- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

هدموا المصلى وتعلو صيحاتهم الطائفية

يحكي شهود عيان من جيران “مصلى بونك” عن قصة ذلك اليوم المظلم: تفاجأنا برجال البلدية، وقوات الشرطة، وعدد كبير من قوات الأمن الذين كانوا يرتدون الزي المدني في يوم الأربعاء الماضي 12 شوال 1436، ذلك اليوم الأسود. تسلق البعض جدران المصلى، وآخرون كانوا يقومون بتكسير باب المصلى من الجهة الشرقية في شارع “بهار”.
إنهم اقتحموا المصلى كحمر مستنفرة دون إنذار مسبق، ودون أن يخبروا سكان المبنى بتخليته، وإنهم اقتحموا المبنى من الجدرات والأبواب وصيحات “يازهرا”، وغيرها من الصيحات الطائفية تعلو وترتفع. طفقوا يكسرون الأبواب والنوافذ، ويدمرون، ويهدمون.
موقف السيارات في أحد المباني هو المكان الذي كان يستخدم لإقامة الصلاة وسمّي بالمصلّى. في نفس المبنى كان يعيش أيضا ثلاث عوائل في ثلاث شقق منها.
كان المقتحمون كثيرين، أثار حيرة الجيران حضور هذا الجمع العظيم لتهديم مصلى متواضع. يقال إنّ عدد من اقتحموا المصلى كان يبلغ إلى خمسمائة أو أكثر، وضعفه أو أكثر كانوا واقفين في الشوارع المحيطة به بالزي المدني.
إن المقتحمين قاموا بهدم المصلى بحجة إزالة المباني الزائدة على أصل البناء. جدير بالذكر أن حكم البلدية كان يشمل فقط في قسم موقف السيارات، وبعض دورات المياه، وسلالم إلى الدور الأول، وكذلك جدارا عازلا بين جزئي المبنى ولا غير.
وفقا لحكم البلدية عندما يصدر حكم تخريب بناء، يبقى لصاحب البناء حق الاحتجاج على ذلك، وطلب إعادة النظر؛ وعند قطعية الرأي في البلدية، يستطيع صاحب المبنى تقديم شكوى خلال ثلاثة أشهر. هذه المدة الزمانية لم تراع بحق المصلى المذكور.
هذا وإنّ في كافة أنحاء إيران تقوم البلديات في خمس وتسعين في المائة من القضايا المشابهة، بأخذ الغرامة المالية وإنهاء الملف، لكن في ذلك اليوم الأسود، هدموا بصيحات “يازهرا”، و”ياعلي”، و”يا قمر بني هاشم” مصلى أهل السنة في طهران، فيتضح أن القضية لم تكن أبداء قضية مخالفة لمادة من مواد البلدية، بل هي قضية أهل السنة وشعائرها وأماكن عباداتها التي قررت عدم السماح لها في العاصمة.
إنهم اقتحموا بقوة الشقق التي لم تكن لها علاقة بالمصلى، وقاموا بتفتيشها من غير تقديم مذكرة قضائية، ومن غير أن يستأذنوا للدخول فيها، وبل اقتحموها بغير الإذن مع أحذيتهم! واحتجزوا جوالات الساكنين فيها.
لم يتحمّل جيران المصلى من أهل الشيعة هذا الوضع السيئ، فاعترضوا على هذه التصرفات السيئة التي يرتكبها هؤلاء، لكن جاءهم الرد من جانب الطائفيين: هؤلاء داعشيون!! هؤلاء وهابيون!!!
بعد نهاية مهمّتهم، وهذا الفتح العظيم في وجهة نظرهم، وهي تخريب مكان عبادة ومصلى يرفع فيها اسم الله تعالى، طلبوا من جيران المصلى (وغالبيتهم من الشيعة) أن يوقّعوا رسالة ضدّ المصلى والقائمين عليه. لم يلبّ طلبهم هذا من بين ثمانين جارا من جيران المصلى “بونك” إلا واحد.
أهكذا يبادر رجال البلدية لتنفيذ موادهم القانونية في كافة مناطق إيران؟!
أهكذا ينفذ رجال البلدية وقوات الشرطة موادهم القانونية يرافقهم مئات من قوات الأمن الذين يرتدون الزي المدني وتعلو من أفواههم صيحات “يازهرا” و”ياعلي” و”ياقمر بني هاشم”؟!
منذ متى يقتحم رجال البلدية المنازل السكنية، ويروع النساء والأطفال الآمنين، ويقوم بتفتيش منازل الناس واحتجاز جوالاتهم؟!
من هؤلاء الذين يفعلون ما يريدون في كل ناحية من نواحي هذه البلاد دون أن يسألوا أو يؤاخذوا؟!
من يدعمهم وعلى أيّ واحد من مراكز القدرة اعتمادهم؟!