- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

تذكرة النعم الإلهية تزيد دوافع الشكر والعبادة في الإنسان

أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في خطبته يوم الجمعة (21 صفر 1439) على أهمية تذكرة النعم الإلهية الكثيرة على العباد، واصفا الشكر والعبادة من أبرز ثمرات تذكرة النعم.
وتابع فضيلته بعد تلاوة آية “إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون”: النعم التي عند البشر، كلها من جانب الله عز وجل، وإن أردنا أن نعد نعم الله تعالى، لن نقدر على إحصائها، وقد ينفد الوقت ولن تنفد نعم الله تعالى. “وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم”، لن يقدر حاسب وإن كان ماهرا من عدّ نعم الله تبارك وتعالى. يجب أن نذكر نعم الله عز وجل، وندخل في بحر نعم الله تبارك وتعالى.
واستطرد فضيلته قائلا: حينما تذكر نعم الله تبارك وتعالى يخشع القلب لله تعالى، يوجد فيه دافع الشكر والامتنان لله تعالى. لنبذل جهدنا أن نذكر نعم الله تبارك وتعالى كلها.
وأضاف فضيلته قائلا: العقل، وكل ما في الجسم من لطافة ودقة، من نعم الله تعالى، ويطلب منا أن نشكر الرب تبارك وتعالى، ونعظم الله عز وجل.
وأضاف فضيلة الشيخ: يقول الأطباء نحن عرفنا الله تعالى في المستشفيات؛ أحيانا يحيى المريض الذي تشير كافة التحليلات الطبية بموته، ويموت من تدل التقريرات الطبية بحياته، ويتبين لنا الأطباء أن هناك قوة أخرى بيدها الحياة والممات.
واستطرد خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: العلماء والدارسون في الجامعات الذين يدرسون العلوم الشرعية، ويتبينون دقائق القرآن، يجب أن يستسلموا لله تبارك وتعالى؟! إن كان العلم والمنصب والثروة أوجد في قلب صاحبه الغرور، سيكون حجابا بين ذلك الشخص وبين الله تبارك وتعالى.
وتابع فضيلته: إذا نظرتم في المرآة، فتذكروا الله تعالى حيث أعطاكم هذا الجمال، والثروة والمنصب والصحة والعلم.
يقول الله تعالى: “إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون”. من أفضل طرق الهداية، الفكر والذكر واستماع القول الأحسن.
ووصف فضيلته الشخص الذين يجتنب من التكبر والتعدي والاعتداء، “إنسانا ربانيا شاكرا ومحسنا”، وأضاف قائلا: رؤية الله في الدنيا لا تكون بالعين، بل تكون بالفكر والقلب. إن الله تعالى ظاهر. الدقة واللطافة الموجودتان في الكائنات تدلان على وجود الله تبارك وتعالى. إن كان الله تعالى لا يرى في هذه الدنيا بالعين، فيرى بالقلب. إن كنا لا نرى الله تعالى هنا، لكننا نشاهد عظمته وقدرته في الكائنات والمخلوقات.
وأكد خطيب أهل السنة في زاهدان: عليكم بالإحسان، وإنفاق المال، وضحوا بأنفسكم وأموالكم في سبيل الله تعالى. أحسنوا إلى عباد الله تعالى، واعبدوا الله، فإنه تعالى مع المحسنين، والمحسن من يعبد الله تبارك وتعالى بالقلب مخلصا، ويرى الله عز وجل ويذكره ويسبحه ويصلى.
وصرح فضيلته قائلا: الذين يعرضون عن القرآن وذكر الله، وعن سنة رسول الله، ويسيئون الظن إلى دين الله تبارك وتعالى، ولا يريدون أن يفكروا في القرآن للحظة، هؤلاء سيواجهون المآزق وسيبتلون بعذاب القبر وعذاب الآخرة.

على قادة الدول الإسلامية أن يلتزموا بضبط النفس والدراية
وأعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته، عن أسفه من زيادة التصعيدات، موصيا قادة الدول الإسلامية والبلاد الإسلامية بضبط النفس والدراية الأكثر.
وتابع فضيلته قائلا: يسعى الكيان الصهيوني وكافة القوى الاستكبارية لزعزعة الأمن في العالم الإسلامي، وأن يجعلوا البلاد الإسلامية بعضها ضد بعض.
وأضاف فضيلته قائلا: الهدف الأصلي للقوى الاستكبارية أن يتنازع المسلمون بعضهم مع بعض،وهذا الصراع بين البلاد الإسلامية في مصلحة الكيان الصهيوني. كما أن الكيان الصهيوني كان أكبر المستفيدين حتى الآن من الحروف التي جرت في الشرق الأوسط. في السنوات الأخيرة اندلعت صراعات بين الحكومات الإسلامية، وتعرض الشرق الأوسط للأزمات والحروب، والكيان الصهيوني كان يتمتع بحرية وأمن أفضل.
وأوصى فضيلة الشيخ عبد الحميد قادة الدول الإسلامية بضبط النفس قائلا: في الظروف الراهنة يجب على المسلمين، وخاصة على قادة الدول الإسلامية، ضبط النفس والدراية وسعة الأفق، وأن يجتنبوا من التأثر بالمشاعر والانفعال لها. المنطقة لم تعد تتحمل الحروب الكثيرة والأزمات. الأمة تعاني من الطائفية والاختلافات والنزاعات إلى حدّ كبير، ولا مجال للمزيد من الطائفية والاختلافات.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى تغيير محافظ سيستان وبلوشستان، وأضاف قائلا: السيد “دانيال محبي نيا” المحافظ الجديد للمحافظة لديه معرفة جيدة بالمنطقة، ويعرفه أهل المحافظة أيضا جيدا. نرجو أن يكون قدومه سبب خير للمحافظة وأهلها.
وتابع قائلا: نظرا إلى التنوع القومي والطائفي في سيستان وبلوشستان، والأخوة التاريخية بين القوميات والمذاهب في هذه المحافظة، أفضل السياسة للأخوة والوحدة بين القوميات والمذاهب في محافظة سيستان وبلوشستان أن يجري توظيفهم بشكل متساو في المستويات المختلفة الإدارية، والتجارية، والصناعة، وسائر المجالات.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: العدل والرؤية المتساوية إلى الطبقات المختلفة، بإمكانهما أن يبدلا المحافظة إلى أسوة في الوحدة والانسجام. المحافظ وسائر المسؤولين والمؤسسات والطبقات المختلفة في المجتمع، عليهم أن يسعوا في سبيل تنفيذ العدل.

المصدر: الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الحميد إسماعيل زهي [1]