- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

نظرة إلى حياة الشيخ عبد الوهاب الداغستاني رحمه الله

المولد والمنشأ: في داغستان الإسلامية، بين الجبال الشاهقة في أرض قوقاز الإسلامية، أرض المجاهدين وعرين الأسود والأبطال، أرض الإمام شاميل وأصحابه الذين لم يتحملوا انفضالهم عن هيكل الأمة الإسلامية، وصمدوا أمام قوى الروس لمدة ثلاثة من العقود بأيدي فارغة، يقاتلون فيقتلون ويقتلون، ولم تزل أعلام جهادهم وقتالهم مرفوعة في تلك البلاد. وأحفاد أبطال الأمس في جبال قوقاز يسقون شجرة الإسلام الطيبة بدمائهم الطاهرة الزكية.
ولد في هذه البلاد المربّية للمجاهدين في قرية “عينوربي” أو”عيمكي” طفل سماه أبواه بـ “عبد الوهاب”.
كان “عبدالوهاب” أول مولود في الأسرة. كان والده “سليمان” من صلحاء القرية، ووالدته “فاطمة” إمرءة غيورة لم تأل جهدا في تربية وتعليم إبنه “عبد الوهاب” وأختيه.
لما بلغ “عبد الوهاب” السابع من عمره، علّمه والده امتثالا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم “مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع”، أركان الإسلام الخمسة والإيمان وعلمه كيفية الصلاة. كان رحمه الله يتحدث عن أثر هذه التربية الإسلامية ويقول: “لا أذكر منذ أن بلغت الرشد، وعرفت نفسي وأنا ابن سبع، أن تفوتني صلاة واحدة. ربما تساهلت في أداء صلاة نظرا إلى الطفولة، ولكن ما فاتتني صلاة”.
ثم أخذه والده لما بلغ الثامنة إلى مدرسة شرعية في القرية التي كانوا يسكنونها، ليتعلم العلوم الشرعية والإسلامية، ويتمتع الإبن بالنعمة التي حرم منها الأب.
وكان من قدرالله تعالى أن يحرم هذا الطفل من عطوفة الأب، فقد توفي أبوه “سليمان” وهو في الثامن من عمره، وودّع زوجته وابنه وبنتيه مع أوزار من الهموم والمشكلات، ليواصلوا عيشهم في الوحدة وتحمل المشاق.
كان “عبد الوهاب” مع صغر سنه، ذكيا مليئاَ بالنبوغ والاستعداد الذاتي. ولقد أنهى دراسة القرآن الكريم، وقد درس بسرعة غريبة مقدمات العلوم الإسلامية والعربية، وقد شجعته الوالدة، مستخدمة كافة وسائل الحث والتشجيع ليواصل ابنها دراسة العلوم الإسلامية، وليملأ مكان الأب الفارغ في حياتهم العائلية.
لقد ازدهرنبوغ “عبد الوهاب” وذكائه، فقد تعلم خلال أربع سنوات الدروس الإبتدائية كالنحو والصرف، وكذلك الفقه واللغة.
فقد “عبد الوهاب” والدته وهو في الثانية عشرة من عمره. وبوفاة الوالدة ألقيت على كاهله مسئولية كبيرة، وهي رعاية أختيه الصغيرتين، لذلك قرر فجأة أن يترك الدراسة ويقبل على العمل. لكن نصحه أقربائه وخاصة أعمامه بمواصلة الدراسة وأرسلوه مرة أخرى إلى المدرسة. مع ذلك كان يضطرفي العطلة وفي بعض الأوقات بترك الدراسة والعمل ورعي الأبقار للحصول على لقمة العيش. فلم تكن لديه استطاعة مالية لشراء الكتاب، وكان يستعير الكتب من زملائه ويقرأ أثناء العمل ثم يردها.

أساتذة الشيخ عبد الوهاب ومشائخه:

لقد تلمذ على كثير من علماء ومشائخ داغستان، من أبرزهم الشيخ “عبدالرزاق الخرقي”، مؤلف كتب كثيرة كالفتاوى الخرقية في أربع مجلدات [طبعت في داغستان ومصر]. كان الشيخ رحمه الله تعالى شخصا متواضعا ومتبحرا في العلوم النقلية والعقلية والكلام. كان رحمه الله يهتم بـ”عبد الوهاب” وتعليمه اهتماما خاصا، ويلقبه بسبب تبحره ومهارته في النحو والصرف والتراكيب النحوية بـ “سيبويه”، وكذلك كانوا يلقبونه بـ “مجنون”، لأنه كان يحفظ ديوان المجنون المشتمل على أكثر من ألف بيت من الشعر.
وكذلك حفظ الكثير من الدواوين الشعرية، وتبحر في ترجمة لغاتها وتبيينها.
والشيخ الآخر الذي كان يذكره الداغستاني كثيراَ وكان من أقاربه، هو الشيخ “عبدالقادر آخوند الداغستاني”. كان يقول عنه: “لما بلغت السابع أو الثامن عشر من عمري، زرت في يوم من الأيام الشيخ عبد القادر. في ذلك الوقت كنت مشتغلا بقراءة مختصر المعاني في علوم البلاغة وكتب أخرى، فسألني عبد القادر ماذا تفعل؟ قلت أدرس في بعض الأوقات وأحيانا اضطرّ إلى العمل للمعاش”.
ولقد كان الشيخ “عبد القادر آخوند” أتم دراسته وطلب من “عبد الوهاب” أن يدرس عليه وطلب أيضا من الذين جعلوه كمدرس عندهم، أن يدفعوا نفقة “عبد الوهاب” وأخيه “ابراهيم”. هكذا استطاع “عبد الوهاب” أن يبقى عند الشيخ “عبد القادر” ويدرس سنوات عديدة عليه.

الثورة الشيوعية وأثرها في حياة الشيخ عبد الوهاب:
عندما كان “عبد الوهاب” في الخامسة عشر من عمره قامت ثورة روسيا الشيوعية، واضمحلت سلطة القيصرية بعد قرون، ونشبت آثارها السيئة شيئا فشيئا كافة نواحي روسيا والجمهوريات في آسيا الوسطى. ووسّع الشيوعيون دائرة قوتهم ونفوذهم بالتطميع وإثارة الشعوب بعضهم ضد بعض. وبالقوة العسكرية في المناطق التي وجدوا في أهلها مقاومة، خاصة في الجمهوريات الإسلامية.
كانت “داغستان” ومناطق “قوفاز” من آخر المعاقل وحصون  المقاومة الإسلامية التي احتلها الشيوعيون، حيث كانت اللغة الرسمية في “داغستان” اللغة العربية، والمحاكم والمدارس الإسلامية والعربية منتشرة في أنحاء البلاد حتى 1930من الميلادي.
لقد علق الداغستانيون آمالهم بدعم الدولة العثمانية. ولقد أثار العلماء نوايا الجهاد بفتاويهم، وقدموا شهداء كثيرين في سبيل الاستقلال. بعد مرور عشر سنوات من اقتدار الشيوعية، وبعد وفاة الكثير من القادة والعلماء أو مقتلهم، قام الشيوعيون بتوطيد أركان سلطتهم، فعطّلوا المدارس الدينية، ولم يبق أمام العلماء سوى أحد الخيارات الثلاثة: إما المقاومة والجهاد، حيث قاوم الكثيرون من العلماء ضد الشيوعية بأقل الإمكانيات والآلات والمواد الغذائية، فاستشهدوا. وإما التعاون مع المدارس الحكومية. وإما الهجرة قسرا وكرها، خاصة إذا وجهت أصابع الإتهام إلى أحد منهم.
ومع هذه الظروف لم يكن البقاء نافعا لأهل العلم ولا للشعب، فهاجر العلماء إلى الأقطار الإسلامية. هذه الظروف الشديدة لم تمنع الشيخ “عبد الوهاب” من طلب العلم، بل كان يذهب في الخفاء إلى العلماء ويتلمذ عليهم، حيث أقام في الطابق الأرضي من مسجد لمدة شهرين، وانتفع من سماحة أحد الأساتذة والمشائخ. لكن لماعلم الشيوعيون بذلك ترك المكان.
الظروف السيئه والتعامل السيء للشيوعية مع العلماء في “داغستان” واعتقال العلماء ومطاردتهم، كان السبب في أن يفكر كل واحد من “عبد القادر” و”عبد الوهاب” في الهجرة إلى البلاد العربية، لكن أبتلي الشيخ “عبد الوهاب” بمرض قبل السفر واحتاج إلى أن يبقى أيام لعودة العافية والسلامة الجسمية إليه، وإضافة إلى ذلك كان مطاردا من قبل الشيوعيين. وأشار الشيخ “عبد الوهاب” على السائرين أن يسافروا فهو يلحق بهم بعد العافية. يقترح رجل اسمه “محمد” أن يذهبوا إلى منطقة “تركمن صحراء” في ايران، ثم يهاجروا من هنا إلى إحدى البلاد العربية. لذلك يتجهون نحو إيران، وبعد خمسة أشهر يلتحق بهم الشيخ “عبد الوهاب” مع شخص اسمه “محمد” سنة 1310هـ ش (سنة 1350 من الهجرة النبوية تقريبا) في “تركمن صحراء”.
بعد مجيء الشيخ “عبد الوهاب” يشير أحد الأشخاص المعروفين في المنطقه اسمه “قلجان” والذي كان يقوم بإيواء المهاجرين في مدرسته وكان يقيم في شرق “تركمن صحراء” في منطقه حدودية تسمّى بـ”حصارجه” أن يبقى الشيخ “عبد الوهاب” في مدرسته كمدرس.
ينتقل الشيخ عبدالوهاب وأصحابه إلى قرية “جليداغ”، فلما اطلع أهل المنطقة أن هؤلاء الشباب يملكون علما ومعرفة، يقررون أن يحتفظوا بهم في منطقتهم، ويزوجونهم ليكون الزواج سببا لبقائهم في المنطقة وسببا للتقدم العلمي والديني للمنطقة.
بعد سنتين من التدريس في “حصارجه” في “جرغلان” جاء الشيخ “عبد الوهاب” رحمه الله إلى “جليداغ” وبطلب أهل “غوغلان” من توابع مدينة “كلاله” (في محافظة كلستان، شمالي إيران) ارتحل إلى قرية “كوركر اورجنلى” وأسس مدرسة دينية، واشتغل فيها لسنوات بالتدريس والتوعية وتوجيه الناس، واغتنم أهل المنطقة وجود هذا العالم لأنفسهم، حيث أخذوا أبنائهم إلى هذه المدرسة للتعلم ودراسة العلوم العربية والإسلامية.

سلطة رضا خان عميل بريطانيا:
كان “رضا خان” عميلا للإنكليز، واختيرخاصة لتنفيذ برامجهم ومؤامراتهم في ايران. تولى “رضا خان” القدرة سنة 1305هـ.ش، بعد الإطاحة بالحكومة والجيش، والابتعاد عن العلماء، وبعد جولته في تركيا يريد تنفيذ مشروع “أتاتورك” لإزالة مظاهر الدين وشعائره من المجتمع، ويصدرحكم السفور وخلع الحجاب وغيرها من الأحكام المضادة للدين، ويجاهر بمخالفة العلماء.
المهاجرون من “داغستان” عندما يرون تدهور الأوضاع في إيران، لا يرون باعثا للبقاء فيها، لأنهم هاجروا لأجل الحفاظ على الدين من “داغستان”، وكانوا يتحملون أوجاع التغرّب وآلامه.
لذلك عزم الشيخ “عبد الوهاب” ورفاقه أن يهاجروا إلى العراق، فهاجروا إلى العراق وأقاموا لمدة خمس سنوات في “سليمانية”، ثم أقام سنتين في منطقة الأعظمية في بغداد.
خلال هذه المدة تعرف علماء العراق على مكانة الشيخ “عبد الوهاب” العلمية، لذلك اقترحوا عليه التدريس.
وكان من تلاميذه في مدة تدريسه في العراق، “عبدالسلام عارف” الذي كان طالبا نشيطا ثم أصبح في أوائل الستينيات رئيس الجمهورية في العراق لسنتين.
في 1321 هـ.ش، بعد تنحية رضا خان وإلغاء القوانين المضادة للدين من جانب الدولة الجديدة وتحسن الأوضاع، قررالمهاجرون العودة إلى إيران.

تجدد النشاطات وتأسيس مركز ديني جديد:
كان الناس في “تركمن صحراء” يغمرهم الفرح والسرور عندما سمعوا بعودة الشيخ “عبد الوهاب” وأصحابه، وتجمعوا لاستقباله في “أيدرويش” (مدينة “كلالة” الحالية)، واستقبلوا الشيخ وأصحابه استقبالا حارا، وأخذوا الشيخ “عبد الوهاب” إلى موطنه، قرية “كورلر اورجنلي”، ويبدأ الشيخ رحمه الله نشاطه التعليمي والتوجيهي في المدرسة القديمة، ويقصده الطلبة من النواحي المختلفة من “تركمن صحراء”.
ثم فوض رحمه الله مدرسة “كورلر اورجنلي” إلى تلامذته بعد أكثر من عشرة سنوات من التدريس، وانتقل هو بطلب من أهل المنطقة الحدودية “كرندي” وضواحيها ليؤسس في ذلك المكان مركزا علميا جديداً, لینتفع ببرکة علمه هذا الجزء من “تركمن صحراء”.
ثم وجه علماء منطقة “كنبد كاووس” دعوة إلى سماحته للتدريس في مدارس “كنبد كاووس” الدينية، واشتغل رحمه الله خلال 1334 حتى 1368 هـ.ش (حوالي عام 1375 إلى 1410 من الهجرة النبوية) في المدارس المختلفة في مدينة “كنبد كاووس”، وخلال هذه السنوات تخرج عليه من العلماء الذين يواصلون مهنة التدريس وتوجيه الناس في المنطقه.
وكان رحمه الله دائما يقول: “لقد هاجرت لأجل الدين من داغستان وأوقفت عمري لأجل الدين، وأريد أن استمر في هذه الطريقة إلى آخر العمر”.

تأسيس دار العلوم سعدية في اورجنلي:

نظراَ إلى حرمان المنطقة وإصرار أهل “اورجنلي” من توابع مدينة “كلالة” على الحضور وإحياء المدرسة الدينية في المنطقة، قرر فضيلته تفويض مدرسة “محمدية كنبد” إلى تلاميذه الخريجين، وأهل “اورجنلي” وضواحيها استقبلوه بإعطاء قطعة أرض وتأسيس مبنى المدرسة والمسجد استقبالاَ جيداَ. ومنذ سنة 1368 (1410 من الهجرة تقريبا) إلى الآن تواصل مدرسة “سعدية اورجنلي” بعد مرور سنوات من وفاة الشيخ رحمه الله نشاطها الديني والتربوي، بإشراف أبناء الشيخ وتلامذته.

الوضع العلمي في “تركمن صحراء”:
عندما هاجر الشيخ “عبد الوهاب” رحمه الله تعالى إلى “تركمن صحراء”، كان الوضع العلمي في هذه المنطقة سيئا، بحيث لم تكن توجد في أنحاء هذه المنطقة الواسعة مدرسة دينية واحدة تدرس فيها كافة العلوم الإسلامية، ولا عالم واحد يبلغ هذا المستوى من العلم، وقد تعلم عدد قليل بعض العلوم فى المستوى المبتدي في “خيوه” وكانت بضاعتهم مزجاة في العلم.
في هذه الأوضاع السيئة وانحطاط المستوى العلمي في المنطقة، لقد أرسل الله هؤلاء العلماء كهدايا قيمة من “داغستان”، ليقيموا ثورة علمية وتطورا دينيا واعتقاديا في قلوب أهل هذه المنطقة، وهكذا كانت، فمعظم المدارس النشيطة في “تركمن صحراء” متفرعة من مدارسهم، وأكثر العلماء في المنطقة تلامذة الشيخ “عبد الوهاب” والشيخ “عبد القادر آخوند” رحمهما الله تعالى.

الوضع الاعتقادي والديني في “تركمن صحراء”:
العلم والمعرفة أساس الإعتقاد الصحيح، وأينما سادت الجهالة، تنمو الخرافات والانحراف الإعتقادي، كالجراثيم التي تكثر في المكان الملوث، وتزول في المكان الطاهر.
“تركمن صحراء” لم تكن غائبة عن هذه القاعدة، في غياب العلماء والمفكرين.
احتلت الخرافات، وعبادة الأموات، والسحر، والتعاويذ الشركية، مكان الإعتقاد الصحيح المبتني على الكتاب والسنة.
كان الشيخ “عبد الوهاب” رحمه الله الذي يرغب في المطالعة، سعى أن يتقدم بالمستوى العلمي للعلماء، مقدمة لمحاربه العقائد الباطلة وتفهيم الإعتقاد الصحيح.
وقد دعا الناس مستدلا بالأحاديث والآيات وأقوال العلماء والمجتهدين إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة واعتقاد السلف الصالح، وبذل جهودا وتحمل مشقات كثيرة في هذه السبيل، وقد أخرج من المدرسة التي كان يدرس فيها، لكنه استمر في محاربته للبدع والخرافات، إلى أن تاب الكثيرون وأظهروا الندامة. وببركة همة الشيخ وإخلاصه ترسخ الاعتقاد الصحيح في المنطقة.

تصانيفه:
لقد خلّف الشيخ رحمه الله كتبا ورسائل كثيرة لما تطبع، إلاّ كتاب “الرشاى الخلق إلى سبيل الحق” الذي طبعته الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
كذلك ألّف في آخر حياته كتاباَ اسمه “قتلة الأطفال” حول حوادث الحرب العراقية الإمريكية ومجازر الشعب العراقي.

انهيار الاتحاد السوفياتي والعودة إلى موطنه الأصلي:

انهارت الإتحاد السوفياتي الشيوعي، هذه الشجرة الخبيثة بكافة هتافاتها الرنانة ودعاويها الكاذبة، واجتثت لتلحق بمجاهل التاريخ، سنة 1991، وكانت كما قال الله جل وعلا في محكم تنزيله: “ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار”، وكبتت هذه القوة كما كبت الذين من قبلهم، وكانت مصداقا لقول الله تعالى “إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم”.
وبذلك تمهدت للمهاجرين فرصة العودة، واغتنم الشيخ رحمه الله هذه الفرصة وأراد أن يقوم بالمسئولية التي حرمت منها منذ سبعين سنة من الحكم الشيوعي، وهي إنذار العشيرة والأقارب قبل الوفاة، وينوّر بصره برؤية الوطن والأقارب.
فهاجر رحمه الله في أواخر الربيع سنة 1371 من الشمسية (عام 1412 من الهجرة) مع نجله الأكبر “عبد الله” إلى “داغستان”.
خلال المدة القليلة التي أقام هناك، بدأ يرشد الناس ويدعوهم إلى دينهم ويوجههم نحو هويتهم الإسلامية.

الوفاة:
توفي الشيخ “عبد الوهاب” رحمه الله تعالى بعد عمر طويل قضاه في خدمة الدين والشريعة، وبعد العودة إلى وطنه “داغستان” الأبية، وبعد معاناته من مرض الكبد، وبعد تحمله المشاق وبذله الجهود الكثيرة في سبيل إحياء العمل بالكتاب والسنة، في السادس من ربيع الاول 1413، عن عمر يناهز 93 عاما.
رحمه الله تعالى، وأسكنه فسيح جناته.