- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

ليس عند أهل السنة تنظيم المواكب لزيارة قبور أولياء الله

أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (19 صفر 1441) على أنه ليس عند أهل السنة والجماعة شدّ الرحال لزيارة قبور أولياء الله وتنظيم المواكب لها.
وتابع فضيلته مؤكدا على ضرورة التمسّك بالمشتركات بين المذاهب، ومراعاة الاحترام في الأمور الخلافية: نشكر الله تعالى حيث توجد هنا في بلادنا أخوّة جيدة. هذه الأخوة لها جذور قرآنية، وهي تنبع من نصوص القرآن والسنّة، لأن القرآن والسنة يرشدان المسلمين إلى الوحدة والأخوّة.
وأضاف فضيلته قائلا: الأخوّة بين القوميات والطوائف الإسلامية ليست وحدة سياسية تقوم على المصالح والمنافع، بل أخوة دينية تنشأ من الدين الإسلامي.
وشدّد فضيلة الشيخ عبد الحميد على ضرورة تمسك المسلمين بالمشتركات، قائلا: مشتركاتنا كثيرة جدا، والأخوّة تقوم على أساس المشتركات. يجب أن نتمسك جميعا فيما اتفقنا، ولندع المواضع الخلافية لكل مذهب وطائفة لأهلها ليعملوا وفقا لفتاوى مذهبهم.

الوحدة لا تعني دمج المذاهب
وأشار فضيلته إلى المعنى الصحيح للوحدة الإسلامية قائلا: الجميع من الشيعة والسنّة متفقون على أن الوحدة لا تعني دمج الطائفتين بعضهما في بعض، وأن يعمل أتباع مذهب على المسائل الاختلافية لمذهب آخر؛ بل يجب أن تفوّض المسائل الاختلافية لكل مذهب إلى أتباعه.
واعتبر خطيب أهل السنة محبة أهل البيت من أهم المشتركات بين الشيعة والسنة قائلا: محبة أهل البيت والأئمة الكرام من المشتركات بين الشيعة والسنّة. هؤلاء الكبار ليسوا لمذهب واحد وجماعة واحدة، بل لجميع المسلمين وكافة الإتجاهات.

تعازي عاشورا والأربعين مختصة بالشيعة
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: قضية التعازي في “عاشوراء” و”الأربعين” من معتقدات الشيعة، ولكن نرى هناك جهات تسعى لتسوق أهل السنة كرها إلى هذه الحفلات. هذه القضية تؤثر سلبا على الوحدة، لأن شخصا لا يعتقد بأمر ولا يراه مشروعا من الناحية الفقهية والمذهبية، لكنه يشجع بأن يشترك في جلسة خاصة، يلومه ضميره ويبتلى بالوسواس.

العمل على فتوى المذهب من التقوى
وأكد مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: العمل بالفتوى من التقوى؛ فإن لم تكن مسئلة في الفقه الشيعي ويجبر الشيعة بالعمل عليها، لن يكون هذا من التقوى؛ كذلك إذا لم تكن مسئلة مشروعة وفقا لفتوى الفقه السنّي ويجبر شخص سنّي على العمل بها، لن يكون هذا من التقوى. أسلم الطرق أن نترك كل شخص يعمل وفقا لفتوى مذهبه وعقيدته.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إن تشجيع أهل السنة على القيام بالطقوس الشيعية لن يكون سببا للتقريب بين الشيعة والسنّة، بل يكون سببا للمزيد من الاختلاف. يجب أن يعمل أهل السنة بمذهبهم ويعمل الشيعة بمذهبهم. هذا السلوك يقوي الوحدة.

ليس في فقه أهل السنة تنظيم المواكب لزيارة قبور أولياء الله
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على أنه ليس عند أهل السنة والجماعة شدّ الرحال لزيارة قبور أولياء الله وتنظيم المواكب لها، وتابع قائلا: إن كانت أهل السنة يرون زيارة القبور مشروعة نظرا إلى النصوص، لكنهم لا يعتقدون بشدّ الرحال لزيارة قبور الأولياء وتنظيم مواكب لها. الشيعة الذين يرون هذه الأعمال مشروعة ليعملوا وفقا لفتوى علمائهم. لكن من لا يرون هذا العمل مشروعا، ينبغي أن يُتركوا أحرار في العمل على مذهبهم، ولا ينبغي أن تستخدم جهة أو مؤسسة سلطتها ومكانتها لترويج هذه المسائل المذهبية بين أهل السنة.

القرآن الكريم يشتمل على أعظم التعاليم والتوجيهات لسلامة الروح والجسم
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في القسم الأول من خطبته بعد تلاوة آية: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا} إلى “سوء الظن” و”التكبر” كأصل الذنوب والمعاصي.
وتابع فضيلته مؤكدا على التزام تعاليم القرآن الكريم لسلامة الروح والجسم: الجسم والروح يحتاجان إلى السلامة والصحة. يجب أن يخطط الإنسان لسلامة الروج والجسم، وهو بحاجة في ذلك إلى الغذاء السالم، والطبيب الماهر ليعالج أمراضه الروحية والجسمية.
واعتبر فضيلته “إساءة الظن” مضرة لسلامة الروح، ومغايرة لتعاليم القرآن الكريم، وتابع قائلا: القرآن يشتمل على أعظم التوجيهات والتعليمات لسلامة الروح والجسم. سوء الظن من الأمراض الخطيرة التي تدمر سلامة الإنسان، وهي معصية عند الله تبارك وتعالى، وتخالف تعاليم القرآن والإسلام.
وأضاف فضيلته قائلا: إذا كانت إساءة الظن في مستوى الوسوسة، لا مؤاخذة عليها؛ لكن إذا مكنّا سوء الظن في قلوبنا، وربّيناه ثم قمنا بالتجسس في الحياة الشخصية للناس ومسائلهم التي لسنا مسؤولين عنها بناء على سوء الظن، نكون ملومين ومؤاخذين عند الله تبارك وتعالى.
ليس لنا ان نتدخل في المسائل الشخصية للناس. وإذا جاءت في القلب وسوسة يجب أن ندفعها. وإن رأينا شخصا يغادر مكانا ترتكب فيه المعاصي، يجب أن نقوم بالتأويل أنه ذهب لخير.
وتابع فضيلته إلى تبعات سوء الظن قائلا: سوء الظن مصدر الكثير من الذنوب والمعاصي. مع الأسف كثرت إساءة الظن في المجتمع. من له عداوة مع شخص يتهمه ويغتابه ويعيبه. القرآن الكريم منعنا من إساءة الظن، فهي جريمة عند الله تبارك وتعالى.
واعتبر مدير دار العلوم زاهدان “الغيبة” و”ذكر معايب المسلم” من الذنوب المهلكة، وتابع قائلا: إن الله تبارك وتعالى وصف الزنا بالفحشاء، لكن الغيبة أسوء من الزنا، والغيبة ذكر لمعايب الناس التي نراها حقيرة. الغيبة وبيان عيوب الناس من المهلكات والمعاصي التي تكفي لتلقي الإنسان في النار.
وأضاف قائلا: التجسس وكذلك الغيبة ينشئان من التكبر. المتكبر يرى نفسه مقدسا وأعظم من غيره، ويحقر الناس. التكبر من الذنوب الأساسية التي ترتبط بها العشرات من الذنوب والمعاصي، وتنشأ منها العشرات من الذنوب. الشيطان طُرد من رحمة الله بسبب التكبر، وأصبح ملعونا للأبد. يجب إزالة التكبر من القلب.
وأكد فضيلته على ضرورة التواضع قائلا: يجب أن نربي التواضع في قلوبنا؛ ونرى أنفسنا أقل من الجميع. ليس من الضروري أن نقول أمام الناس أني أسوء إنسان على وجه الأرض، لكن لتكن عقيدتنا أننا أقل من الجميع.
وأوصى فضيلة الشيخ عبد الحميد بالدعاء والاستغفار قائلا: التكبر والأعجاب بالرأي، أم الفساد، ومحور جميع الذنوب والمعاصي. يجب أن يترك المؤمنون التكبر، وهذا يحصل بالدعاء والفكر. الأولياء والمقربون عند الله لم يروا أنفسهم مطهرين وأفضل من الغير، بل كانوا يستغفرون دائما ويسألون الله العفو.