- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

أفغانستان.. الناتو “قلق” من قنابل طالبان الخشبية!

afghanistanmapحذر خبراء عسكريون غربيون من أن حركة طالبان الأفغانية قد طورت أسلحة جديدة تعتمد على استخدام أدوات بدائية بسيطة يصعب اكتشافها، في مقابل قدرة عالية على إيقاع أعداد أكبر من القتلى والجرحى في صفوف قوات “الناتو” العاملة في أفغانستان، “اعتمادا على خبرات ومواد أجنبية”؛ ما أثار قلقا لدى قيادات الحلف، بحسب “الإندبندنت” في عدد الأحد 10-1-2010.

وكشفت الصحيفة البريطانية أن حركة طالبان طورت جيلا جديدا من العبوات الناسفة، بدأت في تجربته في نهايات عام 2007، ووصلت إلى ما وصفته الصحيفة بـ”أخطر مراحله” مع نهايات العام 2009، بعد أن مر بمراحل مختلفة من التعديل والتطوير.
وقالت الصحيفة إن الحركة لجأت إلى تطوير نوعيات جديدة من القنابل، بسبب اكتشاف غالبية أنواع العبوات المتفجرة التي كانت الحركة تقوم بزراعتها في طريق القوات الأجنبية العاملة في أفغانستان، بسبب ما تحويه من أجزاء معدنية أو إليكترونية.
وبحسب “الإندبندنت”، فقد قامت الحركة باستبدال تلك الأجزاء بأخرى خشبية وأجزاء كربونية أو ما يعرف بـ”ريش الجرافيت”، وقذائف مدفعية مغلفة بمادة نترات الأمونيوم.
ويعتمد ذلك الجيل الجديد من المتفجرات في تحقيق نتائجه على قوة الانفجار الناتج، وليس على ما تطلقه العبوة من شظايا وقطع معدنية أصغر حجما، على عكس أنواع المتفجرات السابقة.
ونقلت الإندبندنت عن خبراء عسكريين تأكيداتهم تطوير طالبان للعبوات الناسفة الجديدة واستخدامها في بعض العمليات “محققة نتائج قوية” بحسب قولهم، من بينها قتل عدد من أفراد القوات الأجنبية العاملة في أفغانستان، من بينهم حوالي 48 جنديا بريطانيا من أصل 108 قتلوا في العام المنصرم 2009، في أفغانستان، سقطوا بسببها.

خبراء أجانب!
لكن أحد هؤلاء الخبراء الذين استطلعت الإندبندنت رأيهم قال إن الحركة لم تطور هذه التقنيات ذاتيا، بل كان هناك “دعم خارجي” للحركة في تطويرها لهذه النوعية من المتفجرات.
وأشار شيرس هونتر خبير المفرقعات الذي خدم لحساب القوات البريطانية في العراق سابقا، إلى أن تلك المتفجرات التي أنتجتها طالبان مؤخرا، وتحاول إدخال المزيد من التطوير عليها “صنعت من الأخشاب في باكستان”.
وأضاف: “خبراء ذلك الجيل من العبوات الناسفة هم على الأرجح مقاتلون أجانب جاءوا من مناطق أخرى كالشيشان؛ حيث قاموا بتصنيعها على المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان، وبكميات كبيرة، مستفيدين من الإمكانيات البسيطة التي لديهم، وصاروا يستخدمونها ضد قوات التحالف في مناطق مختلفة من أفغانستان”.

“مخاوف متزايدة”

وفي هذا الإطار، عكست الصحيفة مخاوف متزايدة في أوساط القوات التابعة لحلف شمال الأطلنطي “الناتو” من مثل هذه النوعية الجديدة من المتفجرات.
ونقلت “الإندبندنت” عن قائد إحدى الكتائب البريطانية العاملة هناك أن أفراد الكتيبة “صاروا يخرجون كل دورية أو يتحركون لأي مهمة وهم خائفون من أن يكونوا ضحية أي عبوة من ذلك النوع، والذي لا نكتشفه إلا بعد أن يسقط منا قتلى أو جرحى”، مع فشل الوسائل التقنية والتقليدية في كشفها.
وأضاف العسكري البريطاني الذي لم تذكر الجريدة اسمه: “في الوقت الذي تفشل المعدات في الكشف عن تلك العبوات، تقوم الكلاب المدرّبة بكشفها، لكن طريقة الكلاب تأخذ وقتا طويلا؛ فالكلاب تطلق أولا لتقوم بمسح للطريق المقرر سلوكه، ومن ثم يبدأ التحرك، علاوة على ذلك فتلك الطريقة تجعلنا بحاجة لمزيد من الكلاب” المدربة على كشف المتفجرات.
ووفقا لإحصائيات أعلنتها مجموعة بحثية أمريكية معنية بضحايا الحرب في أفغانستان، فقد زادت نسبة القتلى في صفوف قوات حلف الناتو في أفغانستان بعد عام 2007، بنسبة أربعة أضعاف، بينما ارتفعت نسبة الإصابات الناجحة لقذائف طالبان لأهدافها، بنسبة سبعة أضعاف، معللة السبب بتغيير حركة طالبان لأساليبها القتالية بين الحين والآخر، علاوة على تطويرها أسلحتها المستخدمة.
واعتبرت القوات الأجنبية العاملة في أفغانستان العام 2009 المنصرم الأسوأ من حيث الخسائر في صفوفها منذ الغزو الأمريكي الأطلنطي لهذا البلد في عام 2001؛ حيث قتل 512 جنديا في مقابل 295 في 2008 بحسب حصيلة لوكالة الأنباء الفرنسية.
وبلغت نسبة ضحايا القوات الأمريكية وحدها 311 جنديا في 2009، مقابل 155 في 2008، وتمثلت أسوأ الخسائر الأمريكية في مقتل 7 من عملاء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” في هجوم تبنته القاعدة على قاعدة سرية متقدمة للوكالة في ولاية تشابمان جنوب أفغانستان في الثلاثين من ديسمبر الماضي.
وينتشر في أفغانستان حوالي 68 ألف جندي أمريكي، بالإضافة إلى أكثر من ثلاثين ألف جندي من الدول الأعضاء في الناتو، مع وجود خطط لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لزيادة القوات الأمريكية هناك، بمستوى 30 ألف جندي إضافي بحلول الصيف المقبل، في إطار إستراتيجيته الجديدة في أفغانستان والتي أعلنها في ديسمبر الماضي، بينما تعهدت بلدان الناتو بإرسال 7 آلاف جندي إضافي من قوات الحلف إلى أفغانستان، بما لم يتحدد له جدول زمني بعد.

المصدر: إسلام أون لاين.نت