- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

راحة البشر في الإيمان والتقوى والسير على الصراط المستقيم والعودة إلى الله تعالى

اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في زاهدان، في خطبة الجمعة (27 ربيع الثاني 1440) “الإيمان” و”الذكر” و”التوبة” و”الاستعانة بالصبر والصلاة” و”اتباع الصراط المستقيم”، كوسيلة للخروج من التتحديات المعاصرة والوصول إلى الاطمئنان والهدوء والراحة.
وقال فضيلته: المجتمع البشري رغم ما عنده من تقدمات في المجالات الصناعية والتقنية والعلمية المختلفة، لم تستطع حل مشكلاتها. البشر لم تكن لديه في الماضي الطرق المعبدة، ولا هذه الأنفاق ولا هذه المراكب السريعة وكل هذه الوسائل، لكن رغم ذلك كانت غمومه وأحزانه أقل. اليوم توجد جميع أنواع أسباب الراحة عند البشر، لكنه لا يملك الراحة المطلوبة، وهو أكثر قلقا وحزنا، وهذا يدل على أن أسباب الراحة والهدوء غير الراحة والهدوء. قد يمكن أن توفروا المبردات وكافة أسباب الراحة في البيت، وتسيطروا على برودة البيت وحرارته، لكن لا تصلوا إلى الراحة.
وتابع فضيلته قائلا: يريد الإنسان أن يصل إلى الراحة والهدوء من خلال الوسائل والأسباب، مع أن الراحة والهدوء في ذكر الله تعالى والإيمان والعمل الصالح. ولقد عمت في عصرنا الكثير من الأمراض مثل السرطان، بحيث عجزت المستشفيات عن استيعاب جميع المرضى. وكذلك نجد اليوم أن الملايين تنفق لأجل الأمن، لكن لا يحصل ذلك، لأننا نريد أن نحقق الأمن والراحة من طرق هي مخالفة للفطرة والشريعة.
وأضاف فضيلته قائلا: ما يجلب لنا الراحة وبإمكانه أن يتصدى لكافة العوارض والأمراض، هو التحمل والصبر والإيثار والتضحية والأخلاق الحسنة التي أتى بها النبي الكريم قبل أكثر من 1400 سنة. يقول الله تعالى: “من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فنلنحيينه حياة طيبة”. فإن لم يتمتع البشر بنعمة البرق والغاز والنعم المختلفة الراقية ويقضي عيشه في خيمة، لكنه يعيش على الصراط المستقيم وفي مسير الفطرة، سيكون في راحة واطمئنان.
وأردف خطيب أهل السنة في زاهدان: العالم اليوم يحتفل بميلاد المسيح عليه السلام بعد ألفي عام. مع أن هذه الاحتفالات التي ترتكب فيها أنواع من المعاصي غير جائزة، ولكن هذا الميلاد كان في الحقيقة ميلاد التوحيد والإيمان والأخلاق والعمل والسيرة الجيدة والصراط المستقيم.
وأشار مدير جامعة دار العلوم زاهدان إلى المخرج من التحديات المعاصرة، قائلا: ليست راحة البشر في الأبراج وبجانب المناظر الطبيعية والأسباب المادية الراقية والنعم الكثيرة والمطر والثلوج وغير ذلك، بل راحة البشر في الإيمان والتقوى والأخلاق الحسنة. واليوم أيضا الطريق للخروج من كافة أنواع القلق والأمراض والجدب وأنواع المشكلات، هو إصلاح النفس ومواجهة الشيطان والعمل على القرآن واتباع السيرة الطيبة للرسول الكريم، والسير على الصراط المستقيم والاستغفار والتوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى.
وتابع فضيلته قائلا: قال سيدنا نوح عليه السلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}. توبة الكفار أن يتركوا الوثنية، وتوبة المؤمنين أن يتركوا ذنوبهم ويعودوا إلى الله تعالى ويجبروا النقائص.
وأشار فضيلته إلى أهمية التوبة قائلا: من جزم من سويداء قلبه بالتوبة والإقلاع عن المعصية، ستقبل توبته، ويغفر ذنبه، ويكثر رزقه.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد مؤكدا: علينا جميعا أن نكثر من التوبة، ونتوب فورا، ونتوب من حقوق الله وحقوق الناس التي ضيعت، ونطلب العفو والمعافاة من الله تعالى وعباده، ونعيد حقوق الناس؛ فإن اغتبنا أحدا علانية فلنتب علانية، وإن هتكنا عرض أحد في جلسة خاصة، نعترف بالذنب في تلك الجلسة ونطلب العفو من ذلك الشخص.
وأضاف فضيلته قائلا: كلمات الاستغفار كثيرة ومختلفة، وكانت تسمع بكثرة من لسانه صلى الله عليه وسلم أنه يقول: “رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم”، “أستغفر الله ربي من كل ذنب وأتوب إليه”. بجانب الأدعية المأثورة، يجب الاستغفار بلغاتنا المحلية.