- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

في ظل مكافحة كورونا.. كيف تعيش العائلات العربية في الصين أجواء رمضان؟

رغم قلة مظاهر الشهر المبارك في الصين، فإن العائلات العربية والمسلمة تحاول اقتناص كل فرصة لعيش أجوائه. لكن هذا العام بدا مختلفا، حيث غيَّب انتشار مرض “كوفيد-19” وإجراءات مكافحته كل مظاهر رمضان وأجوائه، بدءا من صلوات الجماعة والتراويح وقيام الليل في المساجد، وليس انتهاء باجتماع العائلات على موائد الإفطار.
انتهى الثلث الأول من رمضان دون أن تتمكن خلود زيدان من دعوة والدها على مائدة الإفطار، وهو الذي يسكن على بعد مئات الأمتار من منزلها في العاصمة بكين، فاستمرار إغلاق المجمعات السكنية ومنع دخول غير القاطنين فيها حال دون وصوله ومشاركتها الإفطار على مائدة واحدة.

موائد رمضانية متفرقة
وصفت خلود شهر رمضان هذا العام بأنه “الأصعب عليها منذ اغترابها مع عائلتها قبل 4 سنوات”، مضيفة للجزيرة نت أن غياب والدها عن مائدتها في رمضان زاد العبء النفسي عليها، خاصة أنها لم تتمكن من لقائه منذ بدء انتشار المرض بسبب سياسات الحجر الصحي.
أما والدها أحمد زيدان، فيقول إن أجواء هذا العام “التي فُرضت فيها العزلة على الأفراد والعائلات” لم يشهدها في الصين منذ أن وصل إليها قبل 10 سنوات، مشيرا -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن الإجراءات هذا العام “أثرت على العلاقات الإنسانية وأجبرتنا على التعايش مع حالة التباعد الاجتماعي”.
ودأب زيدان خلال السنوات الماضية على السفر نهاية رمضان للاجتماع بعائلته التي تقيم في الأردن وقضاء أيام العيد معها، لكن “هذا العام سيكون ذلك غير ممكن مع استمرار إجراءات مكافحة الوباء حول العالم”.

تواصل إلكتروني على الإفطار
ولم يقتصر هذا الوضع على عائلة خلود زيدان ووالدها، بل طال عائلات كثيرة فرقت بينها حدود الدول، وبات لمُّ الشمل بعيد المنال بسبب إجراءات مكافحة الوباء عالميا.
وتروي عائلة فلسطينية للجزيرة نت، أن أفرادها توزعوا ما بين بكين ومدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، وبات تواصلهم إلكترونيا خلال مواعيد مائدة الإفطار، رغم اختلاف التوقيت بينهم.
ولم يتمكن أفراد الأسرة الذين يعملون ويدرسون في الصين من السفر لقضاء الشهر المبارك مع أفراد العائلة في فلسطين، “خشية عدم تمكنهم من العودة بسبب استمرار إغلاق الصين حدودها ومنع دخول الأجانب إليها”، وفق رواية العائلة.

مطاعم فارغة من الرواد
تحاول بعض العائلات في بكين الحفاظ على عادات الشهر المبارك بالاجتماع مع الأصدقاء والأقارب على وجبة الافطار باختيار مطاعم مفتوحة أو الالتقاء في حدائق عامة، كما يقول المواطن التونسي هشام شبَّح للجزيرة نت، لكنه أضاف أن ذلك “ربما يتم مرة واحدة أو اثنتين على الأكثر خلال الشهر الفضيل”.
وشهدت “المطاعم الشرقية” في بكين خلال شهر رمضان هذا العام انخفاضا حادا في عدد مرتاديها من العائلات العربية، في ظل إجراءات الوقاية المستمرة.
وقال أيمن قنبر مالك مطعم الأمين إن غالبية العائلات ترغب في طلب الطعام وإيصاله للبيت “على خلاف ما كان يحدث في الأعوام السابقة”، رغم تحسن الوضع الوبائي في الصين.
وأضاف للجزيرة نت أن “العائلات التي تحضر للمطعم منذ بدء شهر رمضان تمثل ما نسبته 10% مقارنة مع العام الماضي”.

مساجد مغلقة
وتواصل السلطات الصينية إغلاق دور العبادة بناء على القرار الذي صدر نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، في إطار إجراءات مكافحة الوباء.
وبلغ عدد المساجد في الصين نحو 35 ألفا، منها ما يزيد على 70 في العاصمة بكين، أشهرها وأقدمها مسجد “نيوجيه” الذي تأسس عام 996 للميلاد.
يقول المواطن المصري دسوقي عبد الحميد للجزيرة نت إن غياب صلوات الجماعة في المساجد مثل التراويح وقيام الليل “أفقد الشهر أجواءه الروحانية”.
وتلجأ قليل من العائلات الصينية المسلمة -ممن قابلتهم الجزيرة نت- إلى أداء صلوات الجمعة والتراويح في ساحة أحد البيوت، لكن الغالبية اختارت أداء الصلوات بشكل فردي في بيوتها، كما قال “لي هاي تشين” الذي يسكن في حي نيوجيه جنوب غرب بكين.

غياب الإفطارات الجماعية
وأضاف في حديث للجزيرة نت، أن المسلمين في الصين -البالغ عددهم وفق الأرقام الرسمية نحو 30 مليونا موزعين على 10 قوميات- اعتادوا في السابق تنظيم إفطارات جماعية في ساحات المساجد، لكن هذا العام “اختار الصائمون الإفطار في بيوتهم مع أفراد الأسرة الصغيرة”.
ويعرف شهر رمضان في اللغة الصينية باسم “تشايوي” (Zhaiyue)، حيث تحدد الجمعية الإسلامية في بكين مطلع الشهر وفقا للحسابات الفلكية، ويتوجب على المسلمين في الصين إتمام الصيام ثلاثين يوما.

المصدر: الجزيرة.نت