- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

من يعيش أزمة؟

قال الرئيس الفرنسي ماکرون: الإسلام ديانة تعيش اليوم أزمة في كلّ مكان في العالم!
هل الإسلام يعيش أزمة في كل مكان، كما يدّعي ماكرون؟
فلو كان الإسلام ديانة كما يتصورها ماكرون، حيث يقيسها بعقله الضيق المنغلق التابع لشهواته وأهوائه على سائر الديانات الباطلة الوضعية أو المحرّفة التي تقوم بحكومات تدعمها، وتزول بزوالها، وتزدهر بازدهار أنظمة تنصرها، وتموت بموتها لقلنا الرجل صادق فيما يقول.
لكن الإسلام ليس ديانة كالنصرانية أو اليهودية المحرفة أو البوذية الوثنية ولا يشبهها لا في قيم ولا في تعاليم، بل هو دين الله القائم بذاته، هو دين الأنبياء جميعا، وهو دينٌ أظهره الله على الدين كله، وهو دينٌ إذا حاربه أمثال ماكرون في الغرب بعث الله له من يذود عنه في الشرق، وإذا حاربه عملاء ماكرون في الشرق بعث الله له أقواما في شطر آخر من هذه المعمورة يدافعون عنه وينصرونه ويستميتون في الدفاع عنه.
إن الإسلام لم يعش أزمة، ولا يعيش أزمة ولن يعيش أزمة، لكن الأزمة يعيشها ماكرون وأمثاله حينما يشاهدون السيدات المحجبات يتجولن في شوارع أوروبا.
الأزمة يعيشها ماكرون وسائر قادة أوربا حينما فقدوا آخر خيط كان يربطهم بالإنسانية بعدما أطلقوا آخر دعمهم للطغاة المتجبرين في العالم، وأقاموا معهم صفقات للسلاح ليقتلوا الأبرياء بغير حق في أنحاء العالم.
الأزمة يعيشها ماكرون وأمثاله حينما يعجزون عن محاربة الاسلام، ومنع انتشاره في عقر ديارهم.
الأزمة يعيشها ماكرون الذي أعلن منذ وصوله إلى الرئاسة أن لديه خطة للقضاء على أي وجود إسلامي في فرنسا، وعجز عن القيام بأي شيء تجاه تمدد الإسلام حتى الآن.
إن الأزمة الحقيقية يعيشها العلمانيون المتطرفون الذين قدموا العلمانية منهجا حياديا، لكن أثبت ماكرون وأمثاله بتصريحاتهم أن العلمانية ليست إلا ديانة وضعية تدين بها الدولة بمؤسساتها وأفرادها، وتحرسها بقوة السلاح، وإنها في حرب مع الإسلام وجها لوجه.
إن الأزمة يعيشها أولئك المذبذبون في العالم الإسلامي الذين لا يكادون يفقهون أنّ الدين الإسلامي منهج متكامل لا يمكن اجتزاؤه، ولا يكادون يفقهون أنّ أعداء هذا الدين لا يريدون التسامح معه أبدا.