- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

تقرير عن لقاء طلابي بحضور عدد من العلماء والمثقفين لأهل السنة في مدينة زاهدان

بدأت جلسات اللقاء العام للطلبة الجامعيين السنة من مختلف الجامعات الحكومية في إيران، مع العلماء والمثقفين، مساء الأربعاء 20جمادى الأولى 1436 في الجامع المكي في زاهدان. انتهت نشاطات هذه الدورة من اللقاء مساء الخميس 21 من جمادى الأولى مشتملة على محاضرات العلماء وبرامج ونشاطات فكرية ودعوية أخرى.

لقد حضر جلسات اللقاء علماء من المناطق المختلفة في البلاد كالشيخ “صالح بردل” والوفد المرافق له من محافظة هرمزكان الواقعة في جنوب إيران، والشيخ “سيد حسن واژی” والوفد المرافق له من محافظة “كردستان”، وعدد من أساتذة الجامعات والمعاهد الشرعية.
الشيخ محمد عثمان: مكارم الأخلاق من مآثر الرسالة المحمدية للبشر
استمع المشاركون إلى محاضرة الشيخ محمد عثمان، خطيب أهل السنة في مدينة خاش في محافظة سيستان وبلوشستان، في موضوع السيرة النبوية الكريمة.
قال الشيخ محمد عثمان في خطبته التي ألقاها في الجلسة الأولى من جلسات اللقاء التي أقيمت بعد صلاة المغرب، تناول فيها جوانب من سيرة الرسول الكريم: لرسول الله صلى الله عليه وسلم مولدان؛ مولد حدث بعد عام الفيل، والثاني مولد صفاته وأخلاقه التي كانت البشرية تنتظرها بفارغ الصبر. هذه الدروس في الأخلاق والصفات هي هدايا قدمها الرسول الكريم إلى الإنسانية.
وتابع مدير معهد “مدينة العلوم” الشرعي في “خاش” مشيرا إلى دعوة الرسول الكريم: الدعوة في حياة الرسول الكريم كانت على مرحلتين: 1- الدعوة الخاصة التي أشار الله تعالى إليها في آية 214 من سورة الشعراء حيث أمر فيها نبيه أن ينذر عشيرته الأقربين. 2- الدعوة العامة التي أمر بها بعد مرور ثلاث سنوات من بعثته أن يدعو الناس إلى الوحدانية.
وأشار فضيلة الشيخ محمد عثمان إلى بعض خصائص دعوة الرسول الكريم قائلا: دعوة الرسول الكريم دعوة عامة وشاملة ليست لها حدود. بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو الإنس والجان إلى الوحدانية.
بدأت أعمال اليوم الثاني من هذا اللقاء صباح يوم الخميس بتلاوة آيات من القرآن الكريم تلاها الأخ “سليمان علي بور” أحد الطلبة الجامعيين. ألقى بعد التلاوة أحد تلامذة المركز التعليمي والتربوي التابع لجامعة دارالعلوم زاهدان محاضرة عنوانها “مع أسوة الهدى”. ثم أثار إعجاب الحاضرين أحد طلبة دارالعلوم زاهدان بتقديم مقالة رائعة في موضوع “الصحوة الإسلامية في ظل السيرة النبوية” تطرق فيها إلى أبعاد الصحوة الإسلامية وجوانبها المتعددة.
المفتي محمد قاسم القاسمي: القيادة العالمية الجديدة لا تتحقق إلا في ظل الإسلام وتعاليم الرسول العادلة
أشار فضيلة الشيخ محمد قاسم القاسمي، رئيس قسم الإفتاء ومعهد اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة دار العلوم زاهدان، إلى الأوضاع الراهنه في القرن الواحد والعشرين قائلا: لا زال الغرب يدعي أنه سيعمر العالم بحضارتها. قبل أيام سمعتم أنهم رددوا إدعائهم قائلين نريد أن نعطي نظما جديدا للعالم. هذا العنوان رائع وخلاب. لكنهم يريدون من خلال هذه العناوين السيطرة على العالم. يريدون أن يفرضوا فرعونية جديدة على العالم. هذا هو الاستعمار القديم الذي غيروا اسمه. الغرب لديه مهارة وبراعة في تبديل العناوين والتسميات!
ثم أشار فضيلة الشيخ قاسمي إلى فشل الديانة اليهودية والمسيحية في قيادة العالم قائلا: الذين يشعلون نيران الفتن ماذا يتوقع منهم!؟ اليهودية وكذلك المسيحية عجزتا من حل مشكلات البشر؛ لأنهم كانوا بأنفسهم صناع الفتن والمشكلات. من هنا ترجع الأنظار نحو محمد صلى الله عليه وسلم. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بداية البعثة واجه عالما كان يعاني من الإفراط والتفريط، وقد عمت فيه القساوة والجفاء. لقد قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم باعتداله على الإفراط والتفريط.
وصف فضيلة الشيخ القاسمي “الاعتدال والوسطية” في المجالات المختلفة هكذا: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ضد الإفراط في التوحيد، وأهدى الاعتقاد الخالص بالله تعالى إلى البشرية. وعندما كان يقدس “كسرى فارس” الذي كان يعتبر نفسه إلها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه إنه بشر لا ينبغي لأتباعه أن يغلو فيه.
وأضاف فضيلته قائلا: ما تجدونه من الإفراط أو التفريط في المسلمين إنما انتقل إليهم من المسيحية أو اليهودية أو المجوسية والديانات الهندية القديمة، والإسلام بريء من الإفراط أو التفريط. وخلافا للمسيحية التي حرمت الدنيا على أتباعها، جمع الإسلام بين الدين والدنيا.
وأشار الشيخ قاسمي إلى التعامل المعتدل للرسول الكريم مع المخالفين وأخلاقه صلى الله عليه وسلم في الحروب قائلا: قبل البعثة كان التمثيل بجثث القتلى شائعا في الحروب، لكن الرسول الكريم منع من التمثيل. بعد فتح مكة لم يعف عن الكفار فحسب بل أعلن أنه ليس لأحد أن يلومهم.
وأكد رئيس تحرير “مجلة نداي إسلام” قائلا: تعاليم الرسول هي التي تصلح أن تعطي للعالم نظما جديدا، لا الذين يقتلون الأطفال ولا يرحمون أحدا. اليهودية غير قادرة على أن تعطي نظما جديدا للعالم أو تقدم لها السعادة! كذلك الذين يدعون الإسلام لكنهم ضعفاء في دينهم لا يقدرون على أن يضطلعوا بأعباء هذه المهمة. لا شك أن العيب ليس في الإسلام بل العيب في المسلمين وابتعادهم عن الدين الإسلامي والشريعة المحمدية.
وأضاف فضيلته قائلا: من تتوفر لديهم هذه الصفات بإمكانهم قيادة العالم والتأثير في تنظيمه:1- الإيمان واليقين؛2- التقوى والورع؛ 3-العلم والتدين ومعرفة القرآن والسيرة النبوية؛ 4- العدل والاعتدال؛5- الحكمة والتدريج، لا الاستعجال والتعجل؛ 6- الاجتهاد والابتكار. يكونوا قادرين للرد على الشبهات الجديدة وتكون لديهم خبرات في مجال الدرس والتدريس والدراسات العلمية؛ 7- الاتحاد والتضامن. الذي يحصل بهذه الثلاث:1. التواضع؛ 2-الاخلاص؛ 3- الإيثار. المتحلون بهذه الأوصاف يصلحون أن يكونوا أسوة للعالم.
الشيخ محمد صالح بردل: الإسلام قادر على إدارة المجتمع في جميع الظروف والأزمنة
الشيخ “محمد صالح بردل” الخطيب البارز لأهل السنة في إيران ومن كبار العلماء في محافظة هرمزكان في جنوب إيران أيضا ألقى محاضرة في هذا اللقاء.
قال الشيخ محمد صالح في كلمته: اعترافان يوصلان الإنسان إلى القمة.1- الاعتراف بنعم الله تعالى التي تستلزم الشكر لله عز وجل، وأكمل أنواع الشكر الاستفادة الجيدة من النعم. 2- الاعتراف بالقصور. إن الله تعالى يحب هذا النوع من الاعتراف. الاعتراف بالقصور يوصل الإنسان إلى التوبة.
ثم تابع فضيلة الشيخ محمد صالح قائلا: المثقفون والنخب يستخدمون العقل دائما. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من كان يستخدم العقل. لقد دعا أهل مكة إلى التدبر والتعقل لمدة 13 سنة ليختاروا الأصلح بعد التدبر والتفكر. خلال مهمة دعوته المكية لم يشتم الأصنام أبدا. لأجل هذا استخدمت مصطلحات العقل والتدبير في الآيات المكية كثيرا. وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد عظم مكانة العقل والتفكر في المجتمع. ومن هذا المنطلق قدم أفضل أنواع التنظيم والتخطيط والإدارة.
وأشار الشيخ صالح أيضا إلى مخططات المستشرقين الواسعة ضد الإسلام والمسلمين قائلا: يسعى المستشرقون الأوربيون في المجالات المختلفة والنصوص الإسلامية، حتى القرآن وتفسيره ويسعون بكافة الوسائل أن يبعدوا المسلمين من الدين والقرآن ويطفئوا نور الله، لكنهم عاجزون عن هذا. أعداء الإسلام في الحقيقة ليسوا أقوياء بل نحن ضعفاء.
كلمة فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في اللقاء الطلابي:
اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في خطبته التي ألقاها أمام الطبة الجامعيين السنة الذين حضروا هذه الدورة من اللقاء، الدين الإسلامي وتعاليم الرسول الكريم حاجة الإنسان في كل عصر. وأضاف قائلا: خلافا لدعايات الأعداء وزعمهم أن القرآن الكريم وتعاليمه تخص القرون الإبتدائية للعرب، والإنسان المعاصر لا يحتاج إليه، فمهما تقدم البشر في الماديات يبقى محتاجا إلى الدين الإسلامي وتعاليم الرسول الكريم. الدين الإسلامي قادر أن يلبي كافة حاجاتهم.
أهل السنة يتابعون حل مشكلاتهم بالطرق السلمية والمشروعة والحوار
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته على الوحدة والأخوة قائلا: الأخوة والمساواة من تعاليم الإسلام، ونحن نفكر في الأخوة والوحدة. قال الله تعالى “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”. على الفرق والمذاهب التي تنتمي إلى الإسلام أن تحافظ على الوحدة وتجتنب من الاختلافات والطائفية.
يحاول الصهاينة وأعداء الإسلام أن يثيروا الفتنة بين المسلمين ويسيطروا على البلاد الإسلامية بإثارة الخلافات ليحفظوا أمن إسرائيل. علينا جميعا أن نكون حذرين ولا ننخدع بمؤامرات الأعداء ومخططاتهم.
وأكد خطيب أهل السنة على أهمية الأمن قائلا: الأمن والسلام هامان وضروريان. الأزمة الأمنية سبب لمعاناة الجميع. نحن مخالفون لجميع أنواع التطرف والعنف، ونعتقد أنها تنتج العداوة. المشكلات لا يمكن حلها بالعنف والتطرف، بل تشتد هذه المشكلات. نعتقد أن القانون والحوار أفضل طريق لحل المشكلات والوصول إلى كافة الحقوق. أهل السنة يواجهون مشكلات في المناطق المختلفة، وكل هذه المشكلات يمكن متابعتها من طرقها القانونية الصحيحة. نعتقد أن الحوار و الطرق المشروعة القانونية تعطي نتائج مفيدة. العلماء والمثقفون وعامة أهل السنة الذين يشكلون الأغلبية الثانية في البلاد متفقون على متابعة حقوقهم من الطرق القانونية.
الأروبيون لا يريدون حل المشكلات في العالم الإسلامي
وأشار مدير جامعة دار العلوم زاهدان إلى مؤامرات الأعداء في المجالات الثقافية قائلا: يريد أعداء الإسلام أن يخلعوا الحياء والإيمان من مجتمعاتنا من خلال برامج القنوات الفضائية. حضور الإمريكيين في بعض البلاد الإسلامية كأفغانستان لم يكن أبدا لأهداف اقتصادية وليس لصالح المسلمين، إنهم يريدون أن يطمسوا الثقافة الإسلامية من هذه البلاد وينشروا فيها ثقافة الفجور والخلاعة الأوربية. حرب الولايات المتحدة والتحالف الدولي في الشرق الأوسط بحجة مكافحة الإرهاب في الحقيقة جهود منهم لإشاعة الثقافة الغربية وتنفيذ أهدافهم في البلاد الإسلامية. إنهم يريدون أن يكون لهم موطئ قدم في البلاد الإسلامية ويسلطوا عملائهم على الشعوب الإسلامية مرة أخرى. لكن الأوضاع الراهنة تشير إلى أنهم لن يصلوا إن شاء الله إلى أهدافهم ولن يخدمهم التدخل العسكري للوصول إلى أهدافهم المشؤومة.
وتابع فضيلته قائلا: لوكان الغرب والأوربيون مخلصين في حل مشكلات المسلمين، لماذا لم يحلوا الأزمة السورية والعراقية بالحوار والمصالحة الوطنية وتأسيس حكومات شاملة؟ الأعداء بدل حل المشلات أثاروا الطائفية بين أتباع المذاهب المختلفة في المنطقة. هذه القوى رغم قدرتها على حل الكثير من الأزمات زادت في شدتها وحدتها. فعلى المسلمين أن يحلوا مشكلاتهم بأنفسهم وبالتعاون بينهم.
الهدف من اللقاء الطلابي هو التقريب بين المراكز الشرعية والجامعات الحكومية
وأشار خطيب أهل السنة في قسم آخر من كلمته إلى أهداف اللقاء المذكور، قائلا: الهدف من هذا اللقاء بين طلبة أهل السنة في الجامعات الحكومية مع علماء الدين هي المحبة والنصح إلى التقوى والتدين في سبيل الوحدة بين المراكز الدينية والجامعات.
واستطرد فضيله قائلا: نحن لا نفرق بين الشيعة والسنة ونوصي الجميع إلى التعلم، لكننا نخص أهل السنة بالذكر لأن غالبية أهل السنة يسكنون على الحدود، وبسبب ابتعادهم عن المركز يعانون من الأمية والتخلف التعليمي بالنسبة إلى المناطق الأخرى. لأجل هذا نوصيهم وننصحهم بالتعلم، وننصح الآباء أيضا أن يهتموا بهذه القضية وينفقوا لتعليم أولادهم. لأن المستقبل لأهل العلم والمتعلمين.
الإساءة إلى الرسول الكريم خطة غربية واسعة ضد الإسلام
وتابع فضيلة الشيخ مشيرا إلى الإساءة الأخيرة إلى الرسول الكريم قائلا: الإهانة الأخيرة في فرنسا إلى الرسول الكريم تقتضي صحوة المسلمين. هذه الحوادث إنذارات تطلب يقظة المسلمين. الإهانة إلى الرسول والقرآن الكريم من جانب الغربيين خطة يريدون من خلالها أن يقيسوا مدى صحوة المسلمين ووعيهم. صحوة المسلمين لا تظهر من خلال المظاهرات والمسيرات بل لابد من العمل على سيرة الرسول الكريم.
البرامج الهامشية في اللقاء الطلابي:
من البرامج الهامشية لهذا اللقاء إقامة ليلة المشاعرة التي قدم الطلبة فيها أشعارهم باللغة الفارسية والبلوشية. كذلك أقيم معرض للكتاب، وغرفة للصحافة، وحلقات للرد على أسئلة الطلبة الجامعيين حول موضوعات العقيدة والفقه والتاريخ، كما أقيمت جلسات خاصة لعلماء المناطق المختلفة مع طلاب تلك المناطق.