- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

القادة الغربيون يشعرون بالخوف من انتشار الفكرة الإسلامية في أوروبا

اعتبر الشيخ “عبد الغني بدري”، نائب رئيس جامعة دار العلوم لأهل السنة في زاهدان، أفكار الرئيس الفرنسي حول الإسلام والرسول الكريم “أفكارا للعصور الوسطى”، كما اعتبر “شعور قادة الغرب بالخطر عن انتشار الفكرة الإسلامية في أوروبا”، سببا لتكرار الإساءة إلى المقدسات الإسلامية.
وأضاف قائلا: ما أثار دهشة العالم هو دعم الرئيس الفرنسي لإهانات جريدة شارلي ايبدو إلى النبي الكريم، وهذه الخطوة كانت مثيرة، وهذا يدل على أن ماكرون شخصية غير متوازنة لا يعرف شيئا عن السياسية.
وتابع نائب رئيس جامعة دار العلوم زاهدان في الشؤون التعليمية قائلا: إنه لمن المؤسف حقا أن في هذا العصر الذي يدعي العالم التقدم والرقي، يوجد أناس مثل ماكرون وفي منصب مهم كالرئاسة، يحملون أفكارا من العصور الوسطى، ويسيئون إلى مقدسات قرابة ملياري مسلم في العالم.
وصرح فضيلته قائلا: نتأسف على ذلك الشعب الذي انتخبوا شخصا غير متوازن كأنه لا يعيش في هذا العصر، كرئيس للجمهورية.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الغني إلى عوامل الإساءة إلى الرسول الكريم قائلا: إن قادة الغرب لما رأوا إعراض شعوبهم عن الديانة النصرانية المحرفة، وإقبالهم على الدين الإسلامي وتعليماته، يسعون في جعل شعوبهم يسيئون الظن إلى هذا الدين والنبي، مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رسول الوحدة، كما ورد في آية 64 من سورة آل عمران المباركة: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله}. يدعو الناس إلى المشتركات.
وأضاف أستاذ التفسير في جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: كان النبي صلى الله عليه وسلم بعث برسالة الوحدة والرحمة، فأول ما قام به بعد الهجرة إلى المدينة المنورة كان التأليف بين القبائل المتحاربة، كما أنه عاهد مواثيق وعهود مع اليهود والمشركين، وبقي على ذلك ما لم ينقض أولئك عهدهم.
وصرح فضيلته قائلا: حينما يواجه شعوب أوروبا سيرة هذا النبي وتعاليم هذا الرسول الكريم، يتأثرون ويقبلون على الإسلام، لكن قادة أوروبا يشعرون بالخطر من أحرار العالم، لذلك يسعون في تقديم صورة متطرفة من الإسلام من خلال رسم صور ساخرة، وخطوات قبيحة أخرى.

الإساءة إلى مقدسات الأديان والمذاهب تلاعب بالنار
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى تبعات الإساءة إلى مقدسات الأديان قائلا: إن الإساءة إلى المقدسات لها عواقب خطيرة، يمكن أن نعبر بأن الإساءة إلى مقدسات الأديان والمذاهب تلاعب بالنار، ولدينا نماذج عديدة في التاريخ، ولقد رأينا كيف كانت الإساءة إلى المقدسات لها تبعات وعواقب سيئة، وجرت ويلات ودمار على المجتمعات البشرية.
وصرح فضيلته قائلا: فلو لم يسيطر ماكرون ومن حوله على هذه الإهانات، من شأنها أن أن تؤدي إلى كوارث وتتوسع الأزمات الأمنية في العالم.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الغني: على غير المسلمين وعلى الدول الأوروبية أيضا أن يمنعوا مثل هذه الإساءات، ويُجلسوا الرئيس الفرنسي على موضعه، ليعتذر ماكرون وسائر المسيئين إلى المقدسات الإسلامية، من المسلمين والعالم الإسلامي.

يجب على المنظمات وقادة البلاد الإسلامية القيام بواجبهم تجاه هذه القضية
وأشار نائب رئيس جامعة دار العلوم زاهدان إلى واجب المسلمين وقادة البلاد الإسلامية تجاه هذه القضية قائلا: واجبنا كمسلين ثقيل جدا تجاه هذه القضية، والحمد لله قد لمع البعض من الحكام وقادة البلاد الإسلامية، وكانت لهم ردود مناسبة، جزاهم الله خيرا.
واستطرد فضيلته قائلا: يجب أن يكون لجميع القادة في مثل هذه القضايا موقف موحد، ويدافعوا عن النبي صلى الله عليه وسلم معا. على قادة البلاد الإسلامية أن يقاطعوا ماكرون وإدارته، ويقطعوا علاقاتهم الدبلوماسية مع فرنسا، لئلا يجترئ أحد على الإساءة إلى مقدسات المسلمين.
وأضاف أستاذ الحديث والتفسير في جامعة دار العلوم زاهدان: على المؤسسات والمنظمات الإسلامية التي لها مكانة عالية، أن تقوم بواجبها في هذا المجال. وقد تأسفت أن البعض من هذه المؤسسات كان لها رد فعل على مقتل المعلم الفرنسي المسيء، وقامت بإدانته، لكنها التزمت الصمت تجاه إساءات الرئيس الفرنسي للإسلام والمسلمين ولم تقم بإدانتها.
وصرح فضيلته قائلا: وليس الآن وقت الألاعيب السياسية، ولا المداهنات، والحفاظ على المواقف السياسية، بل يجب أن يكون للمنظمات الإسلامية موقف واضح لا لبس فيه، ويجب الضغط على الحكومات لتتخد إجراءات جادة.
وفي نهاية الحوار ذكر فضيلة الشيخ البدري واجب المسلمين في مواجهة مثل هذه القضايا، وتابع قائلا: إنه لمن المؤسف أن تكون لدى شبابنا معلومات كافية عن الفنانين، والرياضيين، ويتشبهون بهم، لكنهم غافلون عن سيرة النبي الكريم وسنته. يجب أن تدفعنا هذه الإساءات إلى العمل بسيرة رحمة العالمين. يجب أن يقوي المسلمون علاقتهم وتعلقهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعاليمه وسنته، ويطالعوا سيرته، ويتعرفوا على سيرته أكثر.