- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

تقرير عن الحفل السنوي الخامس والعشرين لتكريم خريجي جامعة دار العلوم زاهدان

“زاهدان” مدينة الشعب المتديّن الملتزم بتعاليم الشريعة الإسلامية. مدينةُ المساجد والجوامع في إيران. مدينةُ حفّاظ كتاب الله تعالى. مدينةُ تقع فيها جامعة “دار العلوم”، أكبر مركز ديني وعلمي لأهل السنة في إيران. شهدت هذه المدينة يوم الخميس 27 رجب 1437 أكبر حفلة في تاريخها بمناسبة تكريم خريجي جامعة دار العلوم. تلك الحفلة حضرها أكثر من مائتي ألف شخص من مختلف مناطق إيران. محبون للدين والعلماء وعشّاق للعلم، قدموا من شتى محافظات إيران ومناطقها، ليعظموا العلم في زاهدان، وليكرموا علمائهم، وليشاركوا في دورة أخرى من سلسلة الدورات السنوية بمناسبة تكريم خريجي هذه الجامعة.

إن هؤلاء الضيوف الكرام، لقد زادوا بمشاركتهم في بهجة هذه المدينة ومعنويتها.
جامعة دار العلوم زاهدان وأهل زاهدان، استضافوا عشرات الآلاف من ضيوفهم الذين قدموا من مختلف مناطق محافظة سيستان وبلوشستان، ومن محافظات خراسان (الرضوية والشمالية والجنوبية)، وكلستان، وكرمانشاه، وآذربيجان الغربية، وهرمزكان، وفارس، وبوشهر، ومن العاصمة طهران، و من سائر المدن الأخرى والمحافظات المجاورة.
حفلة هذه الدورة كانت مشتملة ومتزينة ببرامج مفيدة ومتنوّعة، كالخطب والمحاضرات، والأناشيد الإسلامية الرائعة.
ضرورة العمل بالقرآن والسنة، والتأكيد على الوحدة الإسلامية، والاجتناب من التطرف والعنف، وتقديم حلول للخروج من المآزق والأزمات، كانت الموضوعَ الأساسي لخطب أكثر الخطباء في هذه الدورة من جلسات تكريم الخرجين.
كان من المقرر أن تبدأ الجلسة رسميا يوم الخميس، لكن الحضور الرائع لمحبي الدين وعشاق العلم، دفع القائمين على هذه الحفلة أن يبدأوا ببعض برامج الجلسة مساء الأربعاء. ففي مساء الأربعاء ألقى الشيخ الداعية “محمد كريم صالح”، مدير معهد رحمة للعالمين الشرعي في سراوان، والشيخ “سيد حسين واژی”، عضو المجلس الإداري لمعهد دارالعلوم صلاح الدين الأيوبي في مدينة “بيرانشهر”، والشيخ “عبد الله حسيني”، مسؤول الأمور القرآنية في المجلس الأعلى لمدارس أهل السنة في جنوب إيران، وآية الله “شريعتي” أستاذ الحوزة والجامعة، والشيخ “راشد بندار”، من علماء هرمزكان، والشيخ “عبد الواحد حسيني” ممثلا عن خريجي هذه السنة؛ كما قدمت أناشيد جميلة ورائعة في موضوعات دينية.

بدء أعمال الحفلة الرسمية
بدأت الحفلة أعمالها الرسمية صباح الخميس 27 رجب بتلاوة المقرئ “أبومصطفى سالارزهي”، أستاذ القراءة والتجويد في دار العلوم زاهدان، ثم تحدث “آصف احمدي”، أحد الخريجين نيابة عن خريجي هذه السنة، تطرق فيها إلى سر نجاح المسلمين، معتبرا إياه في اتباع القرآن والسنة.
وفيما يلي نذكر مقتطفات من الخطب والمحاضرات التي ألقيت في هذه الدورة:

آصف أحمدي: عزة المسلمين تكمن في القرآن والسنة
أشار “آصف أحمدي”، ممثل الخريجين في هذه السنة، في كلمته التي ألقاها في هذه الحفلة، إلى بركات البعثة النبوية للعالم البشري، وأضاف قائلا: إنّ البشرية كانت في ذروة الانحطاط، وكانت متجهة نحو الانتحار حيث بعث الله رسوله.
وأضاف “أحمدي” قائلا: لا شكّ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة للبشر كافة، وقام ببعثته ضد الظلم والجور. إن جميع صفات الأنبياء وخصائصهم تجتمع في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثمّ أشار إلى المكانة العالية والسامية للقرآن الكريم قائلا: جبرئيل الأمين عليه السلام أنزل القرآن الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان وفي ليلة القدر. القرآن يدعو الجميع إلى الوحدة ويقول: “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”.
ولو اجتمع جميع العلماء والخبراء ليأتوا بآية مثل القرآن الكريم، لن يأتوا بمثله.
وأشار ممثّل الخريجين إلى أن عزة المسلمين تكمن في “التمسك بالقرآن والسنة”، داعيا الجميع إلى اتباع تعاليم القرآن الكريم وسيرة الرسول الكريم.

الدكتور سيد أحمد هاشمي: تحمّل الغير وقبول الآخر ضرورة مجتمعنا
قال الدكتور “سيد أحمد هاشمي” مدرّس الدراسات العالية في مدارس جنوب البلاد، ومسؤول الهييئة التنفيذية لجماعة الدعوة والإصلاح في محافظة “فارس”، في كلمته التي ألقاها في جلسة تكريم خريجي جامعة دارالعلوم زاهدان: إن من سنن الله تعالى في خلقه، التنوع أو الاختلاف حسب تعبير القرآن الكريم. فالله تعالى خلق كل شيء مختلفا.
وأضاف: هذا التنوع من صفات المخلوق، بينما الوحدانية من صفات الخالق. التنوع في الخلق من آيات الله، وهو يعطي لخلق الله تعالى جمالا وروعة يدفعنا نحو التفكر؛ كحديقة أو سجّادة فيها زهور متنوعة، فكلّما تنوّعت فيها الزهور والورود يزداد جمالها.
وأشار مسؤول الهيئة التنفيذية لجماعة “الدعوة والإصلاح” في محافظة “فارس” إلى النسيج القومي والمذهبي في إيران، قائلا: في إيران لدينا أديان ومذاهب مختلفة، ولكلّ مذهب وقومية خصائصها التي لا توجد في غيرها. التنوع والاختلاف يمكن أن يكون فرصة للتعرّف الأحسن.
وأضاف فضيلته مشيرا إلى آية “إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”: هذه الآية من أحسن الآيات في بيان التنوع. قبل هذه الآية ذكرت السخرية، والنهي عن الغيبة، وعن التجسّس، ثمّ بيّن الله تعالى التنوع في الخلق قائلا: “إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”. والهدف من جعل البشر قبائل مختلفة، أن يعرف بعضهم بعضا؛ لأنّ التعارف يؤدي إلى زوال العناد والعداوة.
واستطرد السيد أحمد هاشمي قائلا: نحن نحتاج إلى معرفة أكثر لبعضنا البعض. يجب أن نتعارف أكثر. ما نحتاج إليه في التنوّع، هو قبول الآخر، وليس المقصود من قبول الآخر قبول مذهبه وفكره ودينه، وليس معنى الوحدة أن لا ينصح بعضنا بعضا؛ بل لكل شخص أن يطرح رأيه ويقول كلامه؛ لكن معنى قبول الآخر أن نتعايش معا ويقبل بعضنا الآخر ويتحمّله رغم الاختلافات كلها، وتكون لنا حياة سلمية سليمة.
وأضاف السيد هاشمي قائلا: إن لن يستطع بعضنا تحمّل الآخر، نبتلى بحروب مثل الحروب التي اندلعت في أوروبا قبل قرون. تلك الحروب لا يمكن النجاة منها إلا بالقبول وتحمّل الغير.

الشيخ بهزاد فقهي: الفكرة الصحيحة تخلّد الإنسان
أشار الشيخ “بهزاد فقهي” من علماء خراسان، في كلمته إلى رسالة هذه الأمة، معتبرا الفكرة الصحيحة من العوامل التي تخلّد صاحبها.
وأضاف قائلا: الإسلام دين يحمل رسالة للبشرية إلى الأبد، وإنّ الله تعالى يخلق في كل عصر رجالا مخلصين ليبلغوها إلى البشرية. الاسلام ليس خاصّا بمنطقة أو بلد. هو دين العالمين، ودين جميع الطبقات من الناس.
وأكد الشيخ فقهي أنّ هذه الأمة أمة مبعوثة، وتابع قائلا: في الحقيقة بُعثت هذه الأمة مع بعثة الرسول الكريم. إنّ بعثة الرسول قرنت معها بعثة أمّة. بعثة الرسول كانت لهذه الأمة، وبعثة الأمّة كانت لسائر الأمم والأقوام.
وأردف بالقول: فلو غفلت هذه الأمّة عن رسالتها، لا تتضرر بها فقط، بل تكون هذه خيانة عظيمة في حق البشرية جمعاء.
واعتبر الشيخ فقهي “العلاّمة أبا الحسن الندوي” و”العلامة محمد إقبال اللاهوري” من الشخصيات البارزة قائلا: العلاّمة محمد إقبال، والعلامة أبو الحسن الندوي رحمهما الله، كانا من الشخصيات الذين لم يكن لهما انتماء إلى حزب أو جهة خاصّة، بل الأمّة اتفقت على قبولهما. هؤلاء الشخصيات سعوا لتوحيد الأمّة على هدف واحد.
وأضاف فضيلته قائلا: العلاّمة محمد إقبال رحمه الله بذل جهده لتوحيد الأمة، لتستفيد من كافّة استعداداتها لأجل غاية واحدة.
وتابع: العلاّمة محمد إقبال عندنا معلّم كبير وتلميذ عظيم من تلامذة مكتب الإسلام. ولا شك أنّ ينبوع التفكر دائما يتدفق بالأفكار، بخلاف اجترار أفكار الغير.
وأضاف: أراد العلامة محمد إقبال أن ينفخ الروح الفاروقية في هذه الأمة. إن إقبال خلدته أفكاره واتجاهاته، وليست دراساته العالية في الجامعات الغربية، ولا أمواله، ولا شهاداته الجامعية.
وتابع الشيخ فقهي: رؤية الإنسان هي التي تخلّده. كتب العلامة الندوي رحمه الله في كتابه “روائع إقبال” كيف سعى “إقبال” أن يوقظ هذه الأمة من السبات العميق؟ فعلينا أن نعمل برسالتنا لتخلد رؤيتنا وفكرتنا.
وقال فضيلة الشيخ فقهي: علينا أن نتدفّق مثل أمواج البحار. لقد تعب العالم من خداع الغرب، ومن الحروب والنيران، ويجب أن نحمل لهم رسالة. إن القيام برسالة العلامة محمد إقبال والعلامة الندوي في الصحوة الاسلامية، هو مسؤوليتنا جميعا.

آية الله بي آزار شيرازي: الأخلاق الإسلامية وتأليف القلوب من مآثر البعثة
أشار “آية الله بي آزار شيرازي” إلى مناسبة البعثة، معتبرا الأخلاق الإسلامية وتأليف القلوب من مآثر النبوة.
وأضاف قائلا: اليوم يوم بعثة الرسول الكريم. إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل الأخلاق للعالمين ببعثته.
واستطرد فضيلته قائلا: الأخلاق مسئلة هامة. إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف بين قلوب صحابته. من نعم الله تعالى تأليف القلوب. قال الله تعالى: “لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم”. يجب أن نعرف قيمة هذا التأليف. هذه الجلسة الرائعة أساسها على الوحدة، وهي قيمة.
وأكد “بي آزار شيرازي” على ضرورة العمل بالعلم، وأضاف قائلا: التعليم ينبغي أن يكون للعمل. في سفري إلى مكة المكرمة التقيت بالأستاذ “محمد قطب”، وسمعته يقول: الفرق بيننا وبين الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يتعلمون لأجل العمل، لكننا نتعلم لنزداد علما.
وتابع “بي آزار”: العلم إن لم يكن للعمل، يبقى في خدمة الاستكبار. إن لم يكن العلم مقرونا بالعمل، يتبدل إلى جدل ومراء، كما أن الكثير من القنوات الفضائية تقوم بالجدل. العمل من غير التزكية نتيجته الاختلاف الذي أشار إليه القرآن “وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ”.
وأضاف “بي آزار” قائلا: إن من الخطأ هو التعميم. من عادة البعض أنهم يعممون إساءة الفرد للطائفة كلها ويقولون: هذه الطائفة سيئة، مع أنّ القرآن الكريم يقول في أهل الكتاب: “ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون”.
وتابع بالقول: فالتعميم خطأ. يوجد السيئ والحسن في أتباع جميع الديانات والفرق والمذاهب. لابد أن تختلف المعاملة مع الأشخاص الصالحين عن السيئين.
وأضاف قائلا: الفرق الضالة تحاول فرض عقيدتها الباطلة. لكن الدين السماوي يعارض هذا بشدة ويقول “لا إكراه في الدين”.
وأشار”بي آزار” إلى ازدهار الفقة الحنفي قائلا: الفقه الحنفي أكثر اتباعا بين المذاهب. ثلث الأمة المسلمة من أتباع المذهب الحنفي. من عوامل ازدهار الفقه الحنفي أن الإمام أبايوسف والإمام محمد رحمهما الله كانا يجلسان في حلقات المخالفين في المدينة المنورة، ويجيبون عن شبهاتهم.
واعتبر “آية الله بي آزار” كتاب “الحجة” للإمام محمد الشيباني كأول كتاب في الفقه المقارن، حيث كان له تأثير كبير في الوحدة والتقارب بين المذاهب.

آية الله أحدي: أهل السنة قوة الثورة
أشار”آية الله مهدي أحدي”، من أساتذة الفقه في حوزة قم العلمية إلى أهداف هذه الجلسة قائلا: لو تغلّبت العناصر الأربعة: “المعرفة”، و”الهدف”، و”القوة”، و”المسئولية” في مجتمع، تزداد روح المعنوية فيه. هذا الاجتماع الكبير أيضا لأجل هذه العناصر الأربعة. لا يوجد في هذا الاجتماع ضرر للنظام ولا للثورة الإسلامية. لا تكسروا هذه القوة.
واستطرد فضيلته قائلا: إذا كانت المعرفة ناقصة، ننهزم. وإذا كانت المعرفة ناقصة، لا تحصل عفة. إذا أراد أحد أن يتعلم التواضع، فليتعلمه منّا. التفكر والتدبّر في القرآن يوصل البشرية إلى عمق المعارف.
ووصف أستاذ الفقه في حوزة قم العلمية، أهل السنة بـ”الساعد القوي للثورة” قائلا: ما جئت لأقول أنّ أهل السنة يفتقدون البصيرة. جئت لأقول لأهل السنة أنّ الساعد القوي للثورة لديكم. علينا أن نربّي العالم. علينا أن نحيي السنن كلها.
وأضاف “أحدي” قائلا: أدين الطائفية، وأنهى في صفوف الدرس من الاختلافات والطائفية. يجب أن ننشر الاسلام بالوعي والصحوة والمعرفة. أنتم الشعب الإيراني، وأنتم ذخائر الوطن. علمائكم أيضا حملة رايات الإسلام والوطن. هدفنا جميعا تنفيذ تعاليم القرآن الكريم.

الشيخ محمد صالح خرد نيا: لا مكان للعنصرية في الإسلام والشريعة الإسلامية
واعتبر الشيخ “محمد صالح خردنيا” إمام وخطيب أهل السنة في جامع “داماهي” في مدينة “بندرعباس” أن هذه الجلسة بمناسبة تكريم خريجي طلبة دار العلوم زاهدان أقيمت لوحدة الأمة الإسلامية.
وأضاف قائلا: هذه الجلسة العظيمة والرائعة تدلّ على الوحدة الإسلامية بين الأمّة الإسلامية والشعب الإيراني. أشكركم جميعا وخاصة الشيخ عبد الحميد حفظه الله ومساعديه.
وأكّد فضيلته قائلا: إقامة هذه الجلسة لصالح النظام، وهي تصب في مصلحة المسلمين. في ظروف يحترق العالم الإسلامي في نيران الاختلاف والطائفية، وفي ظروف استهدف الأعداء الأمة الإسلامية الموحدة، تعتبر إقامة جلسة مثل هذه، خدمة كبيرة للوحدة بين المسلمين، وبشرى كبيرة للعالم الإسلامي.
وأكد خطيب أهل السنة في “داماهي” على وحدة الأمة الإسلامية، قائلا: الوحدة والانسجام نعمة ورحمة وقوة وحياة للأمة. هناك آيات عديدة في القرآن الكريم تنهانا عن الاختلاف والطائفية، وتدعونا إلى الوحدة والتضامن. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا إلى الوحدة، ويحذرنا من الاختلاف، فيجب أن نتحد في كافة المجالات.
وتابع الشيخ “خردنيا” قائلا: في أول خطوة أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم الأخوة بالمعنى الحقيقي بين أهل المدينة المنورة. الأخوة التي نحن نتحدث عنها كانت في سبيل التوحيد والإيمان. يجب أن نحب المؤمنين لله، ويجب أن يحب بعضنا بعضا، لتكون الأجور المذكورة في الحديث النبوي نصيبنا.
وندّد فضيلة الشيخ بالعنصرية، قائلا: أول من اختلف واستكبر واعتبر نفسه أعظم، كان إبليس. العنصرية تسبب الشقاق وينقض الوحدة. الذين يعتبرون عنصريتهم وقوميتهم أعلى من الإسلام، يثيرون الفتن والاختلافات. لا مكان للعنصرية في الإسلام والشريعة الإسلامية. على الأقوام أن يتحدوا جميعا تحت راية واحدة.

الدكتور جلالي زاده: حلّ المشكلات كلها في العودة إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم
أكّد الدكتور “جلال جلالي زاده” الممثل الأسبق لسنندج في البرلمان، على أهمية اتباع السنة وتأثيره في حل المشكلات الراهنة.
وأضاف قائلا: المسلمون اليوم في مأزق، وللخروج من هذا المأزق لابد من العودة إلى القرآن والسنة، ولابدّ من معرفة السنة وخاصة الجوانب الأخلاقية للرسول الكريم وشفقته، ويجب أن نعرّفها للعالم.
واعتبر “جلالي زاده” سيرة الرسول الكريم أسوة كاملة للبشر، وتابع قائلا: لا سبيل أمام البشر في هذا العصر إلا أن يعودوا إلى الرسول الكريم. إن كان الناس يبتغون أسوة كاملة، فعليهم أن يتبعوا الرسول. “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة”.
وأضاف: رسولنا الكريم إنسان مثالي وكامل وجامع لشمائل ومحاسن الأنبياء جميعا.
وخاطب فضيلته الحاضرين جميعا: إن كنا نتبع النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة، فعلينا أن نعود إلى الرسول الكريم؛ لأن رسالته جامعة لرسالة الأنبياء، وهو العقل الكامل والأخلاق السامية والفاضلة. إتمام مكارم الأخلاق من أهداف رسالة الرسول الكريم. سنة رسولنا مصدر الأخلاق كلها.
وأكّد هذا الناشط السياسي على أهمية اتباع السنة قائلا: لا سبيل إلاّ أن نعود إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. لحل جميع المشكلات لا يوجد سبيل إلا العودة إلى السنة وإلى صيدلية السنة.
انتشرت في عصرنا مشكلات كثيرة مثل الإدمان، والقتل، والطلاق وغيرها، والسبب أننا لا نعمل على السنة النبوية الكريمة. علينا أن نبحث عن الحلول في سنة الرسول الكريم.
وأشار فضيلته إلى “أنّ النبي صلى الله عليه بعث للبشرية وللأدوار جميعا”، قائلا: مخطئ من يقول أننا لسنا مخاطبين للرسول الكريم، أو تختلف ظروفنا عن ظروف ذلك العصر. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذل جهودا كثيرة للنجاة من الظلم والجور. لو طالعنا سيرة الرسول الكريم والصحابة والتابعين، نرى قوتهم في هذه الأمور. فعلى المجتمع أن ينبذ الأخلاق الرذيلة؛ لأنّ جميع المشكلات تنشأ نتيجة الابتعاد من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الشيخ محمد عثمان: لا يمكن إنكار فضائل الصحابة رضي الله عنهم
أشار مدير معهد “مدينة العلوم” في مدينة “خاش” الشيخ “محمد عثمان قلندرزهي” إلى جهود الصحابة رضي الله عنهم في سبيل الدفاع عن الإسلام، وأضاف قائلا: فضائل الصحابة لا يمكن إنكارها.
وأشار فضيلته إلى مناقب الصحابة رضي الله عنهم، قائلا: الصحابة هم الذين تشرفوا بصحبة الرسول الكريم، والقرآن يشهد بمعيتهم معه، ويقول الله تعالى: “محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم”.
واستطرد إمام وخطيب جامع الخليل في خاش قائلا: القرآن الكريم أيّد في سورة البقرة إيمان الصحابة، وجعل إيمان المهاجرين والأنصار معيارا. إنهم كانوا يطيعون الرسول الكريم. القرآن الكريم يدعو جميع البشرية إن كانوا يبحثون عن الهداية، أن يتمسكوا بإيمان مثل إيمان الصحابة رضي الله عنهم.
وتابع الشيخ محمد عثمان قائلا: الصحابة الكرام في كافّة الأحوال وفي أصعب الظروف اتبعوا الرسول الكريم، ودافعوا عنه. الصحابة لم يحاربوا لأجل الفتوحات ولا لأجل الغنائم مثل سائر الملوك والحكام. إنهم جاهدوا لتصل كلمة التوحيد إلى الناس جميعا، وجاهدوا ليزيلوا الموانع والعراقيل عن طريق الدعوة.
وأكّد فضيلته قائلا: فضائل الصحابة لا يمكن إنكارها ولا جحودها. يدعي البعض أن الأعمال الظاهرة للصحابة كانت جيدة، وهذه الفضائل لظاهر أعمالهم فقط، ولكن القرآن الكريم يرد هذا الفهم الخاطئ بصراحة، ويقول في وصف الصحابة رضي الله عنهم: “أولئك هم المؤمنون حقا”. ثبتت كلمة التقوى للصحابة رضي الله عنهم. الصحابة لم يحصلوا على هذه الدرجات والفضائل لأجل أموالهم أو أنسابهم، بل كانوا مؤهّلين لذلك وجديرين به.
بعد كلمة الشيخ عثمان، تمّت قراءة رسائل بعض كبار العلماء من الضيوف الذين لم يستطيعوا الحضور في الحفل، كالشيخ عبد الرحمن التشابهاري (مدير جامعة الحرمين في تشاربهار، وإمام وخطيب أهل السنة فيها)، والشيخ حبيب الرحمن مطهري (مدير معهد أحناف في مدينة خواف، من مدن محافظة خراسان الرضوية)، والشيخ محمد حسين كركيج (خطيب أهل السنة في مدينة آزاد شهر في محافظة كلستان).
تمّ تكريم 45 طالبا أكملوا حفظ القرآن الكريم في هذا العام، وكذلك عشرة من خريجي دورة القراءة والتجويد في جامعة دار العلوم زاهدان.
القسم الأول من الحفل انتهى بدعاء الشيخ محمد أنور ملازهي، أستاذ الحديث في معهد “عين العلوم” جشت، وبإقامة صلاة الظهر.
لقد خصصت لجنة إقامة الحفل السنوي، الفرصة بين صلاة الظهر والعصر لتناول الغداء والاستراحة.

القسم الأخير من أعمال الحفل السنوي:
وانطلقت أعمال القسم الثاني من الحفل السنوي بمناسبة تكريم الخريجين، بعد صلاة العصر بتلاوة الشيخ “أكبر موسى خاني” أستاذ القراءة والتجويد في دار العلوم زاهدان. بعد القراءة قدّم الشيخ “ضياء الرحمن صحت” والحافظ “محمد عمر خمّر” أنشودة رائعة.
الشيخ المفتي محمد قاسم القاسمي حفظه الله، أستاذ الفقة والحديث في دار العلوم زاهدان، كان أول خطيب في هذا القسم، حيث تكلم في موضوع السيرة النبوية الكريمة.

الأستاذ المفتي محمد قاسم القاسمي: تحمّل المشاق في سبيل الله يوصل الإنسان إلى ذروة العزة
تطرّق فضيلة الشيخ المفتي “محمد قاسم القاسمي”، أستاذ الحديث ورئيس دارالافتاء في جامعة دارالعلوم زاهدان، إلى قصة معراج رسول الله صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى بعض صفات الرسول الكريم ودروس من سيرته.
وقال فضيلته: اليوم يوم رائع. نقل عن المؤرخين أنّ شهر رجب شهر المعراج. حادثة المعراج كانت في الأيام الأولى من دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان الصحابة وأهل التوحيد قليلين.
وأشار فضيلة المفتي “محمد قاسم القاسمي” إلى مشقّات النبي في سفره إلى الطائف، قائلا: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى الوحدة وعبادة الله تعالى. ولما أنكر أهل مكة دعوته، سافر إلى الطائف، وكانت مدينة الطائف مدينة حضارة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمل في أهلها أن يقبلوا دعوته. الشعب المعروفون بإكرام الضيف، قاموا بإهانته، وحملوا صبيانهم وغلمانهم على رميه بالأحجار. رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حزينا. ترحّم عتبة وشيبه عليه، وقالا لمولاهما عداس أن يذهب بطبق من العنب إلى رسول الله. دعا رسول الله عداسا إلى الإسلام، فقبل دعوته، لكنه لم يزل كان منكسرا حزينا، فبدأ يتضرع إلى الله تعالى.
وأضاف المفتي: إن رحمة الله تعالى منوطة بالتضرع والابتهال. إنّ الله تعالى يحب التضرع. إن رحمة الله تفيض بتضرع العباد.
وتابع: ثمّ سلّى الله نبيه بأن أهل الأرض إن لم يكونوا يعرفون مكانتك، فأهل السماء يعرفونك، ويعرفك جبرئيل، ويعرفك ربك. ثم بعد ذلك جاء الفرج، ودخل الناس في دين الله أفواجا. فبعد المشقة والعسر أتاه اليسر. اليوم إذا كانت لنا تضرعات تفيض رحمات الله تعالى بلا شك.
وأكد فضيلة الأستاذ القاسمي قائلا: إن أجر المشقات لا تضيع. عندما يقلق الإنسان لأجل الله تعالى، يمنحه الله تعالى العزة. رسالة حادثة المعراج أننا إذا تحملنا كلّ مشقة في سبيل الله تعالى يعزنا الله عز وجل. إنّ الله تعالى شرّف رسوله بلقائه، وأسرى به من مكّة إلى بيت المقدس، ومن هناك إلى السماوات العلى. أراد الله تعالى أن يُري نبيه مكانته في تلك السماوات.
وأشار أستاذ الحديث والفقه في جامعة دار العلوم زاهدان إلى بعض صفات الرسول الكريم ومناقبه قائلا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معلما للتوحيد. لم يكن يسمح للصحابة أن يسجدوا له. ولما توفّي إبنه إبراهيم، خسفت الشمس، فقال البعض: ان الحادثة كانت لأجل وفاة ابن رسول الله، فرفض رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الفكرة، قائلا: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته”، فكان يراقب دائما أن لا يستغل أحد هذه الحوادث والأحوال استغلالا سيئا.
وأشار فضيلة الشيخ في قسم آخر من خطبته إلى “عبادة الرسول” صلى الله عليه وسلم، قائلا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتورم قدماه، وكان يقضي الليل كله في آية من القرآن، ولما سألته أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله عنها لماذا يتحمل كلّ هذه المشقة؟ فأجاب: “أفلا أكون عبدا شكورا”؟!
وأشار فضيلته إلى أخلاق الرسول وتعامله الحسن قائلا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقا رحيما حتى مع الحيوانات، وكان يقول: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”.
وتابع رئيس دار الافتاء التابعة لجامعة دار العلوم زاهدان إلى تعامل الرسول الكريم مع الأعداء، قائلا: الذين يدّعون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعامل بالعنف، عليهم أن يقرأوا التاريخ ليروا بماذا كانت توصى جيوش المسلمين بعد تجهيزهم للجهاد، فكان يقال لهم: أدعوا الناس أولا، فإن كفّوا عن قبول الدعوة قاتلوهم، ولا تقتلوا النساء ولا الأطفال، ولا المسنين، ولا تقطعوا الأشجار.
وتطرق فضيلته إلى بيان معنى الجهاد قائلا: الجهاد في الإسلام يعني إجراء عملية جراحية لقطع الغدد الفاسدة المسرية. لأجل هذا، لم يقتل في كافة غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من ألف وثمانية عشر شخصا من الجانبين، لكنّ في الحروب العالمية قتل عشرات الملايين من البشر. في محاكم التفتيش في أوروبا قتل أكثر من إثني عشر مليونا.
وأشار فضيلته إلى مشكلات العالم الإسلامي قائلا: يجب أن نعلم جيدا أنّ مشكلاتنا في العالم الإسلامي سببها الابتعاد عن التوحيد، والابتعاد عن طاعة رسول الله واتباع سننه. يجب أن نخاف من المشكلات والفتن؛ من المشكلات الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية. يجب أن نحيى بالاسلام، وندعو إلى الاسلام.

فضيلة الشيخ عبد الحميد: أهل السنة في إيران متفقون على ضرورة متابعة مشكلاتهم من الطرق القانونية
تطرّق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في كلمته التي ألقاها في اختتامية الدورة الخامسة والعشرين من الحفل السنوي بمناسبة تكريم خريجي جامعة دار العلوم زاهدان، إلى تبيين مواقف أهل السنة في إيران في المجالات المختلفة.
وأشار فضيلته إلى اتفاق أهل السنة في إيران على ضرورة متابعة مشكلاتهم وقضاياهم من طرقها المشروعة، قائلا: أهل السنة في إيران متمسكون بالاعتدال. نحن نفتخر ونشعر بالعزة حيث كانت خطواتنا نحو الوحدة دائما، واستنكرنا الهجمات التي تعرض لها الشيعة أينما كانت.
وأضاف رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان، قائلا: وصلنا إلى هذه النتيجة أنها لا سبيل للخروج من المآزق والأزمات إلا بالوحدة، وعلى المذاهب وذوى الاتجاهات المتنوعة أن يتحدوا ويسعوا لحل مشكلاتهم من طريق الحوار، وعلى قادة الدول الإسلامية أن يجلسوا معا ويحلوا مشكلاتهم بالحوار والمفاوضات.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: يجب أن يكون دعمنا لأصل الإسلام، ولا ينبغي أن يشعر أهل السنة بالخطر من الشيعة، كذلك لا ينبغي أن يشعر الشيعة بالخطر من جانب أهل السنة. أعداء الشيعة والسنة هم الذين أحدثوا هذه المشكلات في العالم الإسلامي. بل أكبر تهديد للإسلام، موجّه من ناحية من يسعون في محاربة الإسلام والإضرار به. الصهيونية والاستكبار العالمي عدوّان للشيعة والسنّة، لأنهما يحلمان بإبادة الإسلام.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: علينا أن نجتمع حول الاسلام، ونطهّر عقولنا من التفكرات والاتجاهات الطائفية والحزبية، ونفكر عالميا. إنّ فكرة الوحدة بين المسلمين هي فكرتنا التي نؤكد عليها.
وتابع قائلا: أهل السنة يرفضون الأيدي التي تحاول بث الفرقة والطائفية. نشكر الله تعالى، ولم نشتك إلى أي جهة، وسعينا لحفظ الوحدة والأخوة. إنّ وعي شعبنا وصحوتهم جعلهم يفكرون في تمسكهم بالوحدة.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى بعض توقّعات أهل السنة من الحكومة قائلا: لا شك أن الشعب الإيراني سنة وشيعة لديهم مشكلات، لكن أهل السنة عندهم مشكلاتهم الخاصّة. يتفق أهل السنة، علمائهم ومثقفوهم جميعا، على حلّ مشكلاتهم من الطرق المشروعة والقانونية، ونرجو من مرشد الثورة وسائر المسؤولين أن يفتحوا الأبواب أكثر لحل مشكلاتنا القانونية والمشروعة.
واستطرد قائلا: نشكر دولة الرئيس روحاني على مساعيه في سبيل حلّ مشكلات الأقوام والمذاهب. وإن كانت رفعت خطوات أساسية في بعض المناطق يقطنها السنة، إلا أن الكثير من المناطق ما زالت تعاني مشكلات وتحتاج إلى المزيد من الاهتمام. نطالب الحكومة أن تحلّ مشكلاتنا، وتجعل أهل السنة موضع عنايتهم واهتمامهم.
وأكّد مدير جامعة دار العلوم زاهدان على “ضرورة الحريات المدنية” قائلا: نحن متمسّكون بسيادة أراضي الوطن، وندافع عنها بكلّ قوة، وقد أثبتنا هذا في الماضي، ونأمل أن توفّر لنا حريات أكثر، وأن تكون لدى أهل السنة مساجدهم في المدن الكبرى، خاصة في العاصمة طهران، وأن تكون لديهم مصلياتهم ومساجدهم يعبدون فيها الله تعالى.

على حكّام البلاد الإسلامية أن يهتموا بحقوق الأقليات القومية والدينية
وخاطب خطيب أهل السنة في قسم آخر من خطبته، حكّام البلاد الإسلامية، قائلا: رسالتنا من هذه الجلسة للبلاد الإسلامية وقادة الدول الإسلامية أن يفكروا في مصالح المسلمين جميعا. البلاد الإسلامية والجماعات المتحاربة بعضها مع بعض لأجل منافعهم، عليهم جميعا أن يجلسوا معا لأجل الإسلام، ويحلوا مشكلاتهم من الطرق القانونية.
واستطرد فضيلته قائلا: لابدّ من مراعاة حقوق الأقليات الدينية والقومية في البلاد الإسلامية، وعلى قادة دول وجمهوريات آسيا الوسطى توفير الحريات المدنية. أفضل طريق لمكافحة التطرف والإرهاب، هو تنفيذ العدل، والاستماع إلى المخالف، وتوفير حقوق الأقليات.
وتابع فضيلته: التطرف والعنف في العالم يعود غالبا إلى عدم تنفيذ العدل وإلى فقدان المساواة. لو تصدى الإمريكيون والأوروبيون لتطرف الكيان الصهيوني، ونفذوا العدل بحق الشعب الفلسطيني، لما كنا نشهد هذه المشكلات.
وانتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد بعض المضايقات الدينية والمذهبية في بعض البلاد الإسلامية، قائلا: مع الأسف يواجه الكثير من المسلمين مشكلات في بعض دول آسيا الوسطى. يجري تحليق لحى الرجال، وتواجه النسوة المحجبات صعوبات. هذه خطوة خطيرة، وتستجلب غضب الله تعالى، وفي نفس الوقت تزيد من العنف والتطرف.
وأكّد رئيس المجمع الفقهي لأهل السنة في إيران، قائلا: رسالة أهل السنة إلى قادة دول آسيا الوسطى أن يجتنبوا من التضييق والضغط لأجل الصلاة، وإطلاق اللحى والحجاب. عليهم أن يوفّروا لشعوبكم الحرية، ولا يحدثوا مشكلات لهم. لا ينبغي أن يواجه المتدين، والذي يريد العمل على السنة والحجاب مشكلات.

نرجو أن نشهد في الجلسات القادمة ضيوفا أكثر
وأشار خطيب أهل السنة إلى بعض الظروف والموانع التي لم تسمح لبعض الضيوف بالمشاركة في الحفل، قائلا: الحمد لله توجد وحدة جيدة في المحافظة، وهناك علاقات جيدة بين الشيعة والسنة في المحافظة، ونشكر جميع الدوائر والمؤسسات التي ساعدت في إقامة هذه الجلسة؛ لكن لم يستطع بعض ضيوفنا من الشخصيات العلمية الذين كانوا من خارج المحافظة الحضور بسبب بعض الموانع. نرجو أن نشهد في السنوات القادمة ضيوفا أكثر، وهذا مهم جدا لتقوية الوحدة بين المسلمين، والتجربة أيضا أثبتت هذه.

الدين الإسلامي هو الطريق الوحيد لنجاة الإنسان وسعادته
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في القسم الأول من كلمته إلى مكانة القرآن الكريم ودوره في سعادة البشر، وإلى أن جذور المشكلات الراهنة في العالم الإسلامي كلّها من نتائج الابتعاد عن القرآن الكريم، مؤكدا: الطريق الوحيد للنجاة والسعادة، هو الإسلام.
وأضاف فضيلته قائلا: إن الله تعالى منحنا نعمة عظيمة، وهي نعمة حرمت منها الكثير من الأمم. فلو افتخرت الولايات المتحدة والصين وروسيا وسائر البلاد الشرقية والغربية بتقدماتها المادية، ولو افتخرت الديانات الباطلة بتعاليمها الفاسدة المحرفة، فعلى الأمة المسلمة أن تفتخر بمعجزة خالدة عندهم، وتلك المعجزة تلبي حاجات البشر في كل عصر. القرآن الكريم أنزل لتلبية حاجات الناس المادية والمعنوية في كل عصر، إن تمسكت البشرية بتعاليمه.
وأضاف قائلا: القرآن الكريم بيّن طريق السعادة. الطريق الوحيد للنجاة والسعادة هو التمسك بالدين الإسلامي. حضارتكم وعقائدكم لا مثيل لها. هذه نعم الله تعالى الخالدة والدائمة. لديكم هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. من خصائص هذه الأمة أنها استطاعت أن تحفظ سنن نبيها.

جذور المشكلات والأزمات كلها في الابتعاد عن القرآن الكريم
وأشار مدير جامعة دار العلوم زاهدان إلى المشكلات الراهنة في العالم الإسلامي قائلا: عندما نفكر لماذا يواجه المسلمون مشكلات وأزمات، ولماذا واجه العلماء والمثقفون المآزق، ولماذا لا تحل قضية الشعب الفلسطيني، نجد أن السبب هو الابتعاد عن القرآن الكريم وتعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم. الكثير من المسلمين، حتى الكثير من أهل العلم، لا توجد لديهم فرصة لتلاوة القرآن. أعمالنا قليلة، وابتعدنا عن الأحكام.
وأضاف فضيلته قائلا: مع الأسف توجد غفلة بالنسبة إلى حقوق الله وحقوق العباد. في عباداتنا عجلة، وهي تفتقد الخشوع والخضوع. الأعمال الصالحة تفقتد الخضوع مع الأسف، ولا تراعى حقوق الشعب. الآباء يشكون الأولاد، والجيران يشكون جيرانهم، والشركاء يشكون شركائهم، والرعية يشكون حكامهم، والحكام يشكون الرعية.
وتابع فضيلته قائلا: طريق نجاتنا في الإسلام. الإسلام دين إبراهيم عليه السلام. إن إبراهيم استسلم لأحكام الله. هكذا الإسلام يريد منا الإطاعة والاستسلام. حل مشكلاتنا تكمن في الإطاعة.
واستطرد فضيلته قائلا: سر نجاح المسلمين في بدر، هو الإطاعة، وسبب هزيمتهم في أحد، هو الزلة الجزئية التي حدثت في الإطاعة. عندما عصى قوم موسى عليه الصلاة والسلام، جعلهم الله تعالى يتيهون في الأرض أربعين سنة.
وأضاف فضيلته قائلا: يجب أن يكون هدف المسلم مرضاة الله تعالى. يجب أن يكون كل شيء لله تعالى، وأن نعبده فقط. هذا هو سر نجاح الأولياء والصالحين. الإخلاص والإطاعة، سر نجاح الشيخ عبد العزيز رحمه الله، مؤسس هذا الخير. كان يقوم الليالي في الذكر والعبادة.
وخاطب فضيلة الشيخ عبد الحميد النسوة الحاضرات في الجلسة قائلا: رسالة هذه الجلسة للأخوات أن لا يغفلن عن الله. إن عزتهن في الدنيا والآخرة تكمن في التأسي بعائشة الصديقة وفاطمة الزهراء وسائر النساء الصحابيات. الحلي والعادات والتقاليد، لا تحمل عزة ولا كرامة لهنّ. هذه الأمور تجعلهن يغفلن عن ذكر الله تعالى.
النساء وكذلك الشباب يتعرضون لهجمات من خلال القنوات والدعايات، والغزو الثقافي. يريدون أن يبعدوا نسائنا وشبابنا عن العفة.

لابد من تعطيل المعاصي في البلاد
وخاطب فضيلة الشيخ عبد الحميد الشعب الإيراني قائلا: أيها الشعب الإيراني الكريم! نحن لن نلمع في العالم إلا إذا تركنا المعاصي. ثورتكم سميت بـ الثورة الإسلامية”، فلابد من تعطيل المعاصي.
وأضاف فضيلته: هذه الجلسة عقدت لتكريم العلم والقرآن الكريم، لتزول الغفلة عنا. لم يخلد شعب في العالم بالماديات والمناصب. إن سر بقاء الصحابة وأهل البيت هو إخلاصهم وطاعتهم لله تعالى.

بعد كلمة الشيخ عبد الحميد، تحدث آية الله سليماني، ممثل ولي الفقية في محافظة سيستان وبلوشستان، الذي انضم إلى الحفل لاحقا. أكد آية الله سليماني على لزوم الوحدة والأخوة، كما هنأ خريجي هذه السنة على تخرجهم.
وانتهت برامج القسم الأخير من الحفل بتكريم 193 طالبا و133 طالبة، وتكريم 10 حافظات للقرآن الكريم، ودعاء الشيخ عبد الحميد.
جدير بالذكر أن عشرات الآلاف من النساء أيضا شاركن في هذا الحفل، حيث اكتضت بهم ساحة مدرسة عائشة الصديقة رضي الله عنها للبنات، وأجزاء من طوابق الجامع المكي، والشوارع المحيطة به، كشارع خيام وتوحيد.

الإعداد والترتيب: إدارة موقع سني أون لاين