- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

المفتى الأعظم لجمهورية بنغلاديش الشيخ أحمد الحق رحمه الله

 

بنغلاديش

بنغلاديش

لقد فوجئنا وفوجئ الأوساط العلمية والدعوية والفقهية والإفتاء فى جمهورية بنغلاديش بنبأ وفاة المربي الألمعي الكبير ، والمحدث المدقق الشهير ، والفقيه الجهبذ البصير، والمرشد الربانى الخبير، أقدم وأكبر أساتذة ومدرسي الجامعة الأهلية دارالعلوم معين الإسلام هاتهزاري شيتاغونغ ، والمفتى الأعظم لجمهورية بنغلاديش العلامة الشيخ أحمد الحق – رحمه الله رحمة واسعة _، صباح يوم الإثنين فى 12/من شهر ربيع الأول سنة 1430 الموافق 9 من مارس سنة 2009 م ، بعد ما عانى من المرض والشيخوخة ثلاث سنوات متتالية ، عن عمر يناهز 103 سنوات . وصلى عليه بالناس العلامة الشيخ أحمد شفيع المحترم رئيس الجامعة الأهلية دارالعلوم معين الإسلام هاتهزاري ، فى ساحة الجامعة يوم الثلاثاء بعد العصر ، وحضر جنازته أكثر من مائة ألف شخص من العلماء والمشائخ ورجال الأعمال ورجال السياسة وطلاب العلم وعوام الناس ، ودفن بالمقبرة الحبيبية جنب مسجد النور. وترك الشيخ خلفه ثمانية بنين وثماني بنات وعددا لايحصون من التلاميذ والمحبين والخلفاء . رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه بحبوحة جنانه .

ولد الشيخ أحمد الحق بقرية " شوابيل " من مديرية فتكصري من منطقة شيتاغونغ سنة 1327 هـ ، فى أسرة عريقة مسلمة ، وكان أبوه المير محمد إسماعيل رجلا صالحا شريفا ، وهو من عائلة شيخ المشائخ العلامة الكبير الشيخ ضمير الدين رحمه الله تعالى . تلقى الدراسة الابتدائية فى مدرسة قريته ، ثم التحق بالجامعة الأهلية دارالعلوم معين الإسلام هاتهزاري شيتاغونغ ، وأكمل الدراسة المتوسطة هناك ، ثم سافر إلى الهند سنة 1936م والتحق بأزهر الهند دارالعلوم ديوبند ، ومكث أربع سنوات وأتم الدراسات العليا فى الحديث والتفسير والفقه والأصول وغير ذلك من العلوم الشرعية . وفى جامعة ديوبند حصل له التلمذ على كبار العلماء ، أمثال شيخ الإسلام الشيخ حسين أحمد المدنى ، والعلامة إبراهيم البلياوي وغيرهم من العلماء الأفاضل الكبار، وبعد أن تضلع من العلم والزهد والتقوي فى جامعة ديوبند ، رجع إلى بلده بنغلاديش سنة 1939 م ، وعين مدرسا للجامعة الإسلامية فتية شيتاغونغ ، ومازال يدرس هناك إلى أربع سنوات ، ثم عين مدرسا فى للحديث والفقه لجامعة دارالعلوم معين الإسلام هاتهزاري سنة 1942م ، ونال منصب " المفتي الأعظم" لجامعة هاتهزاري خاصة ولجمهورية بنغلاديش عامة ، بعد وفاة المفتي الأعظم العلامة فيض الله –رحمه الله – سنة 1976م ، ولم يزل يخدم العلوم الإسلامية والإفتاء فى هذه الجامعة الكبيرة التى تسمى بأم المدارس فى بنغلاديش إلى أكثر من سبعين سنة حتى وافاه الأجل . واستفاد بتعليمه وتربيته ووعظه وإرشاده وفتاويه خلق كثيرون .
تلقى الشيخ التربية الروحية والتزكية والإحسان من شيخ المشائخ العلامة ضمير الدين – رحمه الله تعالى – والعالم الربانى الشيخ ميان أصغر حسين وشيخ الإسلام العلامة حسين أحمد المدني ، حتى أجازه الشيخ حسين أحمد المدنى فى هذا المجال ، فصار خير خلف لخير سلف .
كان الشيخ متواضعا هادئا ، متبعا للسنة بالمعنى الصحيح فى سيرته وسلوكه ، ورعا زاهدا فى الدنيا وراغبا فى الآخرة ، مقتنعا بالقليل من متاع الدنيا ، واعظا بليغا ، عارفا ربانيا ، ذاكرا لله خاشعا . عكف نفسه فى سبيل نشر العلم والسنة . وكان نموذجا رائعا للسلف الصالحين .
قال عنه تلميذه الكبير المحدث البحاثة الشهير العلامة محمد جنيد أبوالحسن البابونغرى فى كتابه " نجوم زاهرة لجامعة دارالعلوم هاتهزاري " : كان الشيخ محدثا شهيرا ، مفتيا ، محبا للنبي صلى الله عليه وسلم بالمعنى الصحيح ، متبعا للسنة والدين ، زاهدا فى الدنيا ، مقتنعا بالقليل ، تقيا ورعا ، كثير العبادة ، رجلا صالحا كبيرا ، وكان من الذين إذا رؤوا ذكر الله .

كتبه وأرسله لموقع سني أون لاين:

                      محمد هارون العزيزي الندوي
                   إمام وخطيب جامع عبد الله يتيم
                          مملكة البحرين