- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

الشيخ عبدالحميد: لصلاة الجمعة مكانة خاصة عند السّنّة، وعدم الاكتراث إليها سبب لمشكلات في “تايباد”

molana_14تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان في خطبة هذه الجمعة إلى بيان أسباب المشكلات التي حدثت في الأسبوع المنصرم في مدينة “تايباد” ذات الأغلبية السنّيّة، قائلا: نحن نعتقد أن المسؤولين لو لاحظوا الفرق الموجود بين صلاة الجمعة لأهل السنة وصلاة الجمعة للشيعة في البلاد وأدركوا أيضا الفرق بين خطباء الشيعة والسنة، لما حدثت تلك المشكلات في مدينة “تايباد”.

وأضاف فضيلة الشيخ مشيرا إلى الفرق بين أئمة وخطباء الجمعة بين الشيعة والسنة قائلا: علينا أن ندرك أن هناك فرق بين صلاة الجمعة عند أهل السنة والشيعة، ويجب مراعاة هذا الفرق؛ فأهل السنة في مدنهم يختارون لإمامة الجمعة من يتمتع بشعبية أكثر، ومن يثقون به، ومن هو صاحب كلمة نافذة فيهم من العلماء، والمسؤولون في الماضي كانوا يحترمون هذا الانتخاب، والشعب لا ينتخبون إلا من يرونه أهلا لإمامتهم.
وتابع قائلا: ثم هؤلاء الأئمة عند أهل السنة نرى أن أكثرهم من مؤسسي الجوامع التي يقيمون فيها صلاة الجمعة، حيث يقتدي الناس بهم ويجمعون التبرعات فيقيمون بتأسيس الجوامع، لذلك ليس من السهل تحميل خطيب وإمام للجمعة بدل الإمام المرضي المنتخب عندهم. فالواجب مراعاة حقوق المصلين السنة واختيارهم فعدم مراعاة حقوق المصلين يأتي بالمشكلات.
وتابع فضيلته قائلا: إن صلاة الجمعة عند أهل السنة تغلب عليها الصبغة العبادية، وقلما تطرح القضايا السياسية في صلاة الجمعة لأهل السنة بخلاف صلاة الجمعة عند الشيعة، فالصبغة السياسية فيها غالبة على العبادية.
ولما أن الجهة السياسية تغلب على صلاة الجمعة للشيعة، وجوامعهم تؤسس من قبل المؤسسات الخيرية، فلا تحدث مشاكل في استبدال خطيب شيعي بخطيب شيعي آخر من قبل الدولة، ونرى كيف يتبدل الخطباء في جامع واحد. ورجاءنا من المسؤولين أن يراعوا هذه الأمور في حل قضية “تايباد” ويبادروا إلى الدراية والتدبير في حله، فهذ القلق لا يخص أهل السنة في “تايباد” بل يعم  جميع أهل السنة.
وتابع فضيلة الشيخ: أهل السنة يهتمون أكثر بإقامة الجمعة لكونها عبادة مفروضة، وصلاة الجمعة عند أهل السنة لم تبدأ بعد الثورة، بل لها تاريخ عريق عندهم، فكنا نقيم الجمعة قبل الثورة في الجامع العزيزي بإمامة الشيخ عبد العزيز رحمه الله، وكان يصلي عدد كبير من الناس ويداومون عليها.
وأكد فضيلة الشيخ في النهاية على ضرورة مراعاة الحقوق المذهبية لأهل السنة قائلا: أنصح جميع الدول والأنظمة سنية كانت أم شيعية بعدم التدخل في القضايا المذهبية للأقليات، فإن التدخل في مثل هذه القضايا يأتي بالكثير من المشكلات، والشعوب لديهم حساسيات زائدة بالنسبة إلى أمورهم المذهبية.
وأشار فضيلة الشيخ إلى مضايقات بعض المتطرفين وفرض سلائقهم الشخصية في المنع من إقامة الصلاة في المنازل قائلا: ربما نشهد أن عناصر من المتطرفين يقومون بمضايقة المصلين السنّة في منازلهم، فإن عدم تحمل هذا القدر من ممارسة عبادة في المنازل دليل واضح على أنهم لا يستطيعون تحمل الغير.
وأضاف قائلا: نحن نعتقد بالتعايش السلمي لكافة المواطنين جنبا إلى جنب، وشكوانا التي نصرّ عليها أننا لن نقبل التدخلات في مذهبنا وعباداتنا.
وتابع قائلا: إن أهل السنة يشكلون الأكثرية في العالم الإسلامي ولكننا دائما نوصي البلاد ذات الأغلبية السنية بمراعاة حقوق الأقليات الشيعية فيها وعدم ممارسة التمييز ضدهم، كما نوصي المسؤولين الإيرانيين بمراعاة حقوق أهل السنة.

جدير بالذكر ان السلطات الإيرانية أمرت الشيخ “محمد موحد فاضلي” إمام وخطيب السنة فيها بالتنحّي عن منصبه وجاؤوا بشخص أخر كإمام لأهل السنة لم يرضوه الناس، فقاموا بالاحتجاج على هذه المبادرة وقامت القوات الأمنية باعتقال العشرات منهم كما قاموا باستدعاء الشيخ فاضلي إلى مشهد ولم يتّضح مصيره حتى الآن.