- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

إطاعة الرسول؛ أبرز صفات الصحابة رضي الله عنهم

يقول البعض إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج للقتال في سبيل الله عيّن نائبا على المدينة المنوّرة، فإذا كان يعيّن نائبا له لغياب أيام أو شهر أو سنة، فهل يُعقل أن يترك الأمّة للأبد بلا تعيين نائب له؟
يطرحون هذا السؤال ثم يدّعون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عيّن عليا رضي الله عنه خليفة من بعده، لكن الصحابة عصوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذاك!!
لا شك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعيّن في حياته أمراء على السرايا والأجناد، أو ولاة على الأمصار، كما أنه كان يعيّن خليفة له على المدينة المنورة إذا خرج للقتال، لكن الجانب الذي لا يُذكر في الغالب في هذه التعيينات النبوية كلها، هو إطاعة الصحابة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم في كلّ هذه التعيينات النبوية. فلما عيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه على المدينة وخرج لغزوة تبوك قائلا: “أنت مني بمنزلة هارون من موسى”، لم يخالف أحد من أهل المدينة هذا التعيين. ولمّا عيّن أسامة رضي الله عنه أميرا، رضي كبار الصحابة بهذا التعيين ونفذوا أمره بعد وفاته صلى الله عليه وسلم بتجهيز وإرسال هذا الجيش لقتال الروم. وهكذا لما عيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم شابّا من بني أمية أميرا على مكة لم يخالفه أحد، ولما عيّن عمرو بن العاص رضي الله عنه أميرا على سرية لم يخالفه أحد، رغم أن عمروا رضي الله عنه كان حديث العهد بالإسلام بالنسبة إلى الكثير من المهاجرين والأنصار السابقين في الإسلام.
هناك حقيقة مسلّمة لا يستطيع أحد أن ينكرها، وهي أنّ الصحابة رضي الله عنهم كانوا يطيعون النبي صلى الله عليه وسلم في كافة تعييناته وإشاراته، ورضوا بها، وانقادوا له فيها.
فلو نصّ النبي على تعيين علي رضي الله عنه كخليفة من بعده كما يزعم هؤلاء، لما جاوز الصحابة رضي الله عنه ذلك إلى غيره، بل أطاعوه أيضا ورضوا به، كما أطاعوه في سائر تعييناته ورضوا بها.