- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

شهر رمضان بسبب نزول القرآن الكريم فيه يتلألأ بين الأشهر الأخرى

وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في زاهدان، شهر رمضان بربيع القرآن، وعدّ نزول القرآن الكريم في هذا الشهر من دلائل أفضليته على الأشهر الأخرى.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة (14رمضان 1438): إن الله تعالى منّ على عباده بنعم كثيرة. الدين الإسلامي الذي هو آخر الأديان وأكملها وأحبها، وأكبر نعمة إلهية. لقد بعث الله تعالى هذا الدين لسعادة الإنسان ونجاته.
وأشار خطيب أهل السنة إلى مكانة القرآن الكريم قائلا: القرآن الكريم كتاب جامع وكامل احتوى على كافة حسنات الكتب السماوية الأخرى، والقرآن كتاب هدى يرشد البشر إلى الصراط المستقيم، وهو الفرقان بين الحق والباطل.
وتابع فضيلته قائلا: صوم رمضان شكر على نزول القرآن الكريم، واستعداد للعمل على القرآن الكريم. صيام رمضان يزيل الابتعاد بيننا وبين القرآن ورسول الله والشريعة الإسلامية. وإن نظرنا نجد أن سائر الكتب السماوية كانت بينها وبين الصيام علاقات، كما أن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام صام أربعين يوما قبل نزول التوراة، ثم ذهب إلى الطور لتلقي التوراة.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: لقد أعطى الله تعالى ليلة نزول القرآن التي هي ليلة القدر فضيلة ألف شهر. البلد والأرض التي نزل فيها القرآن الكريم هو من أحب البلاد والبقاع، والشخصية الذي نزل هذا الكتاب على قلبه أحب وأعظم البشر على وجة الأرض، وهو الذي اقتدى به الأنبياء ليلة المعراج.
واستطرد فضيلته إلى هدي القرآن الكريم قائلا: الكلمات القرآنية حافلة بالهدي وهي سبب للتطور والتغيير في الفرد والمجتمع. قرأها الرسول والصحابة فاهتدوا بها، ولو قرأها عالمنا وحافظ القرآن يهتدون بها، وكل من قرأ القرآن الكريم يهتدي بهذه الكلمات.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: القرآن كتاب تزود تلاوته والتدبر في آياته الإنسان تمييز الحق من الباطل. القرآن الكريم لم ينزل لنقبله ونضع في الرفوف، أو نتلوه على المرضى، بل القرآن هو الحجة الإلهية التي نزلت لنتلوه ونعمل عليه.
وتابع رئيس اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في سيستان وبلوشستان قائلا: القرآن الكريم رحمة إلهية تفوق بدرجات من حياتنا المادية والمعنوية. على الطبقات المختلفة من المجتمع رجالا ونساء أن يتعلموا القرآن الكريم. يجب تدريس القرآن في المساجد، وعلينا جميعا أن نسعى في مجال نشر القرآن الكريم، لأن العمل على القرآن يغلق أبواب الفتن.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته إلى الحوادث الإرهابية الأخيرة في طهران والحوادث المشابهة لها في سائر البلاد الإسلامية، مطالبا قادة البلاد الإسلامية ونخب العالم الإسلامي أن يتخذوا تدابير للتصدي من هذه الحوادث، ويقدموا حلولا لها.
وتابع فضيلته قائلا: الهجوم على البرلمان نظرا إلى أنه كان في العاصمة، كان هجوما مثيرا للقلق، وإن كان الشعب الإيراني شعبا جريئا جرب مثل هذه الحوادث مرارا.
وتابع فضيلته قائلا: والمؤسف أن أكثر ضحايا هذا الهجوم وجرحاه، هم الذين راجعوا نواب المجلس، حيث ماتوا وهم صائمون. قتل الإنسان البريء الصائم عمل بشع قبيح جدا. قال أحد قادة الغرب طاعنا للمسلمين: بدل أن تمسكوا أيديكم عن الأكل والصوم أمسكوا أيديكم من قتل بعضكم بعضا. إن كانت القوى الاستكبارية بإلقائهم القنابل الضخمة على المسلمين يقومون بالقتل في نطاق أوسع، لكن هذه الجملة جديرة بالتأمل.
وأكد خطيب أهل السنة على لزوم الصحوة، وتقديم حلول للأزمات الموجودة قائلا: التفجيرات الأخيرة في كابول التي أسفرت عن مقتل العشرات، والحوادث المشابهة لها، في الحقيقة تحذير للمسلمين أن لا يكونوا غير مبالين بالأوضاع العالمية. لا ينبغي للمسلمين أن يكتفوا بإدانة هذه الحوادث، بل عليهم أن يكونوا واعين، ويفكروا للتصدي لهذه الحوادث، ويقدموا حلولا لهذه الأزمات.
واستطرد فضيلته قائلا: على قادة البلاد الإسلامية والنخب في العالم الإسلامي أن يقدموا حلولا للأزمات الموجودة في العراق وسوريا وأفغانستان وفلسطين واليمن وليبيا وسائر البلاد الإسلامية، لتنتهي الأزمات في هذه البلاد، وتتوحد شعوبها.
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد انسحاب القوى الأجنبية من البلاد الإسلامية مفيدا في حل أزمات الشرق الأوسط، قائلا: وجود القوى الأجنبية في أفغانستان والعراق لم تكن مفيدة لأمن هذه البلاد، بل زادت من الأزمة والمشكلة. غزت أمريكا العراق بدعوى تدمير الاستبداد والدكتاتورية، لكنها دمرت العراق. وكذلك روسيا والقوى الأخرى كانت سببا في اتساع نطاق التطرف والأزمات الأمنية في المنطقة.
وأكد خطيب أهل السنة في زاهدان: هذه القوى ما جاءت لتثبيت الأمن كما تدعي، بل أشعلت نيران الحروب والأزمات في العالم الإسلامي، ولم تزل نيران هذه الحروب تلتهب. لو أن هذه القوى انسحبت من البلاد الإسلامية والشرق الأوسط، سيتوحد المسملون بعضهم مع بعض؛ لأن الدعم العابث لهذه القوى من طرف خاص في العالم الإسلامي كان سببا للتفرق بين المسلمين.
وتابع فضيلته قائلا: العنف والتطرف اللذان أضرّا بالعالم الإسلامي، من ثمرات استبداد هذه القوى وعدم استسلامها للعدل ومعرفة علل الأزمات، والتصرف السيء مع القضايا.
وأكد خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: منظمة الأمم المتحدة لم تعجز عن حل مشكلات العالم الإسلامي، بل زادت في تعقيد المشكلات والأزمات. مجلس الأمن أيضا كان سببا لزيادة الأزمات الأمنية. على هذه المنظمات والمجامع أن تبتعد من البلاد الإسلامية ليتمكن المسلمون من حل مشكلاتهم بطريقة أفضل.