- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

فقيه بلوشستان، العلامة “عبد الله روانبد” رحمه الله

rawanbodمولده وأسرته: ولد الشيخ عبد الله روانبد رحمه الله، في يوم الإثنين الثامن عشر من شهر شعبان المعظم سنة 1345 في قرية “باهو كلات” من قرى مدينة ” شاه بهار”. ولقد تزينت حجرة أبويه المتواضعة بميلاده المبارك.

والده هو الشيخ القاضي محمد يحيى، من العلماء البارزين والمعروفين في المنطقة، وكان زاهدا وتقيا صالحا وقد تولى في زمانه الإمامة المذهبية وحل المسائل الشرعية لأهل المنطقة. ويرجع نسب الشيخ رحمه الله إلى السادات الأفغانية الذين هاجروا إلى هذه المناطق والذين ظهر فيهم علماء وقضاة كباروعدد من المصلحين والمخلصين.
توفي الشيخ قاضي محمد يحيى رحمه الله تعالى سنة 1373أثناء رحلته للحج في المدينة المنورة. يقول الشيخ محمد عمر السربازي رحمه الله الذي كان حاجا في تلك السنة: “في الرحلة الأولى للحج رأيته في مكة المكرمة وقد أخلع قميصه يدعو ويقول: رب اجعل موتي في هذه البلدة!” وقد استجيب دعاءه وكانت وفاته في تلك الرحلة. وأم الشيخ روانبد هي ” بي بي روزخاتون” بنت ملا بهرام ابن ملا حسن ابن ملا مراد الجالقي من سادات منطقة ” جالق”. وأسرة أم الشيخ من الأسرالقليلة التي اشتهرت في القرون الأخيرة بالأمور العلمية والثقافية، وكانت موضع احترام بين جميع أهل المنطقة. وإن معظم أفراد هذه الأسرة متصفون بالشعر والأدب والعرفان والزهد، ومعظمهم كانوا من أتقياء وفضلاء عصرهم. وأم الشيخ رحمه الله كانت من أزهد وأورع نساء المنطقة، وقد تعلمت مجموعة كبيرة من البنات في المنطقة القرآن الكريم ودروسا فقهية وتفسيرية  في مدرستها الدينية.

رحلته للدراسة والتعلم:
لقد أنهى رحمه الله الدراسات الإبتدائية في مدينة “بيشين” التاريخية في مكتب أمه، حيث تعلم قراءة القرآن الكريم وهو في السادس من عمره، ثم ابتدأ بدراسة الكتب الإبتدائية والتمهيدية في العلوم المختلفة على والده. وانتهى عن دراستها في أسرع وقت لما كان يتمتع من ذكاء نادر واستعداد قوي.
لما أكمل الشيخ “روانبد” دراساته الإبتدائية، سافر إلى  باكستان والتحق بمدرسة “مظهر العلوم كده” أكبر مدرسة دينية آنذاك، وهي ثاني مدارس الهند بعد جامعة دارالعلوم ديوبند، لمواصلة الدراسة واكتساب العلوم العالية.
وتلمذ الشيخ “روانبد” على مجموعة كبيرة من أهل العلم والفضل والزهد والورع، أمثال الشيخ غلام مصطفى القاسمي السندي، والشيخ القاري رعاية الله، وشيخ الحديث حافظ فضل أحمد، والشيخ علي محمد السندي الذي كان من أساتذة الشيخ العلامة محمد إقبال اللاهوري. وكان الشيخ محمد عمر السربازي أحد زملائه في المدرسة المذكورة. وكان شيخه  الشيخ غلام مصطفى القاسمي معجبا به وكان يقول: “لو أن البيئة المساعدة والمناسبة توفرت لهذا التلميذ سيصبح أنورشاه الكشميري الآخر في العلم”. ثم تخرج كتلميذ ممتاز وتلقى وسام وجائزة التخرج من يد الشيخ محمد صادق تلميذ شيخ الهند محمود الحسن، و اقترحت مهمة التدريس عليه في تلك المدرسة، ولكن والده لم يوافق على الاقتراح المذكور، فعاد رحمه الله إلى الوطن بأحمال من العلم والصلاح.
وبعد عودته إلى البلاد بدأ في البداية نشاطاته الدينية في منطقة من ضواحي ميناء “جوادر” في باكستان، ولكنه رجع إلى “بيشين” بعد ما توفي والده في المدينة المنورة وتولى الرئاسة المذهبية لأهل المنطقة بعد وفاة والده الكريم.

أعماله ونشاطاته رحمه الله:
التصدي للخرافات والمفاسد:
ربما تنمو البدع والخرافات وتكثر المعاصي والمفاسد في بلد يقل فيها العلماء الربانيون والدعاة المخلصون، ويكون الناس فريسة لعلماء السوء وأهل البدع والخرافات وتجارالدين، وعرضة لمكايد الشيطان والنفس الأمارة بالذنوب. وقد انتشرت عادات وتقاليد خرافية في مناطق من بلوشستان في ذلك الوقت، ولكن من الله على أهل هذه المنطقة بتربية علماء من أهل التوحيد الخالص الذين رفعوا رايات التصدي للشرك والخرافات والمعاصي، والذين بفضلهم عاد التوحيد إلى المنطقة، وطويت بسط البدع والخرافات. وقد كان للشيخ رحمه الله نصيبه للتصدي للخرافات والبدع في المنطقة ومكافحة المفاسد والمعاصي وطمس المظاهر الشركية الجاهلية.
يحكي عدد كبير من أهل “بيشين” أن الحاج كريم بخش السعيدي ممثل بلوشستان في المجلس في عهد الشاه أراد توزيع قروض ربوية بين أهل المنطقة، فذهب الشيخ إلى مكان تقسيم هذه القروض وخاطب الممثل قائلا: مع الأسف أنتم بدل العمران والترفيه تنشرون الدمار والخراب لأهل المنطقة بتوزيع هذه القروض الربوية. ثم خاطب الناس وقال أيها الناس إن أخذ هذه الديون حرام لنا، ثم غادر المكان وترك الناس المكان أيضا ولم يأخذ أحد تلك القروض.

تأسيس المدرسة:
عندما انتقل الشيخ رحمه الله إلى مدينة “بيشين” ، شعر بالفقر التعليمي في تلك المنطقة، فجعل نصب عينه بذل الجهود  جمع الطاقات في إرشاد الناس وتثقيفهم. وإضافة إلى ذلك لم يكن هناك مركز ديني يلبي بالمتطلبات الدينية للناس، فبادر الشيخ رحمه الله بإنشاء مدرسة دينية تقوم بتوفير التعليم الديني والتوجيه الحسن لأبناء المنطقة، فأسس في سنة 1388هـ، مدرسة دينية وتولى بنفسه التدريس والتعليم فيها. ثم  وجه دعوة إلى مجموعة من العلماء للقدوم إلى تلك المدرسة، وتولى مهمة التدريس فيها مثل الشيخ محمد رسولي، والشيخ محمد إبراهيم الدامني،  والشيخ محمد الشارعي، والشيخ فضل الله. وقد كانت المدرسة نشيطة ومزدهرة في حياة الشيخ رحمه الله، ثم أصيب بانحطاط بعد وفاة الشيخ رحمه الله تعالى، إلى أن تولى فضيلة الشيخ “نظام الدين روانبد” النجل الأكبر للشيخ رحمه الله رئاسة المدرسة ومتابعة أعمالها ونشاطاتها، فاستعاد هذا المركز العلمي شيئا من نشاطاته الماضية.

تأسيس المسجد:
من النشاطات والأعمال المحببة لدى الشيخ رحمه الله هي إنشاء وتوسعة المساجد بيوت الله جل وعلا، فكلما كان يشعر بحاجة إلى  مسجد في مكان ما، أسرع إلى بناء مسجد فيه.
من نتائج هذه النشاطات والجهود المباركة، المسجد الجامع، ومسجد النور، ومسجد إلهي، ومسجد المدرسة الدينية، ومسجد السوق، ومصلى العيدين.

الموعظة والإرشاد:
كان رحمه الله يقوم بإرشاد وموعظة الناس في المناسبات المختلفة مثل الجمعة والعيدين وحفلات الولائم والجولات الدعوية والتبليغية. وكانت معظم خطاباته ومواعظه تدور حول القضايا الإصلاحية والإعتقادية والسيرة وحقوق الله وأحوال الآخرة والمفاسد الإجتماعية والأخلاقية والتمسك بالكتاب والسنة، وأهمية إقامة الصلاة، وبطولات الجيل الأول من المسلمين، وردّ البدعة والخرافات. وكانت خطاباته تمتاز بأسلوب رائع بسيط يفهمه الجميع وبكثرة الاستدلال بالآيات والآحاديث. وكان رحمه الله يتجنب في خطبه من التشتت في المباحث والإكثار في الحديث والاستهانة بشخص أو الإساء لأحد.

الإهتمام إلى الدعوة والتبليغ:
كان الشيخ رحمه الله من المتأثرين والمعجبين بالدعوة والتبليغ، وكان يعتبرها أكثر الحركات الدعوية نشاطا وتأثيرا في إصلاح أحوال الأمة الإسلامية. فكان رحمه الله يشجع الناس على الحضور في جولات الدعوة إلى الله تعالى والانضمام إليها. وقد أقام رحمه الله مجالس أسبوعية في مسجده لإرشاد وتوجيه الشباب والناشطين في الدعوة والإرشاد.

الشعر والأدب:
من أبرز المواهب الفطرية في وجود الشيخ رحمه الله هي القريحة الشعرية . وكان رحمه الله يستعمل الشعر كآلة لنشرحقائق من التاريخ الإسلامي ، وبيان الأحكام الشرعية والقيم الدينية ومدح الأنبياء ومدح آل الرسول و صحابة رسول الله عليه وسلم ونشر المكارم الأخلاقية، وبيان مناقب ومكانة العلماء ، والدفاع عن الناس، وذم الباطل ، والحفاظ على الثقافة البلوشية والأدب البلوشي.
وإن دور سماحته وأسرته في الشعر البلوشي يستحق الثناء والانتباه. مع أن الشعر لم تكن مشغلته الأصلية، لكنه نظرا إلى مكانة أسرته في الشعر والأدب، كان رحمه الله يتوجه إلى الشعر عندما يتفرغ من دراسته ومطالعته من العلوم الأخرى مثل البلاغة واللغة. وقد امتازت أشعاره التي أنشدها باللغات الثلاث العربية والفارسية والبلوشية بالمتانة والجزالة والجمال والذوق المرهف، وبوصف دقيق لبيان قضايا الناس وهمومهم التي كثيرا ما يتناولها في أشعاره، والاهتمام البالغ بالتاريخ الإسلامي الدقيق والسيرة النبوية. فكان شعره رقيقا ناعما ملائما مع مقتضيات عصره وحاجات شعبه، ومعبرا عن مشاعره وأحاسيسه، صادرا عن وجدانه وضميره من تكلف في الصنعة، لذلك كان مصداقا حقيقيا لـ”سعدي بلوشستان” اللقب لذي لقبه به من طالع من العارفين بالشعر وفنه أشعاره وقصائده.

النشاط في دائرة التربية والتعليم:
لقد اختاررحمه الله مهنة التعليم مثل كثير من العلماء المعاصرين في مؤسسة التعليم والتربية بهدف إقامة الصلات المباشرة والقريبة مع الجيل المثقف وتعليم أبناء الشعب، إضافة إلى عدد كبير من المشاغل ومسؤولية الأمور الدينية والاجتماعية.
فاستخدم سنة 1339هـ.ش، كمعلم مؤقت في دائرة التعليم والتربية، ثم استخدم رسميا وبقي في هذه المهنة إلى آخر عمره، وكان في خدمة افلاذ كبد أهله في هذه المنطقة قرابة عشرين سنة.

الجلوس لحل نزاعات الناس:
كان للشيخ رحمه الله مطالعة ومهارة في علوم مختلفة مثل علوم القرآن، والحديث، والتاريخ، والأدب، والفرائض، وعلم النجوم، والطب التقليدي، والعروض والقافية وغيرها من العلوم. لكن مطالعته في علم الفقه والفتوى كانت أوسع وأكثر، حيث كان معظم تصانيفه في مجال الفقه والفتوى. فكان رحمه الله قاضيا بارعا، وقد كانت فتاواه وأحكامه مقبولة بين الخاصة والعامة. وقد تطرق مدة نصف قرن إلى حل نزاعات الناس واختلافاتهم.
وكان يراعي جميع شروط القضاء وآدابه. يحكي “الملا سكندر” أحد رؤساء قبائل المنطقة أن  الشيخ رحمه الله قدم مرة لأجل قضية إلى قرية “كستك”، وبعد نهاية القضاء أردنا أن نتناول الغداء في قرية “زردبن”.  لما حان وقت الرحيل، أعددت مركبي لذهاب الشيخ إلى تلك القرية. أثناء الطريق قلت لفضيلة الشيخ: بيني وبين أحد من أهل قرية “زردبن” نزاع فاقض بيننا أيضا. لما سمع الشيخ هذه المقولة وقف في الطريق ونزل من المركب، وقال لي خذ عنان بغلك. سألت عن السبب متعجبا، فقال: “الآن أنت أحد طرفي النزاع ولا يجوز لي الانتفاع بأموالك”.

الدفاع عن حقوق الشعب:
كان رحمه الله يشعر بالمسئولية تجاه جميع حقوق الناس الدينية والمادية، لأجل ذلك استخدم لسانه وشعره وقلمه في الدفاع عن حقوقهم وحل مشاكلهم الاجتماعية المادية. وأكثر ما كان يقدم حرمان أهل المنطقة في أسلوب شعري بديع، وقد خاطب مرة رئيس إقليم سيستان وبلوشستان الذي جاء إلى “بيشين” بأبيات طويلة قدم فيها بصراحة تامة مجموعة من مشكلات المنطقة، كما أنه خاطب مرة أحد المسؤولين في الحكم البهلوي بنفس الأسلوب في أبيات جميلة رائعة بيّن فيها مشكلات الناس، والأبيات موجودة في ديوان شعره الفارسي.

التصنيف والتأليف:
لقد أمضى قسما كبيرا من حياته النافعة في تأليف الكتب العلمية المفيدة بهدف تطوير مستوى الناس الثقافي. قد طبع بعض هذه الكتب في حياته ومنها ما طبع بعد وفاته وما لم يطبع بعد. وإليكم  أبرز تصانيفه:
1ـ نظم القواعد والفوائد: رسالة منظومة في اصول الفقه وقواعده.
2ـ نثر الفرائد: شرح لنظم القواعد في 527 صفحات.
3ـ عروج الفرائض: رسالة منظومة أخرى في قواعد وأصول الإرث في الفقه الإسلامي.
4ــ  النهر الفائض: شرح لكتاب النهر الفائض كتبه بإشارة بعض أهل العلم.
5ـ  قطعات الذهب: رسالة منظومة حول الأحكام والنية في الأعمال.
6ـ تجريد التجويد: رسالة صغيرة في علم التجويد وتصحيح قراءة القرآن الكريم.
7ـ ترازوي قلم: كتاب في علم الرياضيات كتب لمعرفة قواعد الحساب لمعرفة تقسيم علم الميراث.
8ـ ديوانين من الأشعار بالفارسية والعربية.
9ـ ديوان أشعار بالبلوشية.
10 ـ القطوف الدانية في الأنواع الثمانية: كتاب مشتمل على قواعد النحو.
11ـ النهر الصافي في العروض والقوافي.
12ـ تاريخ بلوشستان: يشتمل على مقالات علمية في تاريخ بلوشستان
13ـ گرز سنت بر کله بدعت: رسالة منظومة في الرد على البدع والخرافات والدفاع عن العلماء الربانيين.
14ـ حاشية على القدوري من كتاب الجنائز إلى باب الزكوة: كتب حسب أمر فضيلة الشيخ غلام مصطفى القاسمي.
15ـ مجموعة الفتاوى.
16ـ ترجمة كتاب “قصد السبيل” تأليف فضيلة الشيخ أشرف على التهانوي رحمه الله.

صفاته رحمه الله:
كان الشيخ “عبد الله روانبد” رحمه الله عالما بارزا، تقيا ورعا (نحسبه كذلك)، عارفا بالله. لقد كان رحمه الله أسوة ومثلا في الزهد والورع والتقشف في المعيشة، وقد يندر أمثاله ممن يعيشون في عصرنا بأدنى وسائل المعيشة وإمكانياتها.
وكان شجاعا لا يعرف الهوادة في أصعب الأحوال والظروف. ولم يكن يكتم الحق بسبب مكانة أو وجهة الأشخاص والشخصيات. يفضل الصمت في المجالس إلا أن يلجئه بيان الحق إلى التحدث، فكان يراعي في حديثه وخطابه مدارك السامعين والحاضرين. ويجنّب دائما مجالسه من المراء واللغط، ويذهب بالجالسين إلى مراعاة السنة وتعاليم الدين والثقافة الإسلامية في كل حال.
كان شديد الحساسية بالنسبة إلى الكذب وغيرها من الرذائل الأخلاقية الصادرة من الأولاد الصغار خاصة. فكان دائما يقول: “الكاذب قد يتحول سارقا”. ويهتم رحمه الله إلى الكتب والمطالعة، فكان يقول دائما: “إشتر الكتاب مهما بلغت قيمته، فإن فائدة الكتاب أكثر من قيمته”.

الرحلة الأخيرة للحج والوفاة:
إن رغبة الشيخ “روانبد” الزائدة إلى الحرمين الشريفين وزيارتهما لا تكاد توصف بالألفاظ، فقد تجلى قسط من هذه الرغبة العميقة في أشعاره وقصائدة التي أنشدها في رحلته للحج.
لقد تشرف عشر مرات في عمره لزيارة أرض الوحي، وكان يغلب عليه الحزن عندما كان يمنعه مرض أو سبب آخر من الرحلة إلى الحرمين . وكان يعاني من أمراض كثيرة في آخر عمره، لقد أجريت عملية جراحية على المرئ أربع مرات. وكانت رحلته التاسعة للحج بعد هذه العمليات الجراحية.
قد توجه رحمه الله في الثالثة والستين من عمره للرحلة العاشرة إلى الحرمين. وبعد إكماله لمناسك الحج رجع في 23 ذي الحجة سنة 1408هـ. من الحدود البرية بين قطر والمملكة العربية السعودية إلى الإمارات المتحدة العربية. وبعد ما خرجوا من حدود المملكة العربية السعودية ودخلوا أراضي قطر، فجأة خرجت إحدى عجلات السيارة وانقلبت السيارة.
مع هذه الحادثة المؤلمة غرب شمس العلم والمعرفة بغروب شمس أرض الوحي، والتحق إلى الرفيق الأعلى، فرحمه الله رحمة واسعة.
قد وري جثمانه الثرى بعد الصلاة عليها في مملكة قطر.
إنا لله وإنا إليه راجعون.