنهم يتفقدون أحوال الفقراء والمساكين، وإن شطرا من هذا التفقد هو واجب الحكام، وإن شطرا آخر منه هو واجب الرعية. كان سيدنا عمر رضي الله عنه يرى نفسه مسؤولا تجاه الحيوانات.
وتابع قائلا: الإيمان بضعة وسبعون شعبة أدناها إماطة الأذى عن الطريق. على المؤمن واجبان تجاه خلق الله تعالى، أحدهما كف الأذى ودفع المضرة، بأن يكون الأهل والجيران وأصحاب السفر في راحة من يده، والثاني جلب المنفعة، بأن يجلب للناس المنافع.
واعتبر أستاذ الحديث والتفسير في جامعة دار العلوم زاهدان، “شهر شعبان شهر المواساة والإنفاق” وتابع قائلا: لا ينبغي أن نفكر لأنفسنا فقط، إن كنا نخطط لإفطارنا، يجب أن نفكر في الفقراء والمساكين. من كانت في قلبه محبة الله تعالى، يدفع زكاة ماله. أسلافنا كانوا يؤتون زكاة أموالهم في شهر شعبان، ليمكن للفقراء أن يوفروا ما يحتاجونه لرمضان.

من حق هذا الشعب الرفاهية، والتردد في طرقات آمنة
و أشار فضيلة الشيخ عبد الغني البدري، في قسم آخر من خطبته، إلى أيام العطلة ورحلات الناس، وحوادث المرور فيها، قائلا: مع الأسف لا تراعى قوانين المرور في البلاد ولا سيما في محافظة سيستان وبلوشستان، وليس من الغلو أن يقال إن إحصائيات الموتى بسبب حوادث المرور أكثر من وفيات كورونا ومن قتلى معركة حربية. كل هذه الخسائر بسبب المشكلات الموجودة في الطرق في هذا العصر بعيدة عن الإنصاف.
وتابع خطيب الجمعة قائلا: منذ سنوات ويوعَد أهل المحافظة بإزالة المشكلات العالقة في الطرقات، لكن تلك الوعود لم تطبق، والكثير من الطرق ولا سيما في القرى، هي نفسها التي كان الناس يسافرون فيها بالحمير والإبل. يتطلب أن يفكر المسؤولون ومن بيدهم الأمر في حل مشكلات الناس. الثروات كلها للشعب، ويجب أن تنفق لجميع الشعب، وعلى النواب أيضا أن ينقلوا مشكلات الناس. من حق الناس الرفاهية، والرحلة في طرقات آمنة.

عدم احتياط السائق إذا أدى إلى وفاة شخص يعتبر قتل خطأ
ونصح فضيلة الشيخ البدري الناس إلى مراعاة قوانين المرور، قائلا: عدم الاحتياط والدقة، وعدم مراعاة قوانين المرور، من المنكرات والمعاصي، ومراعاتها من المعروف، وليس الكمال في مجاوزة القوانين بل في مراعاتها. فلو أن سائقا لم يراع القوانين وصار سببا لوفاة شخص، ارتكب قتل خطأ، وعليه أن يكفر شهرين متتابعين أو يطعم ستين مسكينا مع إعطاء الدية.
وأضاف: لا بد من قراءة الأذكار والأدعية المأثورة، والتوكل على الله تعالى، لنأخذ بالأسباب ونتوكل على الله تعالى.

تصوير قتلى حوادث المرور، عمل قبيح مغاير لحرمة الإنسان
واستنكر فضيلة الشيخ عبد الغني البدري “تصوير قتلى حوادث المرور والمجروحين فيها”، وتابع قائلا: من يعجز عن مساعدة المتضررين في الحادثة، ليجتنب من الإساءة إليهم، وليجتنب من تصوير النسوة اللاتي عشن طوال حياتهن في الحجاب، وهن الآن في أوضاع مؤسفة.
هذه ظاهرة قبيحة، جسد الميت له كرامة. ولما مرت جنازة برسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم، وقد نهى عن الجلوس إلى القبور احتراما لها.

قتل الإنسان البريء جريمة ومن علامات قساوة القلب
أشار فضيلة الشيخ البدري ردا على مقتل شاب بريء متدين كان في طريقه إلى المسجد، وتابع قائلا: قتل الإنسان البريء ظاهرة سيئة، ولقد صرح القرآن الكريم أن من قتل نفسا متعمدا يكون جزائه جهنم خالدا فيها، ويغضب الله عليه، ويعد له عذابا شديدا.
وتابع فضيلته قائلا: كل هذه المشكلات تنشأ من عدم مراعاة حقوق الله تعالى، والإنسان عندما لا يراعي حق الله تعالى يقسو قلبه، فلا يراعي حقوق العباد.