اليوم :28 March 2024

لا يمكن الفلاح بغير الإيمان والأعمال الصالحة والتواصي بالصبر والحق

لا يمكن الفلاح بغير الإيمان والأعمال الصالحة والتواصي بالصبر والحق

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في خطبته يوم الجمعة (6 جمادى الثانية 1436) بعد تلاوة سورة “العصر” إلى بعض المعارف والمفاهيم الموجودة في سورة العصر المباركة قائلا: هذه السورة من السور الهامة التي تشتمل على معاني شاملة. هذه السورة واسعة المعنى والهدى بحيث نقل عن بعض السلف قولهم: “لو أنزلت سورة العصر فقط لكانت كافية لهداية الناس”.

وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: الكثير من الصحابة عندما كان يلتقي بعضهم بعضا كانوا يتلون سورة العصر لتقوية إيمانهم والتذكير لوظائفهم. إن الله تعالى يحلف في هذه السورة بالعصر ليبين أهمية المطالب التي يبينها بعد ذلك.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد مشيرا إلى سباق وسياق سورة العصر قائلا: وقعت سورتا التكاثر والهمزة قبل وبعد سورة العصر. لقد حذر الله تعالى في سورة التكاثر من الإكثار في جمع الأموال والحرص عليها. الإنسان كائن يحرص على المزيد في أي مستوى كان. مع الأسف يوجد الحرص على المال والدنيا وزيادة العمر في فطرة الإنسان. أصحاب القوى والحكومات يفكرون في إطالة حدود سيطرتهم. الأغنياء يفكرون في ادخار المزيد من المال.
وتابع فضيلته قائلا: هذه النزعات موجودة في الإنسان حتى يدركه الموت؛ وهو لما يستعد له. وبدل السعي في جمع الحسنات والإيمان القوي والأخلاق العالية، كان وراء جمع الأموال والمناصب.
واستطرد فضيلته قائلا: أقسم الله بالعصر على أن البشر جميعا في خسارة. إن الله تعالى أكرم الإنسان أكثر من أي مخلوق آخر، وجعله خليفة له، وسخرت له البحار والبراري والسماء وسائر الخلق. هذا إكرام من عند الله تعالى. وفقا لهذه السورة للقرآن الكريم، البشر كلهم في خسارة إلا من كان متصفا بهذه الصفات الأربعة.
ثم أشار فضيلته إلى هذه الصفات الأربعة في الإنسان السعيد مؤكدا: بشر اليوم يدعي الحضارة والتطور، بينما يراه القرآن الكريم في خسران، إلا من كان فيهم هذه الصفات الأربعة: “الإيمان، والأعمال الصالحة، والتواصي بالحق والصبر”.
وأكد خطيب أهل السنة في زاهدان: يجب إصلاح الاعتقاد بالله تعالى. يجب أن يعتقد الإنسان المؤمن بوحدانية الله تعالى. يتضح من هذا أنه لا يوجد عمل أو اعتقاد أو أخلاق يبلغ مكانة الإيمان. الإيمان أعظم نعمة يجب أن يكون أساس ومحور تدين الإنسان.
وأشار مدير جامعة دارالعلوم إلى الصفة الثانية في وجود السعداء قائلا: يجب إصلاح الأعمال أيضا إضافة إلى الإيمان. العمل الصالح يشمل الصلاة والصوم والزكاة والحج والجهاد في سبيل الله تعالى والإيثار. التعامل الحسن مع كافة الناس والمعاملات الشرعية والتجنب من الرشوة وأكل مال اليتيم، والأخلاق الحسنة من أفضل الأعمال. الإنسان المؤمن يجب أن يحب لغيره ما يحب لنفسه، ويراعي حقوق الناس والحيوانات، ويعيش في أمن وسلام.
وأشار فضيلته إلى العدل كعامل منقذ للبشرية قائلا: التواصي بالحق من الوظائف الهامة؛ يجب أن نكون على الحق ونوصي غيرنا إلى الحق، والعمل عليه. عندما نرى إنسانا ليس على الحق نوصيه بالحق، ونأمره بالمعروف وننهاه عن المنكر.
ثم أشار فضيلته إلى الصبر كالصفة الرابعة في وجود السعداء قائلا: التواصي بالصبر والاستقامة والثبات، عامل للنجاة في الدين الإسلامي. يجب أن يصبر الإنسان تجاه المصائب والآلام والآفات. يجب أن يصبر على المسرات ولا ينسى الله تعالى، ويصبر عند المضرات. فالصبر نعمة عظيمة وواسعة، والصابر يسيطر على أهوائه وشهواته. ارتكاب المعاصي من نتائج فقدان الصبر.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: الجزع والفزع والضجيج عند المصائب من علامات فقدان الصبر. الذي يتكاسل في الصلاة فهو لا يصبر على الشريعة. إن الله مع الصابرين، وينزل رحمته على الصابرين. يجب الصبر على الإيمان والعمل الصالح ولا نعشق الدنيا.
المال الحرام يهلك الإنسان:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى المعاملات الربوية في المجتمع قائلا: عمت المعاملات الربوية في الأسواق في عصرنا. الآكلون للربا في حرب مع الله ورسوله. الربا أعظم معصية. الكثير يأخذون قروضا ربوية؛ الشخص الذي لا يستطيع أن يؤدي القرض، تزداد قروض أخرى عليه. هذه المعاملات كلها غير عاجزة، ولا تعتبر حيلا شرعية. بيع الأشياء يجب أن يكون بتراضي الطرفين.
وخاطب خطيب أهل السنة المصلين قائلا: لا تخلطوا أموالكم بالحرام، ولاتغذوا أولادكم بالحرام. أن يبقى أولادكم جياعا خير من أن تمتلئ بطونهم بالحرام. اكتساب الحلال عبادة. أكل الحلال، والصداقة، والأمانة، والديانة، صفات عالية أكد عليها الإسلام.
المنازعات الإقليمية تشدد أزمة البلاد الإسلامية:
وتطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، في قسم آخر من خطبته إلى الأوضاع الراهنة في العالم الإسلامي قائلا: مع الأسف حدثت صراعات في بعض البلاد الإسلامية. يُقتل المسلمون من الجانبين، وتدمر بلادهم؛ لا فرق أن تكون هذه النزاعات في اليمن، أو العراق أو سوريا أو ليبيا أو سائر البلاد الإسلامية.
وتابع فضيلته قائلا: مع الأسف في البلاد الإسلامية بدل التقدم والرقي والسلام والمحبة، يتصارع المسلمون بعضهم مع بعض. هذه الصراعات تكبد الأمة خسائر في الأرواح والأموال والتربية الدينية والمادية والثقافية ويتحملون أضرارا من الجهة الاقتصادية والسياسية والدينية.
واعتبر خطيب أهل السنة “الحروب والنزاعات” في البلاد الإسلامية سببا “للتخلف”، قائلا: الحروب والنزاعات تكون سببا لتخلف بلادنا، لأن الحروب المعاصرة التي تستعمل فيها أنواع من المعدات الحربية جوا وبرا، مدمرة جدا.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الأوضاع الراهنة في اليمن والعراق وسوريا قائلا: مع الأسف أوضاع اليمن والعراق وسوريا متأزمة ومتعقدة. الصراعات للدول الإقليمية شددت من الأزمة في هذه البلاد. كذلك القوى الاستعمارية وراء تشديد هذه الأزمة لحفظ منافع إسرائيل. القوى الاستعمارية ليست وراء الحل الأساسي لحل المشكلات، وبدل مكافحة العلة يكافحون المعلول.
وتابع مدير جامعة دارالعلوم زاهدان: ما لم تجلس دول المنطقة معا ولا تتفاهم معا، لن تحل الأزمات، بل تزيد شدة. الطريق الأفضل للخروج من الأزمات الإقليمية، هي الجلوس للحوار. الأزمات في المنطقة لا يمكن حلها بالهجمات البرية والجوية. أكدت على هذه النقطة مرارا أن الحروب تجر الحروب والعنف يولد العنف.
وأضاف فضيلته قائلا: لايمكن الوصول إلى السلام من خلال الحروب والصراعات المسلحة. المشكلات في المنطقة يمكن حلها من خلال الحوار وتأسيس حكومات وطنية وشاملة. على الدول وقادة العرب أن يجلس بعضهم مع بعض، وبدل الصراع والحرب يحلوا المشكلات بالحوار والتفاهم ودعوة كافة الأطراف إلى طاولات الحوار.
الشعب الإيراني دعم “الجمهورية الإسلامية” للعدل وإزالة التمييزات:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في القسم الأخير من الخطبة إلى مناسبة 12 من شهر فروردين (يوم الجمهورية الإسلامية)، قائلا: هذا اليوم في تاريخ إيران يوم حاسم، لجأ الشعب الإيراني إلى صنادق الرأي والاستفتاء في هذا اليوم وصوتوا للجمهورية الإسلامية بهدف النجاة من التمييزات في عهد النظام السابق وتحقيق المساواة والعدل والإنصاف.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: بناء على هذا نرجو من كافة المسئولين أن يسعوا في تحقيق الأهداف الإسلامية والعدالة الاجتماعية في المجتمع، لأن النظام تم تأسيسه بهدف تفنيذ العدل. نرجو أن يتحقق هذا العدل في المجتمع، ولا يبقى عند أحد من الشعب الإيراني سنة وشيعة قلق واضطراب، ويصل كافة الطبقات إلى حقوقهم المشروعة في ظل الإسلام.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات