- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

نظرة إلى حياة الشيخ “تاج محمد بزركزاده” أحد كبار علماء بلوشستان

m_tajmuhammadتوفي ليلة الأحد 22من ربيع الثاني 1430هـ. بعد ما استمر رهين الفراش عليلا في إحدی مستشفيات مدينة “ايرانشهر” والتحق بالرفيق الأعلی بعد ما عانی مدة طويلة من المرض.
إن الشيخ الراحل كان من خريجي جامعة دارالعلوم ديوبند، وقد عاد بعد التخرج مباشرة إلى منطقة “سرباز” في بلوشستان، وتطرق إلى إرشاد وتوجيه سكان هذه المنطقة.

نبذة من حیاته
تاج محمد بزركزاده بن إسماعيل، أبصر النور سنة 1335 في قریة نسكند من توابع مدیریة سرباز في محافظة سيستان وبلوشستان.
رحل إلی مدینة كراتشي سنة 1345 هـ ق فكانت بدایة رحلته في طلب العلوم الدینیة.
تعلّم القرآن الكریم ومبادئ العلوم الإسلامیة في مدرسة تعلیم الفرقان جاكیواره بحیّ لیاري في كراتشي، ثمّ واصل دراسته في مدرسة مظهر العلوم كدّة بكراتشي، وخلال هذه السنوات انتقل إلی مدرسة بحاول وبیرجهندا في ولایة سند مدة، ثم رجع ثانیة إلی مظهر العلوم ودرس مدة ست سنوات هناك واستفاد من محضر كبار العلماء والأساتذة أمثال الشيخ محمدصادق، والحافظ فضل أحمد- رحمهما الله- ولكنه لم یروی ظمأه العلمي وعطشه الروحي، فلم یلبث إلا أن عمد لتكمیل الدراسة إلی مركز العلوم الإسلامیة بشبه القارة الهندیة دارالعلوم دیوبند سنة 1353هـ.ق وأخیراً تخرّج من هذه الجامعة المباركة بعد أن ارتشف من ينابیع العلم وأساتذة الفن ورجال الإسلام أمثال شیخ العرب والعجم شیخ الإسلام حسين أحمد المدني، وشیخ الأدب والفقه الشیخ إعزازعلي، وحكیم الإسلام الشیخ محمد طیب القاسمي، والشیخ المحدث محمد إدریس الكاندهلوي، والشیخ المحدّث شبیرأحمد العثماني، والشیخ عبدالحق نافع كل، والشیخ عبدالخالق- رحمهم الله جمیعاً-.

تدريسه

بعد التخرج من دارالعلوم دیوبند سنة 1366هـ.ق(1945م) غادر دیوبند متجهاً إلی بلوشستان بباكستان وكان عندئذ لم ینفصل باكستان عن شبه القارة الهندیة. فبدأ بتدریس العلوم الإسلامیة مدة سنتین في قریة “خداآبادان” من توابع بنجكور. ثم انتقل إلی مدرسة مظهر العلوم كدّة بكراتشی كمدرّس لمدة سنتین.

تأسيس مدرسة أنزاء الدينية
ثمّ حداه حادي الشوق إلی الوطن والخدمة لأبناء الشعب، فرجع إلی بلده قریة نسكند (سرباز) ودعاه الشیخ الكبیر عبدالعزیز ملازاده للتدریس في مدرسة عزیزیة بقریة دبكور من توابع سرباز، ثم انتقلت هذه المدرسة إلی قریة أنزاء(سرباز) بعد رحلة الشیخ عبدالعزیز- رحمه الله- إلی مدینة زاهدان (عاصمة بلوشستان). فوضع الشیخ تاج محمد- رحمه الله- اللبنات الأولی في تأسیس مدرسة أنزاء بمساعدة من الشیخ الراحل محمد عمر السربازي- رحمه الله- و الحاج غلام محمد ملازايي- رحمه الله- وبالمساعدات المالیة من قبل الناس. وبدأ بتربیة وتعلیم أبناء الأمة وتبلیغ الدین في أوساط الناس في منطقة سرباز.

مؤلفاته
وله بعض المؤلفات بالفارسیة نحو: معراج جسماني حضرت محمد صلی الله علیه وسلم، راه نجات، صراط مستقیم، رشحات بر مسائل زكات، مقام حضرت ابوبكر صدیق رضی الله عنه، وآداب اسلامی در پرتو قرآن و سنت.

خدماته
وخدماته في الجواب عن استفتائات الناس والحكم في قضایاهم وخلافاتهم مما لا ینسی في هذه المنطقة. كما أنّ للشيخ رحمه الله خطوات يمدح عليها في مكافحة مظاهر الشرك والبدعات والخرافات في المنطقة.

وفاته
قضی الشیخ 69 عاماً من عمره المبارك في التدریس والفتوی وتبلیغ الدین. وأكمل من عمره 92عاماً، وعانی في أواخر العمر مدة سنوات من مختلف الأمراض، وأخیراً انتقل إلی جوار ربه العلي القدیر ليلة الأحد 22من ربيع الثاني 1430هـ. و بموته فقدت بلوشستان و بلاد إیران آخر خرّیج لجامعة دارالعلوم دیوبند الشهیرة. فكان الخطب جللاً والمصیبة عظمی. وشیّعت جنازته في موكب عظیم من العلماء والدهماء، ودفن في أنزاء.
رحمه الله رحمة واسعة.
“اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ، واعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ اللَّهُمَّ لا تَفْتِنَّا بَعْدَه وَلَا تَحْرِمْنَا أَجْرَه“.