- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

مولد الرسول الكريم أعظم حادثة مباركة وقعت في تاريخ الإنسانية

أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة هذه الجمعة (8 ربيع الأول 1440) على لزوم اتباع سيرة الرسول الكريم، مشيرا إلى أن مولد الرسول الكريم أكبر حادثة مباركة وقعت في تاريخ الإنسانية، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان حاملا لراية الوحدة والأخوة والعدل والمساواة. وتابع فضيلته بعد تلاوة آية “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” قائلا: مولد الرسول الكريم كان مولد النور والرحمة والدراية والأخلاق والإيمان والأعمال الصالحة والعبادات. ولادته كانت حادثة عظيمة وكذلك بعثته صلى الله عليه وسلم.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى بيان الظروف التي كان فيها مولد الرسول الكريم، وأضاف قائلا: مولد الرسول الكريم كان في الحقيقة وأد العادات الجاهلية السيئة. لقد ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظروف كانت الإنسانية قد انحطت كثيرا من النواحي الأخلاقية والاعتقادية والعملية، وكان الناس يعبدون الأصنام، وتبدل البشر إلى وحوش ضارية، لا يرحم بعضهم بعضا، يأكلون أموالهم بينهم بالباطل، وتضيع حقوق الأيتام والأرامل والضعفاء، وقد كانت العصبيات القومية وظلمات الجهل والجور لقد استولت على كل مكان. في مثل هذه الظروف التي كانت الجاهلية أحاطت بالعالم، بعث الله تعالى نورا من الرحمة للعالمين.
واستطرد فضيلته قائلا: كان عليه السلام يجلس مع الفقراء والطبقة المستضعفة في المجتمع، وكان يجلس على التراب ويُجلس غيره أيضا بجانبه، وكان يدافع عن العدل ويحارب الفوارق الاجتماعية والطبقية. كان الأشراف يرون عيبا لأنفسهم أن يجلسوا مع الرسول بجانب الضعفاء، لذلك طلبوا من الرسول الكريم أن يطرد الضعفاء من عنده، فمنعه الله تعالى من هذا، ونزل: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}، وأمره أن يجلس مع الفقراء والضعفاء، قائلا: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي، يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم}. وكان هذه الرحمة مع الفقراء، والدعم منهم أدى إلى أن يسلموا، وزادت من محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلوبهم.
وأضاف فضيلته قائلا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يرى تمييزا بين الناس؛ يجلس معه الأمير والفقير، والقوي والضعيف. في الحضارة التي أسسها النبي الكريم في المدينة المنورّة لم يكن فيها فرق بين الغريب والقريب، ولا بين العرب والعجم، وكان يكرم سلمان رضي الله عنه ويقربه أكثر.

الوحدة والأخوّة من مآثر البعثة الكريمة
واعتبر خطيب أهل السنة الوحدة والأخوة من مآثر البعثة، وأضاف قائلا: النبي صلى الله عليه وسلم حمل معه الوحدة والأخوة، ولقد تبدلت بفضله الحروب التي طالت مائة وعشرين سنة، إلى أخوة يقول عنها القرآن الكريم: «لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم».
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد الجاهلية المعاصرة من ثمرات الابتعاد عن القرآن والسيرة، وأضاف قائلا: واليوم مع الأسف لما ابتعد المسلمون عن القرآن والسيرة، عادت الجاهلية إلى حياتهم من جديد، ولقد انتشر بين الناس شرب الخمور، وتعاطي المخدرات، والقمار، والمفاسد، والغفلة، والانحطاط في الأخلاقيات، والحسد والحقد، والزنا، والسحر، والعصبيات القومية، وتضييع حقوق الأيتام، والمظالم التي هي من الآثار الجاهلية، تجددت في حياة الناس.
وأشار فضيلته إلى إنجازات الإسلام، قائلا: الإسلام حمل إلى البشرية أفضل إنجازات، والإسلام بظهوره قدم أفضل أنواع الأخلاق إلى البشرية، كالتواضع، والتوكل على الله تعالى، والإخلاص، والمودة، والحياء، وسائر مكارم الأخلاق، فعلينا أن نتمسك بالإسلام ونعود إلى السيرة للسعادة في الدنيا والآخرة.

لا بد من تغيير الكثير من السياسات في قضية الوحدة بدراسة عللها
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى حلول شهر ربيع الأول وتسمية أسبوع في هذا الشهر بـ “أسبوع الوحدة”، مؤكدا على لزوم دراسة الكثير من السياسات في قضية الوحدة بدراسة عللها، للوصول إلى وحدة عملية.
وتابع فضيلته قائلا: الوحدة قضية مهمة، لكننا مع الأسف عجزنا من تطبيق الوحدة عمليا. لو قمنا بتطبيق الوحدة عمليا لرحب العالم به أكثر. نحن ضيعنا فرصا كثيرة للوصول إلى الوحدة.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد «حفظ الاحترام، والكرامة المتقابلة» و«الرؤية المتساوية»، و«العدل» من أبرز عوامل الوصول للوحدة الحقيقية، وتابع قائلا: أهمّ وسيلة للوصول إلى الوحدة، هي الاحترام والكرامة. ومن أهم الوسائل التي تحقق الوحدة عمليا، هي الرؤية المتساوية بين كافة الطبقات لأفراد المجتمع. العدل والمساواة من شأنهما أن يقرب مجتمعنا بعضه من بعض.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: لا ينبغي لأحد أن يتخد الوحدة غطاء، بل لا بد من أن تكون الوحدة عمليا، فأعداء المسلمين يريدون بث الفرقة والطائفية بين المسلمين، فالوحدة ضرورية ومهمة جدا لا بد من السعي لتحقيقها.
وأضاف فضيلته قائلا: إن كنا نرى الوحدة حاجتنا، يجب أن نقوم بدراسة موانع هذه الوحدة بعد أربعة عقود من الثورة، وما التي تحقق الوحدة أفضل في المجتمع؟ في قضية الوحدة لا بد من تغيير الكثير من السياسات، ولا بد من أن تتوسع الأنظار، ونملك صدورا واسعة.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى انتصاب “أحمدعلي موهبتي” كمحافظ جديد لمحافظة سيستان وبلوشستان، وتابع قائلا: محافظة سيستان وبلوشستان محافظة استراتيجية ومهمة للبلاد. في محافظة مثل هذه بالنسيج القومي والمذهبي المتنوع، يجب أن يكون محافظها شخصا يسيطر بالدراية والتدبير على كل شيء. مشكلات هذه المحافظة وقضاياها لا تحل بالقوة العسكرية فقط. أن يكون هناك رجل سياسي يقدر على تقريب القوميات والمذاهب بعضها مع بعض، يستطيع أن يحل المشكلات أفضل.
وتابع فضيلته قائلا: نرجو أن ينجح المحافظ الجديد في هذا المنصب المهم، ووصيتنا لجميع المسؤولين أن يعملوا بطريقة يتمنى الناس بقاءهم في المحافظة ويتأسفوا على إعفائهم.

المصدر: الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الحميد إسماعيل زهي [1]