- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

الانتخابات الباكستانية ومستقبل إقليم بلوشستان

الانتخابات التي عقدت أخيرا في باكستان كانت من أكثر الانتخابات إثارة للجدل والنقاش خلال تاريخ هذا البلد.
في إقليمي خير بختونخوا، وكذلك بلوشستان اللّتان تعدّان من حواضن الأحزاب الدينية، ومعاقل الحركات الوطنية البلوشية والبشتون في باكستان، شوهد في الأونة الأخيرة إقبال ملحوظ من أهلها نحو الأحزاب غير الدينية و الأحزاب المركزية.
الكلمة النافذة في بلوشستان في ميادين السياسة لرؤساء القبائل ووجهاء العشائر، وهؤلاء الرؤساء والوجهاء في كل فترة انتخابية يختارون عضوية حزب، ثم ينتقلون في المرحلة القادمة إلى حزب جديد؛ وهذا هو السبب في أن يشبهم الحافظ حسين احمد (العضو البارز لجمعية علماء الإسلام) بالعشائر المتنقلة (الذين ينتقلون من مكان إلى مكان)، لكن في الانتخابات الأخيرة لم يرحل هؤلاء إلى الأحزاب المركزية كحزب رابطة المسلمين وحزب الشعب إلّا قليلا منهم، وفي المقابل شكّل عدد من السياسيين المجرّبين ذات سوابق حسنة منهم حزبا جديدا، واستطاعوا أن يفوزوا بالأكثرية النسبية في بلوشستان.
حزب ” بلوشستان العوامي الوطني” ( باب) تمّ تأسيسه بأشهر قبيل الانتخابات الباكستانية العامّة. أكثر قادة هذا الحزب كانوا أعضاء في حزب رابطة المسلمين سابقا، تأسيس هذا الحزب رغم توجيه التهم إليه بتلقي الدعم الخاص من منظمات أمنية وعسكرية كانت خطوة إيجابية لإقليم بلوشستان. ويدل على أنّ عددا كبيرا من السياسيين البلوش يمتلكون ثقة نفس عالية. الفوز الكاسح لهذا الحزب بقيادة جام كمال من رؤساء القبائل في منطقة “لسبيله” سيوفّر له تأسيس الدولة الإقليمية. حزب “باب” يملك خمسة عشر كرسيا في البرلمان الإقليمي، وأعلن أيضا أربعة نواب آخرون دعمهم لهذا الحزب، وهو بذلك يمتلك أربعين في المائة من كراسي البرلمان، كما أن جمعية علماء الإسلام في “ظلّ مجلس العمل المتحد”التي تملك ١٠ كرسيا في هذا الإقليم لا ترغب في أن ترضى بالقعود على كراسي المعارضة.
من جانب آخر يفاوض منتخبو حزب بلوشستان العوامى الوطني مع عمران خان للحصول على كراسي جديدة في دولة عمران خان؛ ويعبّر عن هذا بتقوية المركز مع إقليم بلوشستان المحرومة، واكتساب المزيد من المكانة والائتمان.
من ناحية أخرى، لمع السياسيون الوطنيون كأختر مينغل في هذه الانتخابات أكثر، واستطاعوا أن يجذبوا البعض من رؤساء العشائر ووجهائهم نحو أحزابهم المحلية. في المجموع لا تعدّ الأحزاب الوطنية التي فازت في بلوشستان خصوما لحركة الأنصاف، وسيكون هذا لصالح الشعب البلوشي خلال السنوات الخمسة المقبلة.
يعاني إقليم بلوشستان من أزمتين أساسيتين، الأزمة المالية الاقتصادية والأمنية؛ والأخيرة من النتائج اللّازمة للأولى، والدولة الإقليمية الجديدة ليس أمامها إلا مواجهة هاتين الأزمتين، ويجب أن تستخدم كافة قواها لتقليل المشكلات، ويشترط لذلك أن يفكر السياسيون المنتخبون لأوضاع الناس المعيشية وراحتهم بدل أن يفكروا في جيوبهم.

التعريب: إدارة موقع سني أون لاين العربية