- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

أهل السنة في إيران ومطالبهم المشروعة في ضوء كلام فضيلة الشيخ عبد الحميد

يشكل أهل السنة في إيران ربع سكان البلاد من بين 80 ميليون نسمة، وأكثر ما يتواجدون في المناطق الحدودية، وغالبيتهم ينتمي من حيث المذهب إلى الأحناف والشوافع، ومن حيث العرق إلى البلوش والكرد والتركمان والفرس والترك. ولهم تواجد متزايد في المدن الإيرانية الكبرى كالعاصمة طهران ومشهد وغيرهما من المدن. أهل السنة بمذاهبه المختلفة وأعراقه المتنوعة جزء لا ينفك من التركيب السكاني الإيراني، وهم يشاركون بني وطنهم في الأفراح والأتراح، في المناسبات والمحافل مع المحافظة على مذهبهم ودينهم، وهم يجتمعون مع إخوانهم الشيعة على القواسم المشتركة دون التعدي والتفريط متجنبين جميع مظاهر التطرف والغلو مراعين الخطوط الحمراء. وفي هذا يقول زعيم أهل السنة الديني فضيلة الشيخ عبد الحميد حفظه الله: “أكدنا مرارا على أننا أهل السنة ننتمي إلى هذا الوطن، وكما نفتخر بديننا، ونفتخر بهذا الوطن، ولا نسمح لحكومة أو شعب يعتدي على سيادة بلادنا، وقد أثبت أهل السنة دائما ولائهم لهذا الوطن، وكان حضورهم قويا أيضا في القضايا الداخلية”.
إن أهل السنة في إيران مكون متميز عن سائر المكونات المذهبية والدينية في الشرق الأوسط إن لم نقل في العالم الإسلامي، فبينما يشتعل العالم الإسلامي خاصة والعالم عامة في نار الفرقة والاختلاف والعنصرية والطائفية البغيضة يجتمع أهل السنة تحت لواء واحد رغم أعراقه المتنوعة وانتماءاته المختلفة ليقرر مستقبله دون الاستلهام من أي قوة داخلية وخارجية، وهم رغم الضغوط والتمييز العنصري الذي يعانونه من بعض الجهات إلا أنهم لم يلجئوا ولن يلجئوا إلى العنف، لأنهم لا يؤمنون بالعنف كحل ناجع مهما كانت الظروف والأحوال، ومهما قاسوا ما قاسوا من الاضطهاد والعنف والتمييز، ولأن التقدم والرقي في رأي أهل السنة يكمن في السلم والمصالحة، والعنف يخلق المشكلات وينتج تبعات خطيرة. وفي هذا الصدد يقول فضيلة الشيخ عبد الحميد: “نحن أثبتنا أخوتنا دائما، وتصدينا للمتطرفين، بحيث هددنا المتطرفون مرارا. نحن لن نستسلم لهذه التهديدات، ولا نسمح أن يتعرض أمننا الوطني للخطر، نحن نريد عزة إيران”. ویقول فی موضع آخر: “الشعب الإيراني شيعة وسنة لا يريدون الحرب والعنف فقط، بل يكرهون العنف والتطرف،لأن العنف يحمل العداوة والمشكلات، ويصدّ علينا جميع أبواب التقدم والرقي والتطورات، ويشوّه سمعتنا”.
يرى أهل السنة أن أفضل الطرق للوصول إلى الحقوق المشروعة هي الطرق الدبلوماسية والسياسية والجلوس على طاولة الحوار والمفاوضة، وفضيلة الشيخ عبد الحميد يؤكد على هذا المبدأ في خطبه ويطبّقه ويدعو إليه كحل ناجع للأزمات في العالم الإسلامي وللتوصل إلى الحقوق المشروعة في أي بلد يعاني التمييز والعنصرية مهما كانت الأحوال متأزمة وقاسية، ويقول فضيلة الشيخ في هذا الصدد: “نعتقد أن أفضل طريق للوصول إلى الحقوق القانونية، هي الطرق السياسية والدبلوماسية. نقترح على العراق وسوريا وسائر البلاد الإسلامية المتأزمة أن يحافظوا عل الوحدة، ويحلوا مشكلاتهم من طرقها السياسية، والجلوس على طاولات الحوار”.
وبناء على أن الطرق الدبلوماسية والسياسية هي الحل عند أهل السنة لذلك فهم لا يقاطعون ولا يتخذون العنف أداة لتولي المناصب والوصول إلى الحقوق المشروعة، بل يشاركون الحكومة في الأفراح والأتراح ويشاركون في الانتخابات المحلية والتشريعية بكل فاعلية، آملين من الحكومة أن تحقق مطالبهم، وقد أثبتوا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة كفاءتهم وجدارتهم وأنهم يد واحدة، وأدلوا بأصواتهم فيمن يرونه صالحا للترشيح، وقد كان لهذه المشاركة الفاعلة أثر كبير في رجحان الكفة لمن أدلوا بأصواتهم في صالحه، ويقول فضيلة الشيخ عبد الحميد في هذا الصدد: “مشاركة أهل السنة في الانتخابات الرئاسية كانت حماسية وواسعة، ويرجى أن يتحقق أحد التوقعات القديمة بعد 38 سنة لأهل السنة، وهو توظيف مؤهليهم في المناصب الرفيعة في الدولة الجديدة، بأن يتمّ استخدام شخص أو أشخاص منهم كالوزراء”.
ويرى أهل السنة أن تحقيق مطالب أهل السنة وتوظيف مؤهليهم في المناصب الرفيعة لا يثلج قلب أهل السنة ولا تجلب رضا الشعب الإيراني الحر فقط فحسب بل قد يؤدي إلى عز إيران ورفع مكانتها في العالم، يقول فضيلة الشيخ عبد الحميد في إحدى خطبه وهو يؤكد على توظيف أهل السنة في المناصب الكبيرة كالوزارة وغيرها: “هذه الخطوة بامكانها أن تجلب مرضاة الشعب الإيراني من جميع الأقوام والمذاهب، وهذه السياسة القوية بإمكانها أن تكون لصالح إيران والعالم الاسلامي، وتكون لها ردود واسعة في العالم، ويزيد من عزة إيران والايرانيين في مستوى العالم”.
إن أهل السنة يرى أن توظيفهم وإشراكهم في المناصب الحكومية وعدم التفريق بينهم وبين أي مواطن آخر يخدم البلاد والشيعة وجميع الأقليات في العالم، وفي هذا خير لإيران العريقة وللعالم أجمع، وفي هذا الصدد يقول فضيلة الشيخ عبد الحميد: “خطوة مثل هذه، رسالة واضحة لكافة العالم ليتعلموا كيف يتعاملوا مع الأقليات الشيعية والسنية وسائر الأقليات، وفي هذه تكمن حكم كبيرة”.

 المصدر: مجلة الصحوة الإسلامية (العدد الـ 105)