- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

فضيلة الشيخ عبد الحميد: أهل السنة في إيران يخدمون وطنهم مخلصين إذا أعطوا فرصة

وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد، “أهل السنة في إيران” بعيدين عن التطرف، قائلا: أهل السنة في إيران، وهم أقوام مختلفة، بعيدون عن التطرف والعنف والتكفير. نحن ندين أي نوع من العنف والتطرف والتكفير.

وأضاف خطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في الاجتماع الرابع والعشرين لحفلة تكريم خريجي جامعة دار العلوم زاهدان، الذي انعقد يوم السبت 27 رجب 1436: أهل السنة في إيران ليسوا أهل الفتن. نحن نحب ديننا ووطننا، ونرجح النظام الديني على كافة الأنظمة، ولا توجد بين أهل السنة نزاعات انفصالية من كردستان إلى بلوشستان.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أهل السنة في إيران، يطلبون الوحدة والأمن الوطني، ولهم مشاركة جيدة في الأمن. نحن نفكر في الوحدة، وهذه الفكرة ليست سياسية، بل نعتقد بها؛ لأن القرآن الكريم أمرنا بالوحدة. ليست لنا خصومة مع طائفة أو فرقة من الفرق، ونريد التفاوض والعيش السلمي. نحن نحترم من يحترم بلادنا ولا يتعرض لبلادنا بالسوء.
واستطرد مدير جامعة دارالعلوم زاهدان مشيرا إلى مطالب أهل السنة من المسؤولين، قائلا: رجاء أهل السنة أن تعطى حقوقهم كاملة. أهل السنة يحبون أن تتم مشاركتهم في القوات المسلحة، ويدافعوا عن سيادة أراضيهم. نريد أن نكون مشاركين في إعمار البلاد، ونشارك في حل المشكلات الداخلية والخارجية، وأن يتم توظيف المؤهلين منا في المناصب العامة في البلاد.
وتابع عضو المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي، قائلا: مطلبنا أن نعتبر مواطنين لهذه البلاد. نحن نتمنى السعادة للبلاد الإسلامية والمسلمين. نحن مواطنون لهذه البلاد، ونريد إعمار هذه البلادوأمنها وعزتها ووحدتها. نريد المزيد من الاهتمام بالحقوق والحرية المذهبية، ونرجو أن يكون أهل السنة لديهم الحرية في المدن الكبرى ليقيموا الصلاة بحرية ويعلّموا أولادهم.
وأضاف فضيلته قائلا: نرجو من المسؤولين أن يتصدوا لمن يفرضون آرائهم الشخصية على أهل السنة، وأن يكون لنا مساجد في المدن الكبرى مثل طهران، وأن تعطى لنا الحرية بإقامة الصلاة في المصليات مالم نملك مسجدا في طهران.
وطالب خطيب أهل السنة المسئولين الاهتمام بأمور المهاجرين الأفغان، قائلا: للمهاجرين الأفغان علينا حقوق إنسانية وإسلامية. فوصيتي للمسئولين والناس كافة أن لا يصدر منا ظلم أو إجحاف بحق الإخوة الأفغان، ويتمكن الأفغان من ممارسة طقوسهم الدينية ويقوموا بتربية أولادهم. للأفغان علينا حقوق إسلامية وحقوق الجوار بجانب الحقوق الإنسانية.

على الدول الإسلامية أن تشكل حكومات شاملة بدل الحروب:
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، على ضرورة “الحوار” لحل الأزمات الراهنة في العالم الإسلامي قائلا: حل الأزمة في البلاد الإسلامية التي تواجه الأزمات مثل اليمن، وسوريا، والعراق وسائر البلاد الإسلامية، ليس في الحروب، نعتقد أن الحرب تزيد من تدهور الأوضاع وزيادة الفتن، وتكون سببا لظهور جماعات جديدة أكثر تطرفا من ذي قبل.
وتابع فضيلته قائلا: على الدول الإسلامية التي تعاني من الأزمات، أن تتخلى عن هذه النزاعات البينية التي يحاول كل فريق أن يسيطر على مكان، ويشكلوا حكومات وطنية شاملة تقسم القدرة وتراعي حقوق الأقليات لتحل مسائلها. لو تم التوازن بين الدول، وروعيت مصالح الشعوب كلها، حلت المشكلات كلها. إذا قسمت القدرة تقسيما مخلصا، وليس من النفاق، تنتهي المشكلات. بإمكان البلاد الإسلامية أن تحدد مصيرها بإقامة انتخابات حرة، وأن تحل مشكلاتها بمراعاة الحريات المشروعة وحقوق الشعوب.

سبب مشكلات المسلمين ابتعادهم عن القرآن السنة:
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من كلمته: الأمة المسلمة يملك نعما كثيرة. إن الله تعالى أورثنا كتابا لا مثيل له؛ القرآن كتاب يكوّن من الإنسان خليفة لله ويقربه إلى الله ويوصله إلى جنة الفردوس. الأمة المسلمة ورثت تعاليم رائعة لمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا يوجد في قادة العالم قائد مثل محمد صلى الله عليه سلم. أعمال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وسلوكه، جوانب من التعليم والتربية.
وتابع فضيلته قائلا: الإسلام هو الدين الإلهي الأخير الذي أنزله الله تعالى للأزمنة والأمكنة كلها. الدين الإسلامي، والقرآن الكريم، وسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- نماذج لا مثيل لها. إن الله تعالى أعطى للأمة المسلمة ثروة حرمت منها الأمم الأخرى. إن كان أهل الدنيا يفتخرون بفنونهم وصنائعهم ومادياتهم، وهي أمور إلى الزوال، لكن المسلمين يملكون ثروة عظيمة وخالدة مثل الدين الإسلامي. هذا الدين يوصل الإنسان إلى الطهارة والحياة الطيبة.
وتابع مدير دارالعلوم زاهدان قائلا: لو التزم المسلمون بتعاليم القرآن والسنة في حياتهم، أصبحوا قادة العالم الأعزة. لكن من المؤسف أن الأمة تواجه اختلافا وطائفية، وواجهت هزائم في الميادين المختلفة، والأجانب يتحكمون في مصائرهم. المسلمون واجهوا في البلاد الإسلامية إراقة الدماء وانتهاك الحرمات، وتعرضت كرامتهم وعزتهم للخطر، ويرجون ممن أحدثوا المشكلات لهم أن يحلوها.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد “الابتعاد عن القرآن والسنة” دليل كافة المشكلات قائلا: دليل قلق المسلمين ابتعادهم عن القرآن والسنة. عندما ابتعد المسلمون عن الإسلام وعن أسوتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، واجهوا مشكلات وقلاقل في حياتهم. هذه المشكلات من نتائج سخط الله تعالى وابتعاد المسلمين عن الله عز وجل. علينا أن نجعل معاملاتنا وتعايشنا وفقا للتعاليم الإسلامية.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: ليس عند المسلمين طريق للنجاة إلا التوبة والعودة إلى الله والعمل على الشريعة. مع الأسف يتقاصر المسلمون اليوم في أداء الصلاة وتأدية الزكاة، والعمل على الدين؛ مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل البيت والصحابة ضحوا لأجل الدين، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم تضرع وجاهد لأجل إصلاح الأمة. لكن المسلمين اليوم بالمعاصي والذنوب ومخالفة تعاليم الشريعة يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: مع الأسف ضعف العمل على الشريعة في حياتنا. استهدف الأعداء دين المسلمين وديانتهم من خلال القنوات الفضائية والشبكات. إنهم يريدون أن ينشروا ثقافتهم الماجنة بين المسلمين.
وتابع فضيلته قائلا: الهدف الأصلي من هجوم الأعداء على البلاد الإسلامية هو حرف الصحوة الإسلامية من مسارها. إن أعداء الإسلام يتابعون من خلال دعاية “حرية المرأة” أهدافهم الخاصة. علينا جميعا أن نصحوا وننفذ تعاليم الشريعة في حياتنا، ونتخذ قرارات جادة، ولا نعش لحظة واحدة مخالفا لكتاب الله وسنة رسوله؛ ولنجعل مصالحنا ومنافعنا كلها في مسير اتباع القرآن والسنة النبوية. الحياة وفقا للشريعة تتبع لنا السعادة في الدارين ونعم الجنة.
وأكد مدير جامعة دارالعلوم على لزوم العودة إلى القرآن والسنة قائلا: الطريق الوحيد لمشكلات العالم الإسلامي هي العودة إلى القرآن والسنة والتوبة الاجتماعية. على كافة طبقات المجتمع أن يتحركوا عاملين على الثقافة الإسلامية، لتصلح الأخلاق والمعاملات وتراعى حقوق الناس في المجتمع. على المسلمين جميعا أن يستقروا في مسير العبادة والعبودية. اليوم رفعت الشعوب أصواتها لتسمعها الدول، لكن لو استمع الناس تعاليم الرب وعملوا عليها، لسمع أهل الدنيا كلامهم، ولبّوا مطالبهم.

جدير بالذكر أن 139 طالبا قد تخرّجوا من جامعة دار العلوم زاهدان في هذه السنة الدراسية وتم تكريمهم في هذه الحفلة، كما تخرجت 120 طالبة من مدرسة عائشة الصديقة –رضي الله عنها- للبنات (التابعة لجامعة دار العلوم)، وكذلك تم تكريم 40 حافظا للقرآن الكريم، و5 من الطلبة الذين حازوا الشهادة العالية في القراءة والتجويد.