- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

القرضاوي: فلسطين قضيتي وأرجو أن استشهد من أجلها

qaradawi2استنكر العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، هجوم السلطة الفلسطينية عليه، مؤكدا أنه عاش حياته وهو يعتبر قضية فلسطين هي قضيته الأولى وكشف عن أنه يدعو الله عز وجل أن يرزقه الشهادة في سبيله وهو يعمل لتحرير فلسطين.

وصعدت السلطة الفلسطينية من هجومها مؤخرا على الشيخ القرضاوي، وكان أحدث هجوم هو توزيع صور تجمعه مع حاخامات يهود معارضين للصهيونية بغرض تشويه صورته، ووصف القرضاوي هذا الفعل بأنه يدل على التدليس والإفلاس، مؤكدا أنه سيترك حسابهم لله الذي سيجزيهم بما عملوا.
وقال الدكتور القرضاوي خلال خطبة الجمعة في مسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة: “لي كلمة أقولها على مضض وهي أن السلطة الفلسطينية وزعت صورا ألصقتها على الجدران بالضفة الغربية، صورة لي مع حاخامات يهود، وقالت إن القرضاوي الذي أفتى برجم محمود عباس يفتح ذراعيه وصدره للحاخامات، في حين يقول كذا عن كذا، وأنا طبعا شرحت قضية محمود عباس، ولكن هذا الذي صنعوه في الحقيقة يدل على التدليس والإفلاس”.
وأضاف: “أما التدليس فلأن هؤلاء من الحاخامات الذين يعارضون قيام إسرائيل، وفلسفتهم أن إسرائيل مكتوب عليها الشتات من الله عز وجل حتى يأتي من ينقذها، وأن قيامها لعنة على بني إسرائيل والأمة اليهودية، وهؤلاء جاء بهم أخونا أحمد منصور (مقدم برامج في فضائية الجزيرة الإخبارية) في برامجه أكثر من مرة، وزاروني في الدوحة، وحينما كنت في لندن عام 2004 ونحن نؤسس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وكان اللوبي الصهيوني يطالب بإخراجي من هناك، هؤلاء وقفوا معي وقالوا نحن معك، وحينما أردت السفر جاءوا معي للمطار، فهؤلاء ليسوا من الحاخامات الذين يريدون أن يضللوا الناس”.
وفي معرض رده على المشككين في دفاعه عن القضية الفلسطينية قال الدكتور القرضاوي: “أنا أعتبر قضية فلسطين قضيتي، لا أمُنّ على الإخوة الفلسطينيين بما قدمت أو أقدم لأني أعتبر هذا واجبي، فأنا أرى أن كل مسلم عليه جزء من واجب تحرير فلسطين، ليس هذا على الفلسطينيين وحدهم بعد أن عجزوا عن مقاومة الصهيونية العالمية ومن يسندها.. فكل المسلمين أصبحوا مطالبين بهذا الواجب، وخصوصا العلماء منهم، الذين عليهم أن يحملوا مسئولية هذه القضية وتحريض الأمة، مصداقا لقوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ)”.
وأضاف: “منذ سبعين عاما وأنا مشغول بقضية فلسطين، عمري الآن أربعة وثمانون عاما، ومنذ كان عمري أربعة عشر عاما، وعندما كنت طالبا بالسنة الأولى في المعهد الديني بالأزهر، وأنا أخطب لقضية فلسطين وأقول شعرا لفلسطين، وأقود المظاهرات وأدخل السجن لفلسطين، وأنا الآن ممنوع من دخول أمريكا وأوروبا من أجل فلسطين، وقبل أحداث 11 سبتمبر 2001 وأنا ممنوع من دخول أمريكا منذ عام 1999”.
وتابع: “إنني أتمنى من الله عز وجل أن يكون ختام حياتي استشهادا من أجل فلسطين في أرض فلسطين أو من أجل فلسطين ولو في قطر أو في أي بلد، هذا ما أتمناه وأسأل الله أن يجيب دعوتي، وهؤلاء الذين يفترون الأقاويل ويزورون الكلمات ويخترعون أشياء ما أنزل الله بها من سلطان أكلهم إلى الله، فهو الذي يجزيهم بما عملوا”.
وأواخر يناير الماضي ظهرت صور ضخمة في الضفة الغربية للشيخ القرضاوي وهو يصافح حاخامات يهود، وصفتهم الملصقات الدعائية بالإسرائيليين، في محاولة لإظهاره كأنه يخالف مبادئ داعية لمحاربة إسرائيل وتحريم التطبيع، وذلك على خلفية توتر مع قيادات السلطة الفلسطينية.
وكان عباس قد أثار قضية وصفها بأنها فتوى رجمه خلال لقاء مع صحف قطرية الأربعاء 6-1-2010 طالب فيها الدكتور يوسف القرضاوي بالتراجع عما وصفها عباس بأنها “فتوى” برجمه في مكة (أصدرها في أكتوبر 2009) على خلفية اتهامه بالمسئولية عن تأجيل التصويت على تقرير جولدستون الخاص بنتائج التحقيق في حرب غزة، وبرر الرئيس الفلسطيني دعوته للقرضاوي بأن هجومه صدر “بدون تدقيق” في أسباب التأجيل التي “ثبتت براءتي منها”.
ورد الشيخ القرضاوي على عباس في خطبة الجمعة 8/1/ 2010 موضحا ملابسات ادعاء عباس بفتوى رجمه، ومبينا أن دعوة رجمه كانت “مشروطة” وليست مطلقة كما يزعم.
وفي أعقاب هذا تعرض الشيخ القرضاوي لحملة انتقادات “منظمة” واسعة النطاق من قبل حركة فتح بحجة أنه هاجم عباس، بلغت حد “الإسفاف” -على حد وصف كتاب فلسطينيين- بربط اللجنة المركزية في بيان أصدرته بين القرضاوي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنهما يشاركان في حملة تحريض على عباس باتت مكشوفة وغير خافية على أحد.
وشنت السلطة الفلسطينية حملة عبر المساجد خلال خطب الجمعة بناء على تعليمات من وزير الأوقاف والشئون الدينية محمود الهباش، للتعبير عن استنكارهم التصريحات التي صدرت عن الشيخ القرضاوي بحق عباس، وفي المقابل احتج مئات المصلين في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية على الهجوم الذي شنه عدد من أئمة المساجد التابعين لوزارة الأوقاف الفلسطينية على الشيخ القرضاوي.

المصدر: الإسلام اليوم/ وكالات