- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

الانتخابات الرئاسية في إيران ومطالب أهل السنة

أسفرت الانتخابات الرئاسیة التي جرت الجمعة 22 شعبان الموافق 19 مايو في ایران عن فوز الرئیس حسن روحانی بولایة ثانیة، حيث بلغت نسبة أصواته 57% من مجموع المشارکة التی بلغت 41 ملیونا. فوز الرئيس روحاني بولاية ثانية سيمكّنه ليرأس البلاد لأربع سنوات أخرى.
وقد شهدت صناديق الاقتراع حضورا لافتا قليل النظير في تاريخ الجمهورية الإسلامية، وكانت المنافسة حادة بين تيار الإصلاح والمحافظ ما جعل حضور الناس فوق التوقعات.
وقد مثّل أهل السنة والجماعة دورا حاسما في هذه الانتخابات وكانت مشاركتهم حماسية ومتفقة على تيار الاعتدال والإصلاح، وهذا الاتفاق قد عكست المعادلة وأثقلت كفة التيار الإصلاحي.
إن أهل السنة والجماعة رغم أنهم يشكلون 20% من الشعب الإيراني، وقد قوبلوا بعد الثورة الإسلامية في كثير من الأحيان بالإجحاف وقلة الاحتفال وحرموا حقوقهم المشروعة إلا أنهم فضّلوا المشاركة بدلا من المقاطعة والمطالبة عبر الحوار والطرق المشروعة بدلا من اللجوء إلى العنف والطرق غير المشروعة. وقد وفوا بالنظام الحاكم وقدموا دماءا ذكية للحفاظ على الوطن. لذلك فإن أهل السنة دوما كانوا يميلون إلى الجناح الذي يحقق مشاريعهم ويسمع إلى مطالباتهم، وعلى أن الجناح الإصلاحي كان أقرب لمنهج أهل السنة السياسي وأكثر تلبية لمطالبهم لذلك فإن غالبية أهل السنة قد صوّت لصالح التيار الإصلاحي منذ عهد مؤسس التيار الإصلاحي سيد محمد خاتمي الرئيس السابق.
وفي هذه المرة شكّل أهل السنة مجلسا استراتيجيا تحت مسمى “المجلس الاستراتيجي لأهل السنة في إيران” بزعامة فضيلة الشيخ عبد الحميد حفظه الله ـ إمام وخطيب أهل السنة ـ يضم المجلس نخب أهل السنة وكبار علماءهم ومثقفيهم من جميع المناطق التي يقطنها أهل السنة مع اختلاف قومياتهم وألوانهم من البلوش والكرد والتركمان والترك والفرس وغيرهم، وكان من قرارات هذا المجلس الذي عقد أولى جلساته في العاصمة طهران بحضور نخب أهل السنة أن يصوّت أهل السنة لمن يلبي مطالبهم، وكان لأعضاء المجلس لقاءات مع ممثلي المرشحين فكان الرئيس روحاني أكثر تحمسا لتلبية مطالب أهل السنة وقد جرّبه أهل السنة في ولايته الأولى حيث قضى كثيرا من حاجات أهل السنة. فاتفق رأي أهل السنة على الرئيس روحاني ليدلوا بأصواتهم في صالحه، وفي هذا الصدد يقول فضيلة الشيخ عبد الحميد: “إن أهل السنة رغم الشكاوى من الرئيس روحاني وعدم تلبيته كثيرا من مطالبهم في ولايته الأولى إلا أنهم بعد المشاورة وتبادل الآراء قد توصلوا إلى أن حسن روحاني أكثر رفقا بأهل السنة وأرغب لتحقيق مطالبهم بالنسبة إلى الآخرين،لذلك فإن معظم أهل السنة يميل إلى الدكتور روحاني”.
وقد لبى أهل السنة ـ مع اختلاف ألوانهم و ثقافاتهم ـ دعوة الشيخ عبد الحميد، وصوّتوا لصالح الرئيس روحاني متمنين أن يخطو في ولايته الثانية خطوات جادة لتحقيق مطالب أهل السنة ولا يعيقه في سبيل ذلك تهديد المتطرفين ومضايقاتهم. وعليه فإن أهم مطالب أهل السنة تكمن في النقاط التالية:
1ـ توظيف أبناء أهل السنة في المناصب الحكومية دون أي تمييز مع بني نوعهم من الشيعة.
2ـ رفع المضايقات المفروضة على أهل السنة عن بعض الجهات المتطرفة لمنع ممارستهم الشعائر الدينية.
3ـ السماح لأهل السنة بفتح المصليات وتأسيس المدارس الدينية والمساجد في المناطق التي يتواجد أهل السنة.
4ـ السماح لأهل السنة بتأسيس مسجد جامع في العاصمة طهران.
5ـ أن يكون لأهل السنة سفراء ومحافظون دون أي تفريق بين الشيعة والسنة.
6ـ أن ينظر إلى أهل السنة كمواطن أصيل له حقوقه المشروعة في تولي المناصب والوظائف الحكومة بلا تمييز بين جنس وآخر، ولا يكون الدين والمذهب واللون عائقا للوصول إلى الحق المشروع للمواطن الإيرني.
يبقى السؤال إلى أي مدى يحقق الرئيس الجديد مطالب أهل السنة؟ ربما يجيب المستقبل عن هذا السؤال ولكن نظرا إلى صدقية رئيس الجمهور وجرائته ووعوده يرجى أن يحقق الكثير من مطالب أهل السنة.

المصدر: مجلة الصحوة الإسلامية، العدد١٠٢-١٠٣