- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

على المسلمين وقادة العالم الإسلامي تشكيل “جمعية علمية” وتأسيس “تحالف” لتحقيق الوحدة

انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة عيد الفطر التي ألقاها في المصلى الكبير بمدينة زاهدان، قصور قادة البلاد الإسلامية في حل مشكلات العالم الإسلامي، واقترح فضيلته تأسيس “جمعية علمية” و”تحالف” يضم مذاهب وفرق مختلفة لتحقيق الوحدة وحل أزمات العالم الإسلامي.
وتابع فضيلته معربا عن ارتياحه بسبب تزامن عيد هذه السنة بين غالبية البلاد الإسلامية: إن تزامن عيد الفطر هذه السنة بين غالبية البلاد الإسلامية هو حدث جيد للغاية وغير مسبوق، ونتفائل بهذا خيرا أن يصل العالم الإسلامي إلى الوحدة والانسجام، فالعالم الإسلامي اليوم بحاجة إلى الوحدة والتضامن، ويجب على المسلمين أن يتحدوا.
وأضاف فضيلته قائلا: ليت المسلمون شكلوا مجمعا علميا متكونا من الفرق والمذاهب الإسلامية كلها، ليتم إعلان حلول شهر رمضان ونهايته من جانب هذا المجمع العلمي، ولقد صرحت في مقابلة لي في مؤتمر في مكة المكرمة أنه يجب على المسلمين البدء من نقطة من أجل تشكيل هذا المجمع العلمي، وأن مسألة رؤية الهلال هي الخيار الأفضل في هذا الصدد.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: في عصرنا اتحد الأوروبيون، وكذلك تحالفت أوروبا والولايات المتحدة من أجل مصالحهم الخاصة وشكلوا “تحالفات”، وكذلك جمعت روسيا عدة دول حولها، وتبرم اتفاقيات عسكرية واقتصادية مع بعضها البعض، هكذا يجب على المسلمين وأولئك الذين يفتخرون بدين الإسلام، أن يتحدوا لصالح الإسلام والعالم الإسلامي، وأن يعقدوا اتفاقيات اقتصادية وحتى دفاعية وعسكرية مع بعضهم البعض.
وتابع قائلا: إن أعداء الإسلام يحاولون دائمًا إثارة الطائفية والانقسام والخلاف بين المسلمين، ولسوء الحظ ليس لدى المسلمين بصيرة ورؤية إلى الأوفق الأوسع، وبسبب افتقار هذه البصيرة وسعة الأفق أنهم فقدوا القدس، بحيث احتلتها إسرائيل، والولايات المتحدة تسعى في صفقة القرن أيضًا ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى إسرائيل، وهذه القضية بلا شك كارثة كبرى للعالم الإسلامي.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد: إن العالم الإسلامي يواجه عشرات المصائب الأخرى. إن الخلافات بين المسلمين أدى إلى تدخل الأعداء في بلاد أخرى مثل سوريا والعراق لمصالحهم الخاصة، وأن ينهبوا ثروات هذه البلاد ويرتكبوا المجازر بحق المسلمين.
وصرح فضيلته قائلا: “المسلمون وقادة الدول الإسلامية مسؤولون عن كل هذه المآسي والمشكلات. لماذا قادة الدول الإسلامية الذين لديهم القوة لا يتحدون لحل مشكلات العالم الإسلامي؟ الأمة الإسلامية في حزن عميق نتيجة هذا الوضع.

على المسؤولين التفكير في اتخاذ تدابير جادة لحل مشكلة السكن
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في جزء آخر من خطابه في صلاة عيد الفطر في زاهدان، إلى مشكلات السكن للمواطنين قائلا: في الأوضاع الراهنة من القضايا التي ضغطت على المواطنين هي قضية السكن، فالآجار الغالية كدرت صفو عيش المواطنين.
واستطرد فضيلته قائلا: نظرا إلى تدهور قيمة العملة الوطنية، لا تعد الآجار التي بلغت إلى “مليونين أو ثلاثة ملايين تومان” شيئا لمالكي المنازل، لكن توفير هذه الآجار صعبة على المستأجرين، فيجب على المسؤولين أن يفكروا في قضية السكن للمواطنين.
وأكد خطيب أهل السنة على لزوم حل مشكلة قيمة العملة الرسمية قائلا: الشعب الإيراني يعاني من مشكلات الفقر، والمشكلات الاقتصادية، فيرجى أن يفكر المسؤولون لحل مشكلة تدهور قيمة العملة، لتقلّ الضغوطات الاقتصادية.
وأكد مدير جامعة دار العلوم زاهدان: جميع الحكومات والدول في العالم لديها مشاريع لقضية سكن شعوبها، فإن كانت دولتنا ليست لديها فرصة لبناء السكن للمواطنين، والحمد لله إيران بلد واسع، ولديها مساحات واسعة من الأراضي ولديها الثروات، فلتمنح شعبها الأراضي لبناء مساكن.
وأضاف فضيلته قائلا: في القرى بدل بيع الأراضي بأسعار باهظة لأهلها، يجب أن تعطى الأرض لهم مجانًا، وإن كانت تؤخذ تكاليف مالية، فيجب أن تكون محصورة في مقدار تكاليف البنية التحتية فقط.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد: زاهدان من المدن التي يتزايد العيش في هوامشها، ونحن بحاجة إلى التخطيط بعناية ونشاط لقضية النموّ السكاني في المدن، وأن نخطط لإسكان هؤلاء الناس.
وتابع فضيلته قائلا: إن أسلاف هؤلاء الشعب حاربوا المستعمرين وقاتلوا لحماية هذه الأرض. لذلك يجب على السلطات أن يجعلوا هذه المسائل نصب أعينهم، لكن مع الأسف صدر مرسوم قبل عدة سنوات يحظر إصدار الوثائق للأراضي التي تقع على بعد 35 كلم من المدينة، في حين تقع العديد من الآبار والقنوات والمقابر والأراضي العامة داخل هذه المنطقة.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: عاش الكثير من القبائل والعشائر في المناطق المحيطة بزاهدان قبل ظهور مدينة زاهدان، لذلك يجب على المسؤولين الكرام التفكير بطريقة لا يضيع حق هؤلاء المضطهدين، ويفكروا في حل جاد لمشكلة السكن للشعب.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد في النهاية: من حق الحاكمية أن يتبع الناس تعاليمها وقوانينها، ونصيحتي للناس هي اتباع القوانين، وأن لا يسيطروا على الأراضي العامة، والذين يحتاجون إلى السكن يجب أن يراجعوا إلى المسؤولين، وعلى المسؤولين أن يبادروا إلى حل مشكلات الناس مع شفقة ورحمة.

عيد الفطر برنامج تربوي لله، ومن الأيام التاريخية في الإسلام
وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته، يوم عيد الفطر بـ”اليوم التاريخي” في دين الإسلام والبرنامج التربوي لله تعالی.
وآَشار خطیب أهل السنة في زاهدان إلى النعم المادية والمعنوية لله تعالى قائلا: عيد الفطر هو برنامج تربوي لله تعالى، وأحد الأيام التاريخية في الإسلام، فلقد جعل الله تعالى برامج لتربية جسم الإنسان وروحه، كما جعل مجموعة متنوعة من الأطعمة المغذية واللذيذة والنعم المادية لتقوية الجسم. علينا أن نشكر الله تبارك وتعالى باللسان والعمل مقابل هذه النعم.
وتابع فضيلته: لقد جعل الله تعالى رمضان والزكاة والحج وغيرها من الأحكام لتربية الروح، فالله الخالق، والمالك، والرازق، والمحسن على الإنسان، يعرف أفضل من كل طبيب ماهر وخبير التعليمات اللازمة لتربية جسم الإنسان وروحه، ولأجل أن نحقق السعادة في هذا العالم والآخرة، يجب أن نطيع أوامر الله تبارك وتعالى.
وأضاف فضيلته قائلا: إن الله تعالى لا يناله من عباداتنا شيء، وما نقوم به من الزكاة والصدقة والصوم والصلاة والعمل الصالح، فينال الله تقوانا منها وخوفنا من الله، لذلك علينا أن ننظر إلى قلوبنا لنعرف بأي أهداف نقوم بهذه الأعمال؟ والعبادات لا تكون مقبولة إلا إذا كانت لأجل مرضاة الله.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إن برامج رمضان المتنوعة، وجميع النعم الروحية الإلهية، هي لأجل أن يعرف المرء محسنه، ويكون شاكراً لمنعمه، والصوم والزكاة والصلاة والتلاوة هي لأجل تزكية الإنسان، وصدقة الفطر لأجل أن يتدارك الصائم قصوره في أداء أحكام رمضان. يجب أن نحمد الله الذي وضع تعاليم مختلفة لتربية أجسامنا وأرواحنا. كل النعم من جانب الله تعالى، ويجب أن نرى الله في كلّ نعمة.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إن الله تعالى كم رحيم بنا، وكم هو كريم بنا! حضوركم اليوم في المصلّى أيضا هو من فضل الله تبارك وتعالى، أنتم اليوم سعداء، ومسرورون، ومرتاحون بالا على أنكم أديتم فريضة الله تبارك وتعالى، وتعبّرون عن هذا السرور بالشكر والسجود والدعاء والتضرع والصلاة والعبادة.
وأكد مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: علينا أن نطيع أوامر الله تعالى بكلّ قوتنا ونضع محبة الله والنبي في أعماق قلوبنا، ونعبد الله ما دمنا أحياء، فهذا شرف لنا وعزة.
وقال فضيلته مخاطبا المصلين: عليكم بمراعاة التعاليم الصحية في الأماكن المقدسة والعامة والأسواق. عافيتكم وسلامة المدينة والبلد تكمن في مراقبة هذه النقاط الصحية.
وفي نهاية كلمته، نصح فضيلته بالحفاظ على منجزات رمضان وقال: حافظوا على التقوى التي هي من ثمرات الصيام، والتي تحققت في رمضان، وكونوا مصرين بعد رمضان على أن لا تضيعوا حقوق الله والعباد، فإذا كنا بعد رمضان أفضل في الأفعال والعبادات مما كنا قبله، فلا شك أن هذه علامة على قبول الصيام ورمضان.