- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

القاضي أبو جعفر السمناني (361 – 444 هـ / 875 – 1052 م)

semnanالنسب والمولد: هو محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد أبو جعفر السمناني ، قاضي الموصل وشيخ الحنفية، وأحد المتكلمين على طريقة الشيخ أبي الحسن الأشعري.

مولده:
ولد سنة إحدى وستين وثلاثمائة في سمنان وسكن بغداد.

سمنان:
محافظة في شمال إيران شرق عاصمة طهران .

شيوخه:
1- علي بن عمر الحَربِيِّ.
2- أبو الحسن الدارقطني .
3- أبي القاسم بن حبابة.
4- نصر بن أحمد المَرْجِيِّ وغيرهم من البغداديين.
5- نصر بن أحمد بن الخليل الموصلي.
ولازَمَ ابن الباقلاَّني حتَّى برع في علم الكلام.

تلاميذه:
كان من تلاميذه الذين ارتووا بعلمه – كما ذكره ابن كثير وغيره – القاضي أبو الوليد الباجي، وهو سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب التجيبي الأندلسي الباجي الفقيه المالكي أحد الحفاظ المكثيرين في الفقه والحديث.
أقام معه الباجي عاما كاملا بالموصل يدرس الفقه والعقيدة والأصول.
وروى عنه كتبه وأدخلها إلى الأندلس.
كذلك كان منهم عمر بن عبد العزيز بن أحمد أبو طاهر الفاشاني المروزي، الفقيه الشافعي.
فقد أخذ علم الكلام عن أبي جعفر السمناني صاحب ابن الباقلاني” كما جاء في تاريخ الإسلام للإمام الذهبي.

صفاته وآثاره:
قال عنه الخطيب البغدادي: كتبتُ عنه وكان ثقة عالما فاضلا سخيا، حسن الكلام عراقي المذهب، ويعتقد في الأصول مذهب الأشعري، وكان له في داره مجلس نظر يحضره الفقهاء ويتكلمون، وله تصانيف.
ذكره ابن حزم فقال: السمناني المكفوف قاضي الموصل أكبر أصحاب الباقلاني مقدم الأشعرية في وقتنا.
يقول الخطيب: حدثنا القاضي أبو جعفر السمناني من حفظه بعد أن كف بصره قال:
لقننا أبو القاسم نصر بن أحمد بن الخليل الموصلي المعروف بابن المرجي بالموصل قال:
لقنني أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى قال:
لقنني شيبان بن فروخ الأبلي قال:
لقنني سعيد بن سليم قال:
لقنني أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“يقول الله تعالى: إذا أخذت كريمتي العبد فصبر ايمانا واحتسابا لم أرض له ثوابا دون الجنة، قيل: يا رسول الله، وان كانت واحدة؟ قال: وان كانت واحدة”.

توليه القضاء:

ذكر ابن كثير رحمه الله في أحداث سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ما نصه: “ثم دخلت سنة اثنتي عشرة وأربعمائة , وفيها تولى القاضي أبو جعفر أحمد بن محمد السمناني الحسبة والمواريث ببغداد , وخلع عليه السواد”.
وجاء في أكثر من مرجع أنه تولى القضاء بالموصل حتى توفي وهو قاضيها.

الثناء العطر:
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صَدُوقاً، فاضِلاً، حنفيّاً، يعتقِدُ مذهبَ الأشعريّ، وله تصانيف.
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: العلاَّمة، قاضي المَوصِل، أَبو جعفر… كان مِن أذكياءِ العالم.
وهذا بعض ماقاله سليمان بن خلف الباجي المالكي في أستاذه السمناني:
هذا الشهاب المستضاء بنوره * علم الهدى هذا الإمام الأوحد
وقال ابن كثير في البداية والنهاية – (ج 12 / ص 81):
كان عالما فاضلا سخيا، تولى القضاء بالموصل، وكان له في داره مجلس للمناظرة، وتوفي لما كف بصره بالموصل وهو قاضيها، في ربيع الأول منها وقد بلغ خمسا وثمانين سنة، سامحه الله.

مما أُخذ على السمناني:
وذلك بسبب بعض آرائه الكلامية المتعلقة بالذات والصفات , وقد كان منها ما ذكره ابن حزم رحمه الله حيث قال: إن السمناني قال: “من سمى الله جسما من أجل أنه حامل لصفاته في ذاته فقد أصاب المعنى وأخطأ في النسبة فقط”، ومن جراء هذه المقولة أخذ ابن حزم يشنع على السمناني ويسبه, لأنها – في نظره – مقالة مبتدعة.
وهنا علق الذهبي – رحمه الله – على قول ابن حزم فقال: نعوذ بالله من البدع، فليت ابن حزم سكت رأسا برأس؛ فله (أي السمناني) أوابد في الأصول والفروع.

وفاته:

حينما كان قاضيا على الموصل كُفَّ بصره وتوفي وهو قاضيها، وكانت وفاته في يوم الإثنين السادس من شهر ربيع الأول من سنة أربع وأربعين وأربع مائة. وكان له ثلاث وثمانون سنة.

********************************
من مراجع البحث:

سير أعلام النبلاء – للإمام الذهبي (ج 34 / ص 162).
الوافي بالوفيات –  للصفدي (ج 1 / ص 178)
التعديل والتجريح – سليمان بن خلف الباجي (ج 1 / ص 69) .
موقع تاريخ قصة الإسلام.
البداية والنهاية  – ابن كثير (ج 12 / ص 81)

الكاتب: الشيخ أبو محمد البلوشي