- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

الشيخ عبد الحميد: مراعاة الحرية المصرّحة بها في الدستور، تصون بلادنا من الاضطرابات الموجودة في البلاد الأخرى

molana_23اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، مراعاة الحرية المصرّحة بها في الدستور، ضمانا لحفظ البلاد من المشكلات والاضطرابات التي يواجهها الكثير من البلاد الإسلامية في الشرق الأوسط.

واستطرد فضيلته متفائلا بمطالبات التغيير والثورات في الشرق الأوسط: العالم يشهد ثورات وتغييرات، وإننا نتفاءل أن تأتي هذه الثورات والتغييرات بالخير، ونأمل فيها الخير والصلاح للامة الإسلامية، وأن تستعيد الأمة حريتها وكرامتها.
وأشار فضيلة الشيخ إلى الحرية كأحد الضرورات لحياة البشر قائلا: مهما بلغ بالبشر التقدم والرقي لكنه لن يكون هادئا ساكنا حتى يمتلك الحرية، لأن الحرية من ضرورات العيش ومن لوازم حياة البشر، وقد خلق الله تعالى البشر أحرارا ومنحهم الاختيار.
وتابع فضيلة الشيخ قائلا: إن الجميع في الشرق الأوسط يطرحون الحرية وإن النداءات والمطالبات بالحرية موجودة على ألسنة الجميع، وأن يوفّر لهم رؤساء هذه البلاد الحرية، والشعب المصر ي والتونسي يحتفلون بحريتهم.
واستطرد فضيلة الشيخ مشيرا إلى القضايا الموجودة في إيران قائلا: الأهم للشعب الإيراني هو الدستور الذي هو ميثاق وطني للشعب، ولقد دوّن هذا الدستور لجميع الشعب، ونحن نعتقد أن هذا الدستور وإن كان بعض مواده تحتاج إلى الإصلاح والتغيير ولكن إن تم تنفيذه بشكل صحيح وكامل يحل الكثير من المشكلات الموجودة في البلاد، لأن سلامة البلاد والوحدة الوطنية هامة للجميع.
وأشار فضيلة الشيخ إلى مراعاة الحرية المصرّحة بها في الدستور كضمان للبلاد من الأزمات قائلا: إن المادة الثانية عشرة من الدستور لقد صرحت بالحرية لأتباع المذاهب المختلفة، وإن صرّحت بأن المذهب الرسمي للبلاد هو الجعفري الإثنى عشري، وكذلك الدستور لقد صرح بحرية الرأي والتعبير، وحرية الصحافة والإعلام والأحزاب، فإن روعيت هذه الحريات وتمكّن الشعب من انتقاد المسؤولين يُتوقّع أن لا تتوجّه الأزمات والاضطرابات الموجودة في البلاد الأخرى إلى بلادنا.
وأضاف قائلا: إن أهل السنة في إيران يواجهون التمييز، إضافة إلى الضغوط التي تُفرَض عليهم في الشؤون المذهبية، ولو روعيت المادة الثانية عشرة من الدستور لتحلّ كثير من المشكلات التي نعاني منها.
وأكد فضيلة الشيخ على ضرورة حل الأزمات بسعة الأفق وفتح أبواب الحرية على الشعب قائلا: أعتقد أن الاعتقالات والإلقاء في السجون ليست الحل للمشكلات والأزمات، بل حل كافة هذه الأزمات في سعة الأفق وفتح مجال الانتقاد  وإعطاء الحرية للشعب.

وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في الخطبة الأخرى بعد تلاوة آيتي “وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا” و”لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ” إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم: إن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم هي أعظم سيرة في العالم، وإذا أردنا أن تكون لنا دراسة كاملة لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب أن نرجع إلى القرآن الكريم، فالقرآن الكريم هذه الرسالة السماوية الخالدة، صورة كاملة لسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، لذلك عندما سئلت عائشة الصديقة عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت: “كان خلقه القرآن”.
وأضاف فضيلته: كان رسول الله عاملا بجميع ما في القرآن، ولم يكن غافلا عما جاء في هذا الكتاب العظيم. لأجل هذا من أراد أن يطالع كتابا في السيرة وشمائل الرسول، فليبحث سيرته في القرآن، فلم يستطع كاتب مهما كان بارعا وماهرا في كتابته أن يؤدي حق الكتابة في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن كل كتاب من  كتب السيرة تطرق إلى زاوية من زوايا السيرة، ولكن نستطيع أن نقول بأن القرآن قد أحاط بجميع جوانب السيرة، فعلينا أن نرجع إلى القرآن ونعمل بما جاء فيه.
واعتبر فضيلة الشيخ، التفرّق الموجود في العالم الإسلامي والمشكلات التي يواجهها الأمة نتيجة ابتعادهم عن السنة والسيرة قائلا: إن العزة التي كان يملكها المسلمون في الماضي كان بسبب التزامهم بالسيرة وما جاء في القرآن، والمشكلات التي يواجهونها اليوم من التشتت والتفرق والانشقاق هي نتيجة ابتعادهم عن تعاليم القرآن الكريم وسيرة خير المرسلين.
وتابع فضيلته: لا شك أن المشكلات والأزمات موجودة في جميع أنحاء العالم ولكنها كثيرة في العالم الإسلامي وخاصة في الشرق الأوسط، ومن المؤسف أن كثيرا من الخبراء يبحثون عن جذور هذه الأزمات وأسبابها في مواضع أخرى ونسوا أن ابتعاد هذه الأمة من تعاليم القرآن والسنة هو السبب الرئيسي لهذه الأزمات، والأمة إن أرادت مجاوزة هذه المشكلات وأن يعبر من هذه الأزمات ويملك كلمة مسموعة في العالم، فعليه أن يعود إلى أصله ودينه وثقافته.