- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

قوافل زيارة القبور لا أصل لها عند أهل السنة والجماعة

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، مساء الأحد 4 ربيع الأول في قسم من جلسات الدورة الثانية والعشرين للمجمع الفقهي لأهل السنة في إيران، إلى قضية انطلاق قوافل المشاة لزيارة القبور من وجهة نظر أهل السنة، معتبرا مثل هذه القوافل مخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة.
وشدد إمام وخطيب أهل السنة ورئيس جامعة درالعلوم بمدينة زاهدان، على ضرورة التمسك بالمشتركات بين أتباع المذاهب الإسلامية قائلا: لحفظ الوحدة يجب أن تتمسك المذاهب الإسلامية بالمشتركات. بين الشيعة والسنة مشتركات مثل القرآن الكريم، والكعبة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل البيت. لأجل الوحدة لسنا بحاجة إلى أن نجعل المسائل الاختلافية بين المذاهب من المشتركات.
 وأشار فضيلته إلى محبة أهل السنة لأهل البيت قائلا: أهل السنة يحبون أهل البيت. في بعض الأحيان أريد أن اقترح لدائرة تسجيل الهويات أن تجري إحصائية ليتضح هل أسماء أهل البيت أكثر انتشارا بين السنة أم الشيعة! أهل السنة يختارون أسماء أهل البيت وهذه علامة محبة أهل السنة مع أهل البيت. نحن نعتبر أهل البيت أسوتنا.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى بعض الاختلافات الموجودة بين الشيعة والسنة قائلا: هناك اختلافات أيضا في مسائل بين الشيعة والسنة. مثلا صلاة التراويح يصليها أهل السنة ولا يقبلها الشيعة، والنكاح المؤقت جائز لدى الشيعة وهو غير جائز عند أهل السنة؛ وهذه مسائل فقهية وليست سياسية.
ثم أشار رئيس المجمع الفقهي لأهل السنة في إيران إلى وجهة نظر أهل السنة في مسئلة التعازي قائلا: التعزية في محرم، والأربعين والذكرى السنوية من المسائل التي لا يعتقد بها أهل السنة، وهم لا يقيمون مثل هذه المراسيم لاي شخصية من كبارهم، كالخليفة الراشد أبوبكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان وعلي رضي الله عنهم. التعزية لدى أهل السنة ثلاثة أيام فقط، وورد في الأحاديث النهي عن التعزية بعد ثلاثة أيام.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: مسائل مثل التعزيات وذكرياتها يعتقد بها الشيعة. نحن نعتقد أن كل شخص يجب أن يعمل بمذهبه، وللشيعة أن يقيموا مجالس العزاء والتعزية بكل حرية في أنحاء العالم، وهذا ما يجب أن توفر للشيعة في كافة البلاد التي أهل السنة أكثرية فيها. ونحن أيضا نبذل جهدنا في بلدنا أيضا دائما على  أن نتصدى للمتطرفين لئلا يحدث خلل في مجالسهم.
 وأكّد رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظو سيستان وبلوشستان قائلا: لا توجد في مذهب أهل السنة مسائل كالتعزية والأربعين ومواكب العزاء، وهذا يخالف التقوى أن نترك مذهبنا. قوافل المشاة التي تنطلق أحيانا لزيارة القبور وباسم أهل السنة، لا تتفق مع منهج أهل السنة. مثل هذه الأمور لم يرد تأييدها لا في كتاب الله ولا في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. في الإسلام ورد المشي فقط في قضية الحج، وذلك إذا نذر شخص، فيجب عليه أن يفي بنذره. لم يسبق في التاريخ انطلاق قوافل لزيارة قبور الأنبياء والأولياء وكذلك لزيارة روضة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: البعض طرحوا لإثبات جواز قوافل المشاة المتجهة لزيارة القبور، قضية "شد الرحال"، مع أن هذه القضية لا علاقة لها بمسئلة "شد الرحال" و"زيارة القبور" الجائزة. نحن نعتبر زيارة القبور مستحبة استنادا بالأحاديث النبوية الشريفة. لا علاقة لنا بوجهة نظر الشيعة الفقهية. لكن تشكيل القوافل لزيارة القبور لا أصل لها في مذهب أهل السنة فقهيا، وهذه ليست قضية سياسية، بل هي مسئلة فقهية خالصة.
وطالب فضيلته في نهاية كلمته أمام المشاركين في المجمع الفقهي لأهل السنة في إيران، المسؤولين بضرورة التصدي للجهات التي تجبر أهل السنة على الأمور التي لا يسمح بها مذهبهم، قائلا: نطالب المسؤولين أن لا يسمحوا لأفراد وجهات مسؤولة في المستويات السافلة بأن يجبروا أهل السنة على الأمور التي لا يعتقدونها وهي مخالفة لوجهة نظر أهل السنة الفقهية. هذه التصرفات تزيد من الاختلاف والفرقة. الأفضل للوحدة والأمن أن يتمتع أهل السنة بالحرية التامة في مسائلهم المذهبية.