- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

يجب أن نتطور ونرتقي في جميع المجالات الدينية والمادية

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (5 شعبان 1442) إلى أنّ الله تعالى خلق النظام العالمي نظاما يتغير ويتطور، مؤكدا على ضرورة بذل الجهود لإحداث التغيير والتقدم في الإيمان، والأخلاق، والسلوك، وفي كافة المجالات المادية والمعنوية.
وتابع فضيلته بعد تلاوة آية: “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”، قائلا: لقد خلق الله تعالى النظام العالمي بطريقة تتغير وتتطور؛ بحيث تتغير السنوات والفصول والأشهر والأسابيع، ويتغير الليل والنهار، فينتهي أحدهما ويأتي الآخر، وسينتهي الآن العام السابق وسيبدأ عام 1400 الهجري الشمسي. كل هذه التغييرات والنظام العالمي دليل على أنّ البشر يحب في حياته التغيير والتحول في كل الساحات والمجالات.
وأضاف: البشر غير مقتنع بحالة واحدة في الأمور الدنيوية على الإطلاق، فهو دائمًا يبحث عن المبادرة والاختراع والتقدم والتطور، لكن ما لا يهتم به الإنسان في التقدم هو التغيير في مجالات الأخلاق والإيمان والعمل.
وتابع فضيلته: لا بد من الرقي في الأخلاق والسلوك والإيمان والهداية، ويجب أن يتقدم الإنسان ويقترب من الإسلام ومن شخصية الرسول الكريم، وعلينا أن نفكر هل تقدمنا في أمور ديننا، وتحسنت أحوالنا الدينية بالنسبة إلى ما كنا فيه عام 1399 وما قبلها؟ هل زاد إيماننا مقارنة بما كان عليه الحال في السابق، أم لم يكن لدينا رقي أو تقدم، ونحن ضعفاء لا سمح الله. فإن لم نتقدم في العلم وسعة الأفق والقضايا الدينية، فالأمر يستحقّ التأمّل، ويجب علينا جميعًا أن نتوب معا، ويوميّا، وأن نغير أنفسنا ونصلح.
وقال خطيب أهل السنة في زاهدان: لا بد من أن نتطور ونتقدم في كافة المجالات السياسية وغير السياسية. يجب أن يفكر الحكام والمسؤولون أيضًا في تغيير القوانين والقرارات التي لم تكن مؤثرة، أو كان لها تأثير ضئيل؛ هذا هو الرقي بحد ذاته، فلا ينبغي أن نجلس ونلاحظ تغيرات الليل والنهار والفصول والسنوات، بغير أن نهتم إلى تغيير في حياتنا الدنيوية والدينية.
وتابع فضيلته: لسوء الحظّ، يتراجع الكثيرون ويضعفون بدلاً من أن يتقدموا، كان الكثيرون يعملون الخير في السابق، وهم يأتون إلى المسجد ويصلون يوم الجمعة، لكن بعد جائحة كورونا تركوا المسجد إلى الأبد أو ضعفوا، لماذا لا يوجد في المسلمن المتدينين تديّن الرسول الكريم ولا ورعه؟ لماذا يختلف سلوكنا وأخلاقنا عن سلوك الصحابة رضي الله عنهم؟ لماذا تناقص الثبات على الدين عند الشباب؟ لماذا يوجد كل هذا الكبرياء والغطرسة والأنانية في شعبنا، وقلّ التواضع والتقوى وفكرة الإصلاح في المجتمع؟ لماذا لا يفكر شعبنا في البحث عن وظيفة وتعلّم مهارة؟ لماذا لا يذهبون إلى مراكز التدريب ولا يسعون للحلال الذي يعدّ طلبه فريضة دون فريضة؟
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على ضرورة تعلم القرآن قائلا: لماذا لا يتعلّم شعبنا القرآن الكريم، ولا يحفظون سورا من القرآن؟ تعقد هناك دورات في تفسير القرآن الكريم والتجويد والتلاوة، وتعقد دورات أخرى أيضا، شارك البعض في هذه الدورات. لنفكر في التقدم في العلم والعمل والتوجيه إلى نهاية حياتنا.
وأكد فضيلة الشيخ قائلا: من المؤسف أن نبقى في مكان واحد أو نتراجع، لا سمح الله. يجب أن نسعى في العام الجديد (1400 هجري شمسي)، ونغير أنفسنا ونقترب من الله تعالى، ويجب أن نتقدم ونرتقي في سبيل الله حتى الموت.
وأكد مدير دار العلوم زاهدان على ضرورة الاستعداد للحياة بعد الموت، وأضاف قائلا: الموت قادم، فطوبى لمن يردد كلمة لا إله إلا الله، ويشتغل بذكر الله تعالى، ويذهب إلى القبر بهذه الأعمال، وطوبى لمن يسير على طريق التقوى والشريعة والسنة، ويلقى الله تعالى على ذلك، ولكن الشقي من يبتعد عن الله تعالى تعالى ويذهب للقاء الله بالمعاصي والذنوب.
وصرّح فضيلته في ختام حديثه قائلا: يجب أن نفكّر دائما في الآخرة والقبر والحساب والكتاب، ونفكر في أن لا نذل أمام رسول الله والصحابة والصالحين يوم الحساب. لقد دعا الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله قائلا: يا رب إن كان عفوك يشملني فاحشرني بصيرا، وإن لم يشملني عفوك فاحشرني أعمى حتى لا أفضح أمام الصالحين. فضيحة القيامة فضيحة لا مثل لها، فيجب أن نخاف فضيحة يوم القيامة حيث يؤاخذ الناس ويحاسبون على حقوق الله وحقوق الناس، ويجب أن نتوب إلى الله تعالى ونلجأ إليه ونغير أنفسنا.