- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

لا يزال لقدوم رمضان أثر وابتهاج

رغم الحملة الشرسة التي يشنها أعداء الإسلام على دين الله الحق وشعائره وأركانه في كل مكان , ومع محاولاتهم الدائبة لطمس معالمه و إخفاء مظاهره وتهديد ومعاقبة كل من يحاول إظهار شيء من شعائره وأحكامه في بعض الدول , ناهيك عن محاولة دول أخرى تفريغ عباداته وأوامره ونواهيه من مضمونها وسعيهم لجعلها شكلا دون روح ….إلا أن دين الله غالب ومظاهر تطبيق شريعته باقية ما بقي مسلمون موحدون على هذه الأرض.
كثيرة هي النماذج التي يمكن ذكرها والاستشهاد بها للتدليل على خيبة أمل أعداء الإسلام وعدم رضاهم عن حصاد زرعهم المشؤوم الذي لم يُؤت أكله كما يريدون وانزعاجهم وغضبهم من فشل مخططاتهم في تحقيق ما يصبون إليه.
لا شك أن بعض آثار مخططات أعداء دين الله قد ظهرت في بعض دول العالم العربي والإسلامي , كما أن شيئا من عاداته السلبية وأفكاره المسمومة وشبهاته المدسوسة على بعض شعائر الله وأحكامه قد تسللت إلى بعض المسلمين في الدول غير الإسلامية….إلا أن دين الله الحق ما يزال حيا في قلوب أتباعه وعبق أحكامه وشعائره ما زالت تفوح في الآفاق ومظاهر الابتهاج بقدوم مواسم عباداته وطاعاته بادية في سلوك وتصرفات الموحدين.
هذا خبر قادم من بريطانيا يتحدث عن تبرعات المسلمين للأعمال الخيرية بمناسبة قدوم شهر رمضان والتي بلغت قرابة 100 مليون جنيه إسترليني حسبما أعلن منتدى الجمعيات الإسلامية الخيرية هناك….وهو إن دل على شيء فإنما يدل على عظيم احتفاء مسملي بريطانيا بقدوم الضيف الكريم وحجم أثره في سلوكهم وتصرفاتهم رغم حملة الكراهية والعنصرية التي تتفاقم بشكل ملحوظ مؤخرا في معظم دول القارة العجوز.
وبالانتقال إلى أمريكا الشمالية وتحديدا إلى كندا التي أنشأ مسلمون في مدينة “تورونتو” فيها مع اقتراب شهر رمضان سوقاً خاصاً به حيث تستضيف المدوّنة ‘صدف وين’ سوقاً رمضانياً نهاية هذا الأسبوع في ميسيساوغا.
“وين” التي تنظم مناسبة لاستقبال رمضان مرة كل عام في متجرها الصغير كانت قد خططت لتوسيع الأمر ليصل إلى جمهور أكبر، ففكرت أنها قد تحصل على مساعدة من تجار آخرين للمشاركة في سوق صغير لكنها تفاجأت بأن حوالي 50 تاجراً طلبوا المشاركة.
جميع تذاكر المناسبة التي بلغ عددها ألفي تذكرة قد تم شراؤها بالكامل فيما تستعد “وين” لاستقبال أكبر حدث رمضاني نظمته في حياتها , والذي يتيح للزائرين التسوق من العلامات التجارية الإسلامية والاشتراك في ورشات مهن يدوية مع وجود غرفة مخصصة للصلاة.
من جهتها قررت إدارة العاصمة الإندونيسية جاكرتا إغلاق جميع أماكن السهر (الملاهي) الليلية خلال شهر رمضان المقبل على أن يسري قرار الإغلاق منذ اليوم الذي يسبق بداية شهر الصيام.
صحيفة «ذا جاكارتا بوست» المحلية ذكرت أن قرار الإغلاق صادر عن هيئة السياحة والثقافة التي طالبت أيضا بإغلاق جميع صالات التدليك، وحمامات البخار، ومراكز الألعاب (لم تحدد طبيعتها) والحانات قبل يوم من بداية شهر رمضان.
أخيرا وليس آخرا نصحت رئاسة الشؤون الدينية التركية المسلمين خلال شهر رمضان القيام بـ “الصيام الإلكتروني” المتمثل بالامتناع عن تضييع الوقت في شبكة الإنترنت.
جاء ذلك في مقالة للبروفسور إلهان قليج عضو الهيئة التدريسية في كلية الطب بجامعة إسطنبول في المجلة الشهرية للرئاسة حملت عنوان “الصيام الإلكتروني”، ذكر فيها أن التكنولوجيا جلبت معها الكثير من الأمور الجديدة ولكنها جلبت معها مجموعة من المصاعب أيضا مضيفا أن ” التقنيات بمجال التواصل مثل التلفاز والإنترنت والهواتف النقالة قد شكلت في السنوات الأخيرة العلاقات الاجتماعية بين الناس”.
وحول شرحه ماهية “الصيام الإلكتروني” كتب قليج “أنه بدل تضييع الوقت في متابعة أكل الناس والأماكن التي يزورونها، التفكير بمن لا يتمكنون من الأكل، أو من لا تسمح لهم قدراتهم المادية الذهاب إلى الأماكن التي يرغبون بها”.
وأضاف: “ومن جانب آخر، ينبغي عدم تضييع الوقت في التحدث مع أشخاص لا نعرفهم على بعد مئات أو آلاف الكيلومترات، وعوضا عن ذلك يجب تفضيل الاستفسار عن أحوال الجيران والناس الذين نصادفهم يوميا”.
واقترح قليج على الناس الذين يقضون الدقائق وهم يلعبون لعبة تفجير البالونات على أجهزة الهاتف النقال ورقابهم محنية، أن يقوموا بإهداء طفل سوري مكسور الخاطر بالونا مليئا بالآمال عوضا عنها.
هذا غيض من فيض نماذج استقبال المسلمين لشهر الصيام أفرادا وحكومات في بعض الدول الإسلامية وغير الإسلامية والتي تؤكد أن لموسم الطاعة والعبادة “رمضان” في نفوس المسلمين في كل مكان مكانة ومنزلة عظيمة ولقرب قدومه فرح وابتهاج غامر رغم ما يشوب التعبير عن ذلك أحيانا من خطأ أو بعض انحراف لا يخدش أو ينفي جوهره الثمين و مكنونه النفيس , ورغم كيد ومكر أعداء الإسلام لدين الله الحق الذي أكد القرآن أنه لا يحيق إلا بأهله : { …..وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ….} فاطر/

المصدر: موقع المسلم