- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

تشييع جثمان الشيخ “أحمد ناروئي” رحمه الله في زاهدان

تم تشييع جثمان الشيخ “أحمد نارويي”، نائب فضيلة الشيخ عبد الحميد، وأستاذ الحديث في جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، وأحد أبرز علماء أهل السنة في إيران، صباح يوم الثلاثاء 17 من جمادى الأولى 1435، بمشاركة أكثر من ثمانين ألف شخص، من محبيه وأهل العلم في ساحة المصلى القديم. كما شارك في التشييع عدد كبيرمن علماء المحافظات المختلفة للبلاد، خاصة المجاورة لمحافظة سيستان وبلوشستان.

في البداية قدّم فضيلة الشيخ “عبد الغني البدري” نائب رئيس جامعة دارالعلوم في الشؤون التعليمية، كافة المشاركين من أقصى المناطق المختلفة في هذا الحفل، معزيا الجميع وخاصة فضيلة الشيخ عبد الحميد  وإدارة جامعة دارالعلوم  زاهدان ومحبي الشيخ أحمد من الطلبة والأساتذة بهذا المصاب، وسأل الله تعالى أن يرفع درجات الشيخ الراحل ويلهم الجميع الصبر والسلوان.
ثم استمر الحفل بكلمة ألقاها فضيلة المفتي محمد قاسم القاسمي، رئيس دار الإفتاء وقسم التخصص في جامعة دار العلوم زاهدان. بعد تلاوة آيات حول الصبر والاستقامة، دعا فضيلته الجميع إلى الاستعانة بالصبر والصلاة في مثل هذه الأحوال.
ثم أضاف قائلا: الدنيا فانية وزائلة. هذه الدنيا ليست باقية وليست موضع قرار وعيش للأبد، بل الدنيا دار الامتحان، ونحن نمتحن فيها دائما، ولا بد أن نؤدي اختبارات عديدة.
 أضاف فضيلة الشيخ محمد قاسم: وفاة الشيخ أحمد رحمه الله تعالى خسارة كبيرة. عندما اطلعت على هذه الحادثة المؤلمة المريرة، شعرت بأني فقدت نصف جسدي. إن الله تعالى هو الذي يعطينا الصبر ويجعل تحمل هذه الخسارة سهلا لنا.
ثمّ قدم كل من الشيخ السيد “عبد المؤمن موسوي” أحد زملاء الشيخ أحمد في جامعة فاروقيه كراتشي، بالنيابة عن المعهد الديني للإمام الندوي وعلماء خراسان الجنوبية، والشيخ “شهاب الدين شهيدي” أستاذ الحديث في معهد أحناف العلمية في خواف، بالنيابة عن علماء هذا المعهد وسائر العلماء في محافظة خراسان الرضوية، تعازيهما إلى الشيخ عبد الحميد وأساتذة جامعة دار العلوم زاهدان وطلبتها وأسرة الفقيد رحمه الله.
في ختام حفل التشييع، قام فضيلة الشيخ عبد الحميد حفظه الله تعالى، وألقى خطبة بعد تلاوة قول الله تعالى “وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ» [آل عمران:144[ و قوله تعالى «وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ». اعتبر فضيلته وفاة الشيخ أحمد رحمه الله خسارة كبيرة وعظيمة. وأضاف قائلا: نحن نؤمن بآيات الله وسنن نبيه، ونعود إلى القرآن والسنة في كافة شؤون حياتنا. أرشدنا القرآن والسنة إلى الصبر والصلاة عند المصيبة، وأوصانا القرآن الكريم قائلا: «وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ».
وتابع بالقول: الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم عندما فقد سبعين شخصا من خيرة أصحابه في هضبة أحد، بينهم عمه حمزة سيد الشهداء رضي الله تعالى عنه، صبر على تلك المصيبة. البحث عن تعامل الصحابة وأهل البيت في وفاة الرسول التي كانت أعظم مصيبة في العالم البشري، يدل على صبرهم واستقامتهم. سيدنا الحسين رضي الله عنه رغم أنه فقد خيرة أهله وصحبه استمر في الصبر والاستقامة والنضال.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى بعض خصائص الشيخ أحمد رحمه الله، قائلا: الشيخ أحمد كان شخصا مفيدا نافعا، لديه صفات جيدة. لقد كرّس حياته لخدمة الناس وحل قضاياهم ومسائلهم. كان لديه مهارة كبيرة في حل النزاعات العائلية والقبلية. وفاته ستورد ضغوط كبيرة على جامعة دار العلوم زاهدان وزملائي في هذه الإدارة، لكن رجاءنا في الله كبير أنه لا يدعنا ولينصرن دينه.
 وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد: الشيخ أحمد كان شخصية مشفقة معتدلة، وكان يملك تخصصا عاليا وفهما واسعا في المسائل السياسية، بحيث كان يؤثر بتحاليله المعتدلة والواعية مسؤولين كبار كالوزراء ورئيس الجمهور. في زاهدان التي كانت مولده، كان محبوبا بين الجميع، وكانت بينه وبين المسؤولين علاقة جيدة وتعامل جيد. وكان يؤدي العمل الذي يفوض إليه بأحسن طريقة وبنجاح متميز.
وأضاف خطيب أهل السنة إلى علة حادثة وفاة الشيخ أحمد، قائلا: البحوث التي قام بها عدد من الأطباء في الطب الشرعي يدل على أن الشيخ أحمد توفي جراء حادثة المرور بسبب ضربة على الأضلاع والكبد.
في الختام، شكر فضيلة الشيخ عبد الحميد كافة العلماء البارزين لأهل السنة، خاصة الشيخ محمد يوسف حسين بور، الأمين العام لمنظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان، ومن أتوا من الأماكن البعيدة والقريبة للمشاركة في تشييع الجنازة.
 أقيمت صلاة الجنازة على الشيخ أحمد بإمامة الشيخ عبد الحميد حفظه الله، ونقل جثمانه بتشييع عشرات الآلاف من محبيه إلى مقبرة زاهدان.
في المقبرة تكلم الشيخ عبد الحميد والشيخ عبد الغني البدري بكلمات قصار. كما قرأ أحد أعضاء المجالس المحلية أيضا بالنيابة عن سائر الأعضاء رسالة تعزية.

صور عن مراسيم تشييع جثمان الشيخ الراحل: