- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

غضب المتطرفين من موقف فضيلة الشيخ عبد الحميد الرافض للتدخل الروسي في سوريا

بعد موقف فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، الرافض للتدخل الروسي في سوريا، هاجم الإعلام الدعائي للجهات المتطرفة في إيران وخاصة في محافظة سيستان وبلوشستان، الموقف الشفاف والواضح لفضيلة الشيخ عبد الحميد حول هذه القضية.
أعلنت المواقع التابعة للجهات المتطرفة تأييدها للتدخل العسكري الروسي في سوريا، وانتقدت “مواقف الشيخ عبد الحميد المزدوجة”، على زعمها.
رأينا من المناسب إيضاحات في هذا المجال.
ذكرت هذه الجهات المتطرفة في بياناتهم “عن تضامن موقف الشيخ عبد الحميد مع السعودية وأمريكا في رفض التدخل الروسي ضد داعش”، هذا وإن إمريكا وإسرائيل لا تعارضان التدخل الروسي في سوريا، وإنها في مشورة لأجل تقسيم مناطق النفوذ والعمليات. فلو قرأ هؤلاء المتطرفون المواقع المحايدة، أدركوا تأييد الموقف الإمريكي والإسرائيلي لأصل التدخل العسكري الروسي.
نشرت رويترز أخيرا: “تقول الولايات المتحدة الإمريكية، أنها تجري مشاورات مع روسيا لأجل تقسيم مناطق عمليات الجيشين”. زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي أتت قبيل بدء التدخل الروسي إنما كانت لهذه الأهداف. كذلك أعلن متحدث الجيش الإسرائيلي عن رحلة محتملة لمسئول عسكري روسي رفيع المستوى إلى إسرائيل للتنسيق بشأن الغارات السورية.

جر الأعداء إلى البلاد الإسلامية خيانة
المتطرفون تحيروا من استنكار فضيلة الشيخ عبد الحميد للهجمات الروسية، وينتقدون مخالفي التدخل الروسي في سوريا، والحال أن فضيلة الشخ عبد الحميد يعتقد أساسا أن الواجب على المسلمين أن يحلوا مشكلاتهم من غير التدخلات الأجنبية؛ وجرّ القوى الكبرى الاستعمارية الغربية أو الشرقية إلى بلاد المسلمين، خيانة في وجهة نظر فضيلة الشيخ عبد الحميد.
أكد فضيلته دائما أن ظاهرة الإرهاب ثمرة الاستكبار والاحتلال والأنظمة العسكرية، وفي عصرنا أيضا احتلال فلطسين، والتدخل العسكري للاتحاد السوفياتي السابق في أفغانستان، واحتلال التحالف الغربي بقيادة أمريكا للعراق وأفغانستان، وقمع الإسلاميين والشعوب الثائرة ضد أنظمة القمع والاستبداد العميلة، وسّع نطاق التطرف والإرهاب.
يعتقد فضيلته أن من أسباب توسّع نطاق الإرهاب في العالم، هو مكافحة المعلول وعدم الاهتمام إلى علة هذه الظاهرة، ويقول فضيلته: يجب دراسة أسباب هذه الظاهرة وعلل انتشارها دراسة جيدة وجذرية.
ربما تجد بعض الدول والحكومات مكاسب عاجلة في مثل هذه الغارات والتدخلات، لكن بشكل عام يتضرر العالم الإسلامي من الحضور العسكري للقوى الاستكبارية في النهاية. إن الأوضاع الراهنة في العراق وأفغانستان وكذلك ليبيا تحكي عن هذه الأضرار.
إن التدخل العسكري الروسي أيضا يزيد من توسّع نطاق الإرهاب والتطرف والعنف. الغارات الجوية والبرية لن تثمر ثباتا وقرارا، ولن تأتي بسلام وهدوء، بل الطريق الوحيد هو التفاوض والحوار وإعطاء حقوق الشعوب. هذه هي النقاط التي صرح بها فضيلة الشيخ عبد الحميد دائما، وفي خطب الجمعة.
السؤال الذي يأتي إلى الواجهة، ألا يوجد هناك خيار أفضل لحل هذه الإزمات ومكافحة الإرهاب والعنف والتطرف، بدل فتح الأبواب على القوى الكبرى التي تتبع منافعها؟ ألا يمكن إقناع رؤساء البلاد وقادتها أن يجلسوا إلى طاولات الحوار بدل بسط الأيدى نحو الأجانب، ويسعوا في تأسيس حكومات وطنية شاملة؟
وفقا لحكم القرآن الكريم يجب على المؤمنين أن يسعوا للإصلاح والسلام، ولكن رغم ذلك إن بغت طائفة، يجب قتال التي تبغي.
الذين هاجموا فضيلة الشيخ عبد الحميد حفظه الله بسبب موقفه ضد التدخل الروسي في سوريا؛ عليهم أن لا ينسوا أن فضيلة الشيخ خالف سابقا التدخل العسكري للولايات المتحدة في أفغانستان والعراق أيضا، وتدخلها في سوريا كذلك.
واعتبر بعض هؤلاء المتطرفين “طلب النظام السوري لهذا التدخل” كمبرر قانوني لهذا التدخل، ولكن وفقا لهذا القانون كان عليهم أن يقبلوا “غارات التحالف العربي بقيادة السعودية” التي تتم أيضا بطلب من الحكومة اليمنية المشروعة! مع أن فضيلة الشيخ عبد الحميد أعلن حينئذ أيضا أن الغارات الجوية ليست حلا للأزمة في اليمن، ولم يتخذ مواقف مزدوجة أبدا.
يجب على داعمي التدخلات الأمريكية والروسية في سوريا أن لا ينسوا هذه النقطة بأن العلميات المذكورة تتم في الأراضي السورية بالتنسيق مع إسرائيل، لأن سلطات الاحتلال الصهيوني أعربوا عن قلقلهم من سقوط مفاجئ لبشار الأسد! أليس جديرا بالتأمل لمن يدعم التدخل الروسي أو الأجنبي في البلاد الإسلامية أن “التحالف الصهيوني ـ الشيوعي ـ المسيحي” يدعمه الزعماء الدينيون لهذه البلاد، كما أن الكنيسة الأرتودكسية الروسية ذكرت حرب سوريا كحرب مقدسة؟! وهذه تذكرنا بقول جورج بوش، الرئيس الإمريكي السابق حيث أعلن في بدء غارته على أفغانستان عام 2001 حربا صليبية.
في الختام أؤكد، أن على الأيادي التي تدير الإعلام المتطرف، أن تنتبه جيدا أن أسلوبهم في تشويه سمعة علماء السنة والشخصيات المعتدلة التي تسعى في صحوة الأمة، لم تعد تنفع شيئا في الظروف الراهنة، بل الجميع يشعرون بالتعب من أساليب المتطرفين وداعميهم، وتعبوا من الحروب، ويرحبون بالأساليب السلمية والحوار البناء.