- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

التوكل على الله من التعاليم المهمة في الإسلام

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (17 ذو الحجة 1441) إلى أهمية التوكل في التعاليم الإسلامية، مؤكدا على لزوم الاهتمام بالتوكل على الله، والتوسل إليه.
وتابع فضيلته قائلا: لقد حاول أعداء الله تعالى عبر التاريخ أن يغيروا الكثير من التعاليم الدينية والثقافة الإسلامية، والجهاد من هذه التعاليم التي بُذلتْ جهود كبيرة لإزالتها من الأذهان.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لكن مع الأسف الكثير، ارتكب بعض المسلمين أيضا الخطأ في موضوع الجهاد وفي حكمته وتطبيقه، بحيث استنبطوا نتائج خاطئة بالنظر في ظاهر بعض الآيات والأحاديث من غير عرضها على السيرة النبوية الكريمة، لكن أعداء الدين دخلوا هذا الميدان بمخططاتهم، ويريدون إزالة الكثير من هذه التعاليم.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: من التعاليم الأخرى التوكل على الله، بحيث يسعى الأعداء في إضعاف هذه العقيدة، ويريدون أن يقولوا للمسلمين إن كل شيء ينحصر في هذه الأسباب، لكنهم مع الأسف نجحوا في هذا المجال لحد ما. في السابق كنا نشاهد على أوراق الأطباء جملة “هو الشافي” ولكن الآن لا نرى هذه الجملة إلا قليلا.
وأضاف فضيلته قائلا: التوحيد كامن في فطرة كل إنسان، بحيث حينما يواجه الإنسان المأزق، يتوجه تلقائيا إلى الله تعالى، لأن كل شيء بيد الله، فالطبيب والدواء وكل ذلك من الأسباب عند المرض، ورب الأسباب هو الله تعالى. يقول إبراهيم عليه السلام: {وإذا مرضت فهو يشفين} فحينما نستعمل الدواء يجب أن تكون رؤيتنا إلى الله تعالى، وحينما نستخدم الأسباب، يجب أن يكون رجائنا بالله تعالى.
وأضاف مدير جامعة دار العلوم زاهدان بعد تلاوة آية {إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون}، قائلا: الأسباب تعمل وتفيد حيث يريد رب الأسباب؛ الصحابة كانوا يستمدون عقيدتهم من الوحي والتعاليم النبوية، والذي نصرهم على القوى الاستعمارية، كان التوكل على الله تبارك وتعالى.
وأشار خطيب أهل السنة إلى نموذج من توكل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا: في غزوة ذات الرقاع نزل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تحت شجرة فعلق سيفه بغصن من أغصانها، ونام، ولما فتح عينيه وجد رجلا أخذ السيف، وهو قائم على رأسه، فقال لرسول الله: من يمنعك مني؟، قال رسول الله: الله، فخاف ذلك الرجل، فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: من يمنعك مني؟ فقال الرجل: كن كخير آخذ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أتشهد أن لا إله إلا الله؟، قال: لا، ولكني أعاهدُك أن لا أقاتِلَكَ، ولا أكونَ مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله، فذهب إلى أصحابه.
وتابع قائلا: إن هذا العمل لرسول الله وإطلاق سراح ذلك الكافر، يدل على أن الجهاد في الإسلام ليس مع غير المسلمين، والذين يعيشون مع المسلمين من غير أن يكون في وجودهم ضرر أو خطر على المسلمين، بل الجهاد يكون في وجه المعتدين والمستكبرين والظالمين، ولمحاربة الظلم والاستكبار.
وأشار خطيب أهل السنة في بيان التوكل قائلا: من التعاليم الأساسية والمحورية في الإسلام، النظر إلى الله والتوسل إليه في كل شيء. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوجه إلى الصلاة في كل المصائب والمشكلات، وكان يرتبط مع الله من خلال الصلاة، ويسأل الله تعالى العون في كافة الأمور.
وأكد فضيلته قائلا: لو منحنا الله نعمة، يجب أن نراها من جانب الله، فإذا حصل أولادنا على درجات علمية عالية من خلال الدراسة، يجب أن نعرفها من فضل الله، ولا نقول: إن هذا نتيجة إنفاقنا، وجهودنا، لأن الكثير من الناس أكثر مالا منّا، لكن نرى أولادهم فاشلين في اكتساب الدرجات العلمية. لذلك يجب أن نرى كل نجاحاتنا من فضل الله بجانب سعينا وجهودنا. نرى النعم من جانب الله تعالى، وهكذا نرى المشكلات والمصائب من جانب الله، لكن لا ننسى أنها نتائج أعمالنا، فعلينا أن نلجأ إلى الله عند المشكلات بالصلاة والذكر والدعاء.

سيدنا عثمان رضي الله عنه من أهل البيت ومن الشخصيات البارزة في التاريخ
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته إلى ذكرى استشهاد سيدنا عثمان رضي الله عنه، قائلا: هذه أيام استشهاد سيدنا عثمان رضي الله عنه. إن رسول الله ربّى أفرادا عظماء بارزين، وكان سيّدنا عثمان رضي الله عنه من هؤلاء العظام.
وتابع فضيلته قائلا: لما توفيت رقية بنت رسول الله التي كانت زوجة عثمان، زوّجه رسول الله من بنته الأخرى أم كلثوم، ولما توفيت أم كلثوم، قال صلى الله عليه وسلم: لو كانت لي بنت أخرى لأنكحتها عثمان.
وأضاف خطيب أهل السنة في زاهدان، قائلا: لقد جهّز سيدنا عثمان رضي الله عنه جيش العسرة، وأثناء تجهيز جيش العسرة أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات من يجهز هذا الجيش للحرب مع الروم؟ ولقد لبى عثمان في المرات الثلاث نداء الرسول الكريم، وخصص كل مرة مائة إبل مع جهازها لجيش الإسلام.
وأشار فضيلته إلى فضائل سيدنا عثمان رضي الله عنه قائلا: لما احتاج المسلمون إلى الماء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يشتري بئر رومة، فيجعل دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة، فاشتراها عثمان من صلب ماله. وفي صلح الحديبية أيضا أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان للمفاوضة مع المشركين، وهذا يدل على مكانة عثمان وثقة النبي الكريم به. ولما أشيع أن عثمان استشهد، بايع الرسول الكريم الصحابة على أن يأخذ بثأر عثمان رضي الله عنه. فقال أحد الصحابة لو أن عثمان حيا، لا يكون مشاركا في هذه البيعة، فوضع رسول الله يده اليمني على يده اليسرى وقال: هذه يد عثمان، فبايع من جانب عثمان رضي الله عنه.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: سيدنا علي وسيدنا عثمان كانا صهرين للنبي الكريم، يحبهما الرسول، وكان أبوبكر وعمر رضي الله عنهما وزيرين لرسول الله، وأبوين لزوجتين من أزواجه، وكان الرسول يحبهما، وكانوا شخصيات بارزين ومن خاصة رسول الله ووزرائه.
وتابع خطيب أهل السنة، قائلا: نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “كل تقي ونقي فهو آلي”، بناء على هذا الحديث جميع المتقين من أهل الرسول الكريم، وجميع من ارتكبوا المعصية وإن كان نسبهم من رسول الله، لا يعدون من آل الرسول، كما قال الله تعالى مخاطِبا سيدنا نوح عليه السلام الذي كان يزعم أن ولده من أهله، {إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح}.

نواسي الشعب اللبناني
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الانفجار الأخير في مرفأ بيروت، قائلا: في الانفجار الذي وقع في بيروت، قتل وجرح الكثيرون. نعلن مواساتنا مع الشعب اللبناني، ونشاركهم مصيبتهم. يجب إعلان المواساة مع المظلوم أينما كان.
وتابع فضيلته قائلا: هذا الانفجار خلف خسائر كبيرة، ولما عرفت أسباب الانفجار. نسأل الله أن يحفظ المسلمين وكافة الناس في العالم من شر الأمراض والآفات والبلايا والخسائر.