- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

إنجازاتنا في الحياة هي الأعمال التي نحملها معنا إلى الآخرة

أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (22 ربيع الأول 1440) على ضرورة المساعدة المالية للمحتاجين والمدارس الدينية، ومجالسة منكسري القلوب، والاستفادة المطلوبة من فرص الحياة.
وتابع فضيلته قائلا: تتفق صحف إبراهيم وموسى وكافة الكتب السماوية على مطلبين هما من المسلمات: 1- {ألا تزر وازرة وزر أخرى}، و2- {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}.
وتابع مشيرا إلى أسباب نزول الآيات المذكورة: ورد في الروايات أن أحد رؤساء قريش رغب في الإسلام، وقال: أخاف أن أبتلى في الآخرة بعذاب النار، فقال له آخر: أعطني شيئا من المال، أحمل عنك جميع ذنوبك يوم القيامة، فأنزل الله تعالى هذه الآيات.
وتابع فضيلته قائلا: يقول شخص لآخر: “اقتل الفلان، أنا أكون ضامنا”؛ هذا الكلام عابث، ولا يقلل شيئا من جريمة المجرم. إن الله تعالى أعطى الإنسان العقل والعين، وعليه أن يتبين ويعقل، ولا شك أن من دل على معصية أو أفتى بغير علم ينال إثم دلالته أو فتواه إذا لم يدقق.
وأضاف خطيب أهل السنة مشيرا إلى أنه لا تكفي لسعادة الآخرة الإرادة فقط، بل لا بد من السعي: الإنسان سيحرث في الآخرة ما يزرعه في الدنيا، ولا ينبغي أن يكون المرء فرحا بسبب الأعمال الحسنة لأقاربه. إذا كانت أعمال المرء سيئة، لا ينفعه النسب والحسب والأصالة وكونه قرشيا. يجب أن يكون المرء صالحا وتكون لديه إرادة قوية لإعمار الآخرة، ولا تكفي الإرادة لإعمار الآخرة، بل لا بد من السعي لذلك.
وأضاف فضيلته قائلا: لسعادة الآخرة يجب القيام بأعمال خيرية، والتصدق في سبيل الله، وكسب قلوب منكسري القلوب، والتعزية، وعيادة المريض، وإعطاء القرض للمعسر، وأن نجالس منكسري القلوب، فالله تعالى مع هؤلاء، ولقد أمر حبيبه بهذا أيضا.
وأضاف قائلا: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك؟ وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب وكيف أطعمك؟ وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان، فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم استسقيتك، فلم تسقني، قال: يا رب كيف أسقيك؟ وأنت رب العالمين، قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي”.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إن الله تعالى رحيم بعباده، ويترك البعض جائعين حفاة، ليختبرنا. في هذا الشتاء لا يقدر البعض قدرة شراء النفط ووسائل التدفئة، ورزقنا الله المال والطعام، ومتعنا بأفضل أنواع الملابس، وحرمهم ليبلونا كم نشعر بالمسؤولية ونفكر لأجل المحتاجين.
وتابع فضيلته قائلا: اعملوا الخير في سبيل الله، ومن كان لديه مهارة أو تخصص فلينفع الناس بمهارته ومشورته وتوجيهاته. هذا كله مساعيكم وأعمالكم للآخرة.
وأردف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: في هذه الظروف الحرجة التي تواجه المدارس والمساجد تحديات ومشكلات تجعلها على وشك الإغلاق، اهتموا بالمدارس، لأن المدارس الدينية قائمة بمساعداتكم المالية وأدعيتكم. تصدقوا وحافظوا على مدارسكم، لأنها مصابيح الهداية والضياء لمجتمعاتكم، والصدقة وسيلة لدفع المصائب والمشكلات، وسبب لاستجلاب الرحمات الإلهية.

بوفاة قرينة العلامة عبد العزيز رحمهما الله، فقدنا أما شفيقة لها دور في إصلاح المجتمع
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته إلى وفاة زوجة العلامة عبد العزيز رحمه الله (مؤسس جامعة دار العلوم والجامع المكي بدينة زاهدان)، وتابع قائلا: توفيت زوجة العلامة عبد العزيز رحمهما الله، والتي كانت مشهورة بالسيدة. لقد فقدنا من كانت أم هذا الشعب.
وأضاف قائلا: قرينة العلامة عبد العزيز رحمه الله كانت صالحة ومتدينة، محبة للخير، كثيرة الدعاء، ذاكرة وعابدة ومستغفرة بالأسحار. رغم أن عمرها تجاوزت التسعين لكنها كانت واعية.
واعتبر مدير جامعة دار العلوم زاهدان وفاة زوجة العلامة عبد العزيز رحمه الله خسارة للمجتمع، وتابع قائلا: هذه السيدة الصالحة كانت تشتاق لقاء الله والرحيل إلى الدار الآخرة، وكانت تشتاق أن تلتحق بزوجها ونجلها. لقد وصل إلى أمنيتها بالموت، لكن رحيلها خسارة لمجتمعنا.
وأضاف فضيلته قائلا: هذه السيدة كانت عونا كبيرا لنا بعد رحيل العلامة عبد العزيز رحمه الله، وكنا نطلب منها الدعاء للمسجد والمدرسة والشعب. لقد فقدنا أما شفيقة لها دور في إصلاح المجتمع.
و اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد هجرة الشيخ رحمه الله إلى زاهدان سببا لضياء المنطقة، وتابع قائلا: هجرة عائلة الشيخ عبد العزيز رحمه الله إلى زاهدان، كانت سبب ضياء لكل المنطقة ولا سيما هذه المنطقة. النور الذي تشاهدونه في هذه المنطقة هو من ثمرات أدعية العلامة عبد العزيز رحمه الله في عرفات والمدنية المنورة وأثناء الأسحار. منافع هذه العائلة وصلت إلى الجميع، ودعائهم كان للجميع.
كما وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد دور النساء في تربية الأولاد وإصلاح المجتمع عظيما، وتابع قائلا: الأمهات اللاتي يخدمن المجتمع ويربين أولادا صالحين، لهن إحسان كبير على مجتمعاتنا. دور الأمهات والنساء عظيم في بناء المجتمع وتعليم الأولاد. نوصي الأمهات والأخوات والنساء، أن لا يغفلن عن الدين، وليكنّ أكثر وعيا، ولتكن علاقتهن بالله أكثر.