- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

مسلمو شمال اليونان يأملون الإنصاف

greece-muslimsتنتظر الأقلية المسلمة في إقليم ثراكي بشمال اليونان من الحكومة اليونانية الاشتراكية الجديدة الوفاء بوعودها بتنفيذ العديد من مطالبهم ورفع المظالم عنهم ووضع حد للإهمال الذي حل بالمنطقة خلال السنوات الخمسين الماضية.

وبينما أعرب البعض من أبناء الأقلية عن شعورهم بنوع من التغيير والرغبة الجادة من قبل الحكومة في تحسين أوضاعهم، أكد آخرون أن عملية تهميشهم لا تزال مستمرة بشكل منهجي دون كبير فرق بين الحزبين الحاكمين.

مطالب متعددة
أحد أعضاء جمعية مدرسي الأقلية قال للجزيرة نت إن أهم شيء بالنسبة لهم هو إصلاح الوضع التعليمي، موضحا أن المدارس الخاصة بالأقلية تحتاج لترميمات وإصلاحات وبرامج تعليمية حديثة.
وأشار المدرس الذي طلب عدم الكشف عن هويته إلى أن المدرسة الوحيدة المخولة تخريج الأئمة والخطباء الموجودة في سالونيك غير مؤهلة لهذه المهمة حيث يدرس فيها مدرسون غير مسلمين، كما أن برامجها لا تحتوي مواد إسلامية أساسية مثل القرآن الكريم والسيرة النبوية.
وفي جولة للجزيرة نت على بعض قرى ثراكي التي بدأ أصحابها يعودون إليها بعدما هجرت خلال العقدين الماضيين، أعرب السكان عن أملهم في أن تتمكن الحكومة الجديدة من إصلاح الطرقات التي لم يصلها الإسفلت بعد، كما أعرب شبان عن أملهم في تعيين عدد أكبر من أبناء الأقلية في الوظائف الحكومية.
من جانبه اعتبر رئيس بلدية “سيليرو” في محافظة كسانثي إنجيه محمد بيرو أن أكبر مشكلات المنطقة هي المشكلة الاقتصادية، مشيرا إلى أن الحكومة ستقتطع العام القادم المحفزات الاقتصادية التي تعطيها الدولة لمزارعي التبغ، وهي الزراعة التي يشتغل بها أهالي المنطقة، الأمر الذي ستنجم عنه مشكلة اقتصادية جديدة.
أما المحامي أركان حسن أوغلو فركز على بعض الملاحظات المتعلقة بعمل دار الإفتاء، مشيرا إلى أن بعض النساء من الأقلية يشعرن بالامتعاض من بعض القرارات التي تصدرها دار الإفتاء خاصة ما يخص مسائل الحضانة والنفقة، وهو الأمر الذي يدفعهن للجوء للمحاكم اليونانية لطلب النفقة، “لكن تلك المحاكم لا تستطيع دائما إلغاء قرارات دار الإفتاء”.
بدوره أشار رئيس لجنة بناء المسجد في قرية فيليا رجب إحسان إلى خطأ حصل من جانب المهندس في تقديم الأوراق لنيل رخصة تعديل المسجد المبني، مما أدى إلى توقيف المسجد من مصلحة البناء منذ حوالي سنتين، ومنذ ذلك الحين والقضية معلقة في الدوائر الحكومية، معربا عن أمله في تفهم الحكومة الجديدة لخصوصيات الأقلية والعمل على حلها بالسرعة والحزم المطلوبين.
وفي قضية أخرى أشار المؤرخ توفيق حسن أوغلو من مدينة كوموتيني إلى أن عملية اختيار المفتين في ثراكي كانت تتم أولا بالتوافق بين المحافظين وأبناء الأقلية، حيث كان المحافظون يختارون 11 شخصا ليكون أحدهم مفتيا للأقلية، رغم تجاوزهم في كثير من الأحيان للشروط المطلوبة في المفتي المرشح مثل ضرورة كون المرشح حائزا على شهادة جامعة إسلامية.
ويوضح أوغلو أنه منذ تسعينيات القرن الماضي انفرد المحافظون باختيار المفتين دون مشورة الأقلية مما أدى إلى أن تنتخب الأقلية مفتيا تعترف به، ومنذ ذلك الحين عرفت مدينتا كسانثي وكوموتيني ظاهرة المفتي الرسمي المعترف به من الحكومة الذي تقاطعه الأقلية، والمفتي المنتخب الذي تعترف به الأقلية ولا تعترف به الحكومة.
أما مسعود عضو المجلس البلدي في قرية إيخينو فكان أكثر تشاؤما حيال محاولات الحكومة الاقتراب من الأقلية، حيث أعرب عن مخاوفه من محاولة تشويه خصائصها، مشيرا إلى أن الأجيال الجديدة بعد الانفتاح الذي قامت به الحكومات الأخيرة أصبحت شبه منقطعة عن ماضيها وعقيدتها، وفي نفس الوقت لا تستطيع أن تنتمي إلى أي حضارة أخرى، مما جعلها مشوهة الهوية ومجهولة المصير.

المصدر: الجزيرة