- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

يرابطون في “الأقصى” بالأحجار

من بين الصور المنتشرة عن الأقصى هذه الأيام، تناقلت صورة عن عدد من الشبّان المرابطين في الأقصى، وبجانب كل منهم أحجار هي سلاحهم الوحيد الذي يدافعون بها عن الأقصى الذي هو مسجد لأكثر من مليار مسلم في العالم! إذا رأيت الصورة ظننت أنهم احتفظوا بهذه الأحجار ليطردوا بها كلابا، فالأحجار عامة تستخدم لطرد الكلاب، والصهاينة كلاب بل أضل منها في كتاب الله!

في الصورة دروس وعبر عن واقعنا الذي نعيش فيه، وهي تثبت أيضا أنّ المقدسيين رغم معاناتهم ورغم التآمر عليهم، أمناء أشداء وكرام على حماية الأقصى (حماهم الله وشدّ من أزرهم، وأهلك عدوهم وعدو الأمة جميعا. آمين).
إنهم أخمدوا اليوم الحريق المتعمّد عند باب الجنائز خلال عملية اقتحام الصهاينة باحات الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى لليوم الثالث على التوالي.
يقال إن الجنود الإسرائليين اعتلوا لأول مرة أسطح المسجد الأقصى، وداسوا السجّادات بأقدامهم القذرة ووصلوا إلى منبرصلاح الدين… فإنا لله وإنا إليه راجعون.
يحدث كلّ هذا، والأمة مشتغلة بالحجّ هذه الأيام، والحجيج يتزودون بالمعنويات في الحرمين النبوي والمكي، متحسرين على الأقصى وعلى شد الرحال إليه.
يحدث كل هذا ولا زالت الحرب بل أنواع من الحرب مشتعلة مستمرة في معظم البلاد الإسلامية والمجاورة مع الكيان الصهيوني.
يحدث كلّ هذا وحدود إسرائيل أكثر تحصّينا من ذي قبل من الجهات كلها، بل حكومات وجيوش في دول الجوار في خدمة حماية حدود إسرائيل!
يحدث كل هذا بعد أن كثف الدبّ الروسي قواته في سواحل الشام، وهذا الدب الروسي اللعين بخلاف ما نزعم، أكثر حرصا على حفاظ الكيان الصهيوني، وأكثر دعما ونصرا له من أوروبا وإمريكا. (دمره الله وقسمه إلى دول أخرى. آمين).
يحدث كل هذا ودول مجلس التعاون الخليجي ألهتها حرب مفروضة مكروهة في اليمن، لا ناقة فيها لا لليمنيين، ولا لدول الخليج، ولا لأي دولة إسلامية أو عربية أخرى.
يحدث كل هذا و”تركيا” وريثة الخلافة تحارَب إعلاميا، وتحارَب عسكريا بعصابات تشبه جيوش العالم في السلاح والعتاد تزودها المخابرات الصليبية والصهيونية! يحدث كل هذا وأصبح العرب والمسلمون وقادتهم قبلوا كأمر واقع أن قضية القدس والأقصى قضية فلسطينية تهم الشعب الفلسطيني فحسب.
في ظل هذا العجز والهوان، نقف لنوجه شكرنا الخاص إلى أولئك الفتية المؤمنين والمجاهدين الذين يرابطون بالأحجار عن ثالث مسجد الأمة الذي تشد إليه الرحال، وعن مسرى نبينا ومولد أنبيائنا، ويسقط منهم جرحى وشهداء بسبب الممانعة والمقاومة.
فهنيئا لهم هذه البطولة، وهنيئا لهم هذه الرجولة، وشكرا لهم حيث ينوبون عنا جميعا مهمة حماية الأقصى.
وأولئك هم الرجال في حين يندر الرجال، وأولئك هم الممانعون حقيقة ولا هتافا، وأولئك هم المقاومون عمليا وليس كذبا وشعارا، وأولئك هم المجاهدون والمرابطون في عصرنا الذين جردوا عن السلاح، ويرابطون في الأقصى بالأحجار، ثبت الله أقدامهم. آمين.