- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

رئيس الحكومة الفرنسية يعد بمحاربة الأعمال المعادية للإسلام في فرنسا

francoisاستبق رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون بدء البرلمان في مناقشة مشروع قانون منع ارتداء النقاب في المؤسسات الحكومية والخدمية وحتى في الشوارع والساحات العمومية، بالإشادة بالإسلام والمسلمين ودعوتهم إلى الوقوف في وجه هذه الممارسات التي تعطي صورة خاطئة عن الإسلام.

وجاء كلام فيون أمس بمناسبة تدشين مسجد في ضاحية أرجنتوي، الواقعة شمال باريس بغياب وزير الداخلية وشؤون العبادة بريس هورتفو الذي سبق لمكتبه أن أعلن حضوره المناسبة. وبررت رئاسة الحكومة غياب هورتفو بتكليفه إعداد مشروع قانون عن التجمعات المحلية والبلديات. غير أن الأرجح أن السبب الحقيقي مختلف تماما، إذ إن وزير الداخلية أدين بداية الشهر الحالي بسبب تلفظ بكلام “مهين” (المقصود عنصري) بحق العرب بمناسبة اجتماع لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية اليميني الحاكم في سبتمبر (أيلول) الماضي، إذ قال إن “وجود عربي واحد ليس مشكلة بل المشكلة عندما يكون هناك عرب كثيرون”.
وهذه المرة الأولى التي يشارك فيها رئيس حكومة فرنسي في تدشين مسجد فيما يعاني مسلمو فرنسا من تكاثر اعتداءات على أماكن عبادتهم ومن تدهور صورتهم لدى الرأي العام بسبب موضوع النقاب، والخلط في المفاهيم بين الإسلام والأصولية، وبسبب احتدام الشعور العنصري بعد النقاش الذي دام شهورا بطلب من وزير الهوية الوطنية والهجرة أريك بيسون حول مكونات الهوية الوطنية ما فهم أنه إخراج لما جاء به مسلمو فرنسا ومهاجروها. وتعد الجالية المسلمة في فرنسا (العربية وغير العربية) نحو 6 ملايين شخص، وهي تشتكي بشكل عام من القيود الموضوعة على بناء مساجدها، علما أن الصعوبات مصدرها المستوى المحلي البلدي أو الإقليمي.
وبما أن فرنسا بلد علماني، فإن القانون يمنع على الدولة أن تشارك في تمويل المؤسسات الدينية أو أماكن العبادة. وأطلق على المسجد الجديد المقام في مبنى كان مخصصا لشركة “رينو” لصناعة السيارات “مسجد الإحسان” وأقيمت له مئذنة متواضعة وهو يضم قاعة صلاة تستوعب 2500 مصل ومدرسة قرآنية. وتم التدشين بحضور رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد بوصوف ومدير مسجد باريس الدكتور دليل بوبكر وشخصيات إسلامية ورسمية. وكانت الدعوات وجهت لـ800 شخص. ويستضيف بوبكر غدا وزير الدفاع هيرفيه موران إلى عشاء في مسجد باريس.
وأشاد فيون بشكل ظاهر بالدين الإسلامي الذي وصفه بـ”دين التسامح” ودين “السلام والحوار والاعتدال” الذي يتعايش مع مبادئ الجمهورية الفرنسية.
وأثلج رئيس الحكومة قلوب المسلمين عندما ندد بالأعمال المعادية للإسلام في فرنسا وبتنامي الشعور العنصري. ودعا رئيس الحكومة الفرنسية المسلمين إلى الانخراط كليا في المجتمع الفرنسي منبها إياهم إلى أن “الانغلاق الطائفي” هو أخطر أشكال “الأصولية الدينية”.
وقوبل خطاب فيون بالاستحسان والتصفيق والزغاريد.

المصدر: صحف – وكالات