- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

لا بد من مراعاة حرمة المقدسات

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (4 جمادى الثانية 1438) إلى بيان مناقب السيدة فاطمة رضي الله عنها، مؤكدا على ضرورة مراعاة حرمة المقدسات للشيعة والسنة.
وأضاف فضيلته قائلا: ورد في الروايات عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة ابنته في شكواه الذي قبض فيه فسارها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارها فضحكت، قالت: فسألتها عن ذلك، فقالت: “سارني النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرني أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه، فبكيت ثم سارّني فأخبرني أني أول أهل بيته أتبعه فضحكت”. وفي رواية أخرى “أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة، أو نساء المؤمنين؟”.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: جميع أولاد الرسول وأهل بيته لهم درجات، لكن فضائل ومناقب فاطمة رضي الله عنها أكثر من غيرها. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب فاطمة كثيرا، وكانت فاطمة أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم خلقا وخلقا.
وتابع فضيلته قائلا: أهل السنة يحبون جميع أولاد الرسول وأهل بيته، ويعدون محبتهم جزءا من إيمانهم. أهل السنة كما يحبون الصحابة رضي الله عنهم، يحبون أهل البيت، لأن جماعة من أهل البيت من كبار الصحابة رضي الله عنهم.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد: نحترم جميع أهل البيت. محبة أهل البيت شطر من ديانتنا. من ارتكب أدنى إساءة أدب لأهل البيت لا يعد من أهل السنة، لأن أهل السنة من يتبع السنة، وإساءة الأدب إلى أهل بيت النبوة لن يكون من السنة.
وتابع رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في سيستان وبلوشستان، قائلا: محبة أهل البيت من المشتركات بين الشيعة والسنة. مطلب لم نتبين منه حتى الآن هل أسماء أهل البيت في أهل السنة أكثر أم في الشيعة؟ وهذا يدل على أن المسلمين جميعا يحبون أهل البيت، وهذه المسئلة يجب أن تقرب المسلمين بعضهم إلى بعض.
وأوصى فضيلته الشيعة والسنة على لزوم احترام مقدسات أهل السنة قائلا: الأعداء في عصرنا يتربصون ليثيروا الفتن بين المسلمين. على الشيعة والسنة أن يواظبوا أن لا يحققوا منافع الأعداء ومؤامراتهم. يجب أن تحفظ حرمة الصحابة وحرمة مقدسات الشيعة والسنة.
وأردف مدير جامعة دار العلوم زاهدان، قائلا: الاختلافات بين المذاهب ليست لصالح أحد، بل تضر بأصل الإسلام. هذه الاختلافات هي التي فتحت أمام أعداء الإسلام مجال التدخل في البلاد الإسلامية. لو أن الشعب العراقي والأحزاب التي تولت السلطة بعد الاحتلال الإمريكي لم تهمش الطوائف والجماعات الأخرى، ولو أن شعوب سائرالبلاد المتأزمة وسعوا صدورهم، وراعوا حقوق الأقليات، لما تعرضت بلادهم لهذه المشكلات والأزمات. يجب أن تكون الأوضاع المتأزّمة للبلاد الإسلامية درس عبرة لنا. لا ينبغي خلط المسائل السياسية بالمسائل الاعتقادية والمذهبية.

إغلاق الحدود الشرقية للبلاد كانت خطوة خاطئة
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من الخطبة إغلاق الحدود الشرقية للبلاد بـ”السياسة الخاطئة تماما”، وأضاف قائلا: الحدود تعد من الفرص القيمة في المنطقة. لذلك إغلاق الحدود خطوة خاطئة. الأبواب الحدودية كحدود منطقة “ميرجاوه” و”كوهك” و”بيشين” و”سروان” وسائر المناطق الحدودية، يجب أن تفتح وتدار بشكل صحيح. التجارة والتبادل التجاري من أفضل طرق الاستفادة من الحدود. في هذه الحدود يجب أن تجري تجارة حرة.
وانتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد انحصار منافع الحدود قائلا: لا ينبغي أن يحصر أشخاص مدعومين من مؤسسات ودوائر خاصة تجارة هذه الحدود. تجارة المازوت بالطرق السابقة كانت أفضل من يستأثر أفراد مخصوصين هذه التجارة، ويجلس سائر الناس عاطلين، من غير أن تكون لهم مصادر مالية، ويعانوا من الفقر والبطالة.
وطالب فضيلة الشيخ عبد الحميد تنشيط منطقة “سيستان الحرة” قائلا: نطالب بتنشيط منطقة سيستان الحرة، ليمكن لأهل هذه المنطقة الاستفادة من المنافع الحدودية البرية والبحرية التي وهبها الله تعالى لمحافظة سيستان وبلوشستان.

تجارة المخدرات محظورة عقلا وشرعا
في قسم آخر من الخطبة، وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد تجارة المخدرات “بالخطر الكبير” و”السم المهلك”، وأضاف قائلا: المخدرات خطيرة جدا، وسم قاتل يهدد المجتمع الإسلامي. يجب على الوالدين أن لا يسمحوا لأولادهم بهذه التجارة.
وأكد فضيلته قائلا: تجارة المخدرات لا تجوز شرعا؛ هذا ليس بحثا سياسيا، بل مسئلة فقهية واعتقادية. مع الأسف الكثير من الاختطافات والمعضلات الاجتماعية هي نتيجة المخدرات.
وخاطب إمام وخطيب أهل السنة “زرّاع المخدرات” قائلا: نصيحتي لزراع المخدرات أن يستبدلوا زراعتها بزراعة القطن والقمح.
و أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد أيضا إلى مشروع توصيل الغاز في مدينة زاهدان قائلا: نشكر قدوم رئيس الجمهورية وتدشين مشروع توصيل الغاز وعدد من المشاريع الأخرى. كذلك نشكر المحافظ والممثلين السابقين والحاليين لمدينة زاهدان في المجلس الذين سعوا في إثمار هذا المشروع، كما نشكر عامة الناس لحضورهم الواسع في حفل افتتاح هذا المشروع.