- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

زعيم مسلمي أراكان: 20 ألف فروا إلى بنجلادش رغم إغلاق الحدود

طالب زعيم مسلمي “أراكان” في بورما بإرسال مراقبين دوليين إلى المنطقة للوقوف على ما تعرض له المسلمون من مجازر وعمليات قمع دموية تسببت في فرار أكثر من 20 ألف مسلم إلى بنجلادش المجاورة رغم إغلاق الحدود.
وقال الدكتور محمد يونس الموجود الآن في مدينة إسطنبول التركية بدعوة من رئاسة الشؤون الدينية للمشاركة بمهرجان “العالم الإسلامي يلتقي في إسطنبول”: إن الظلم الذي يمارسه البوذييون على مسلمي أراكان يتم بدعمٍ من حكومة ميانمار، وقد سبق أن تعرض مسلمو ميانمار لمجازر مماثلة.
وذكّر يونس بأن أحداث ميانمار بدأت في 3 يونيو الماضي وما تزال مستمرة حتى يومنا هذا، مندِّدًا يالصمت الذي تلتزمه الدول الغربية والإسلامية إزاء مسلمي أركان، في الوقت التي يقوم فيه البوذييون بانتهاك حرمات المسلمين واغتصاب نسائهم وقتلهم إضافة إلى الاعتقالات التعسفية التي تمارسها حكومة ميانمار على أبناء الطبقة المثقفة لمسلمي أركان.
وطالب يونس بإرسال مراقبين دوليين محايدين إلى المنطقة للتحقق من أعداد القتلى والمفقودين من أبناء مسلمي أركان، وأضاف قائلاً  في تصريح لوكالة أنباء الأناضول: “رغم إغلاق بنجلادش حدودها إلا أن أكثر من 20 ألف مسلماً لجئوا إلى بنجلادش جراء أعمال العنف الممارسة ضد مسلمي أركان ليرتفع عدد اللاجئين إلى بنجلادش إلى 500 ألف شخص”.
وكانت مصادر حقوقية قد أكدت أن عدد قتلى المسلمين في بورما قد وصل إلى 20 ألفًا بسبب الاعتداءات التي بدأت يونيو الماضي ضدهم من قبل المتطرفين البوذيين بتواطؤ مع السلطات.

أحوال اللاجئين في بنجلادش

وفي وقت سابق، أكد تقرير حقوقي أن مسلمي ولاية أراكان الواقعة غرب بورما يتعرضون لمجازر وعمليات قتل مروعة، بعدما تحولت المواجهات التي يشهدها الإقليم إلى حرب شاملة ضد المسلمين، فيما ترفض بنجلاديش المجاورة استقبال المسلمين الفارين من بورما.
ويظهر التقرير الذي أعده مجموعة من اللاجئين المسلمين في بنجلاديش حول وضع المخيمات واللاجئين أن عدد اللاجئين البرماويين المسلمين في بنجلاديش تجاوز 700 ألف لاجئ، المسجل منهم لدى وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة 30 ألف لاجئ فقط.
ولفت التقرير إلى أن بقية اللاجئين غير المسجلين حاليًا لا يتمتعون بالحماية من جانب المفوضية لأنهم وصلوا بعد توقف حكومة بنجلاديش عن منح مرتبة اللاجئ للروهنجيين المسلمين المهاجرين من بورما هربًا من قطار الموت الذي تقودة جماعة “الماغ” البوذية المتطرفة.
ويعتمد التقرير في كثير من فصوله على آخر تقارير منظمة أطباء لحقوق الإنسان التي تؤكد أن السلطات البنجلاديشية شنَّت حملات غير مسبوقة من الاعتقال التعسفي والطرد غير القانوني والاعتقال القسري ضد اللاجئين البورميين في محاولة واضحة لردع تدفق المزيد من اللاجئين الفارين من القمع، حيث تعتقل شرطة بنجلاديش وقوات الأمن وتطرد هؤلاء اللاجئين غير المسجلين عبر الحدود البورمية.
وأدى الاعتقال التعسفي والطرد القسري من قبل السلطات البنجالية إلى تقييد محاولات الخروج من المخيم غير الرسمي؛ ما دفع اللاجئين إلى تسميته بالسجن المفتوح؛ لأن اللاجئين يخشون مغادرة المخيم.
ويشير التقرير إلى أن عشرات الآلاف من اللاجئين البورميين غير المسجلين في المخيم المؤقت في بنجلاديش لا يستطيعون الحصول على المعونات الغذائية، وأن 25% من الأطفال يعانون من حالات سوء التغذية الحادة، وأن 55% من الأطفال ما بين 6- 59 شهرًا يعانون الإسهال، وأن 95% من اللاجئين يقترضون ويتسولون ليأكلوا.
ويؤكد التقرير أن السلطات البنجلادشية تعرقل المعونة والإغاثة الإنسانية الدولية التي تصل إلى هذه الفئة من اللاجئين غير المسجلين، ويضيف التقرير أن السلطات البنجلاديشية اعتقلت 4 موظفين بنجلاديشين من منظمة إنسانية دولية بتهمة تقديم المساعدة إلى اللاجئين غير المسجلين.

رهبان بورما يمنعون وصول المساعدات للمسلمين

من جهة أخرى، كشفت صحيفة إندبندنت البريطانية عن إصدار الرهبان البوذيين في بورما كتيبات تدعو إلى نبذ مسلمي الروهينجا، ووصفتهم بأنهم وحشيون بطبيعتهم ومنعت وصول المساعدات الإنسانية لهم، مؤكدة أنها تخطط لإبادة جماعات عرقية أخرى في البلاد، الخطوة التي صدمت العديد من المراقبين الدوليين.
وأشارت الصحيفة إلى اتهام الرهبان، الذين لعبوا دورًا حيويًا في النضال ضد المسلمين في بورما في الآونة الأخيرة، بعملهم على تأجيج التوترات العرقية في البلاد من خلال دعوة الناس إلى التنكر للمسلمين الذين عانوا منذ عقود من سوء المعاملة.
وقال كريس ليوا مدير مشروع أراكان وهي منظمة غير حكومية في المنطقة: في الأيام الأخيرة، قام الرهبان بدور قيادي في فرض الحرمان على المسلمين ومنع وصول المساعدات الإنسانية لهم، وذلك بدعم من قبل السياسيين.
وأكد ليوا أن عضوًا في وكالة إنسانية في سيتوي لي، قال له: إنه تم نشر بعض الرهبان قرب مخيمات النازحين المسلمين، من أجل التحقق من الزائرين الداخلين إلى المخيم الذين يشتبه في حملهم مساعدات للنازحين.
واندلعت الأحداث عندما تعرضت امرأة بوذية في شهر يونيو الماضي لاغتصاب جماعي قبل قتلها، واتهمت الشرطة البورمية 3 مسلمين في هذه الجريمة، الأمر الذي أثار غضب البوذيين في بورما فهاجموا منازل الروهينجا  المسلمين.
وفي تقرير لعمال الإغاثة حول التهديدات المستمرة والتدخل من قبل الجماعات المحلية القومية والدينية، أكد رفض بعض الأديرة في موانجداو وسيتوي إيواء المشردين المسلمين وقبول المساعدات الدولية، زاعمين أن هذه المساعدات منحازة لصالح مسلمي الروهينجا.
وتعجبت الصحيفة من رد فعل الرهبان وأعضاء حركة الديمقراطية تجاه أعمال العنف الأخيرة، خاصة أن الرهبان لعبوا دورًا حاسمًا في مساعدة المواطنين الضعفاء، من ضحايا إعصار نرجس عام 2008م بعد أن رفض المجلس العسكري الحاكم المساعدة الدولية.

المصدر: وكالات