- سني أون لاین - http://sunnionline.us/arabic -

تقرير عن رحلة الشيخ عبدالحميد إلی الحرمين الشريفين

Image
عزم فضيلة الشيخ عبدالحميد حفظه الله علی أداء العمرة في شهر رمضان المبارك لأول مرة، و كان لفضيلته بعض اللقاءات مع كبار العلماء و الشخصيات في ديار الحرمين الشريفين. نحن في موقع سني اون لاين، طلبنا من سماحة الشيخ أن يبيّن لنا تقرير هذه الرحلة المباركة. فإليكم هذا التقرير: .

     

بسم الله الرحمن الرحيم
كانت رحلتنا إلی الحرمين الشريفين لأداء العمرة، و هذا كان أملي منذ زمن أن اعتمر في شهر رمضان حيث جاء في الحديث الشريف من فضائل العمرة في رمضان؛ منها: « أن العمرة في رمضان تعدل حجة» و في رواية« حجة معي» ؛و هكذا لما سمعت أحوال الحرمين الشريفين من المعتمرين في رمضان كان يغمرني الشوق و الحنين إلی زيارة الديارالمقدسة في هذا الشهر المبارك، و لكن تحول دون سفري كثرة المشاغل و خاصة في رمضان، مع أن بعض الإخوة قد سجّلوا أسمائنا للعمرة في رمضان في السنوات الماضية و لكن اُرجئت تلك الرحلات إلی بعد رمضان.
أما في هذه المرة فأشار إلي بعض الإخوة أن اعتمر في رمضان و أبقي هناك ما تيسرلي من اسبوع إلي اسبوعين، فعزمت علی السفرعن طريق وكالات السفر بدلاً من القوافل الرسمية، و قدّرالله لي السفر في بداية هذا الشهر المبارك و استفدنا في هذه المدة القصيرة ما تيسر لنا من تلك الأجواء الإيمانية .
كانت الأجواء الإيمانية الروحانية هناك في درجة عالية لم يبلغ إليها أي مكان آخر في هذه المعمورة .
في كل شبرمن تلك الديارالمقدسة يشعرالإنسان بحالة خاصة تغمره و توقظ القلوب النائمة الغافلة لأنها بلاد التضحية .
يذكرالمسلم هناك تلك التضحيات التي قدمها الرسول صلی الله عليه و سلم مع صحابته الكرام في مكة المكرمة و المدينة المنورة لأجل رفع راية التوحيد.
هناك تضحيات من سيدنا ابراهيم و هاجر و اسماعيل عليهم السلام إلی النبي صلی الله عليه و سلم و الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
كل من يزور تلك الديار المقدسة و يری هذه المشاهد الخلابة يتأثربها، و كذلك رمضان شهر مبارك كريم؛ فاذا اجتمع هذا الشهر الميمون مع بركات الحرمين الشريفين تزداد البركات و الإيمانيات .
الحمد لله الذي يسّرلنا هذه الرحلة في شهر الرحمة و الغفران.
بقينا هناك أكثر من اسبوعين( اسبوع في المدينة المنورة و اسبوع في مكة المكرمة)، و قد سعي الإخوة ما في وسعهم أن يقضوا أوقاتهم في العبادة ،راجين من الله تعالی أن يتقبل الأعمال و أن يغفر الزلات فإنه عفوّ غفور رحيم.
كانت لنا بعض اللقاءات مع العلماء و كبارالشخصيات في المدينة المنورة و ساعَدَنا في إجراء هذه اللقاءات و الزيارات الودّية سماحة الدكتور محمد بن ابراهيم العباد( رئيس المحكمة الشرعية بالمدينة المنورة ) حيث عقد فضيلته حفلة دعا إليها بعض العلماء و المشايخ و بعض أئمة الحرم النبوي و أساتذة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، و قد دعاني إليها ايضاً.
نوقش في ذاك الحفل المبارك أهم القضايا التي تهمّ العالم الإسلامي و مخططات الأعداء و القوی العالمية للقضاء علی الإسلام و المسلمين .
في ختام الحفل دعوتُ المساهمين أن لاينسوا بلادنا و شعبنا من دعواتهم الصالحة و أن يحفظنا الله جميعاً من كيد أعداء الدين .
كانت تخيّم علی الحفل أجواء روحانية و شعرنا أن العلماء يتابعون قضايا العالم الإسلامي و يتعاضدون إخوانهم المسلمين و أن الشعوب قد استيقظوا من سباتهم العميق.
و أما رحلة الشيخ محمد بن ابراهيم العباد (رئيس المحكمة الشرعية بالمدينة المنورة) إلی ايران و مساهمته في الاحتفال السنوي لأهل السنة بمناسبة تخرّج طلبة جامعة دارالعلوم زاهدان، كان له صدی كبير في الأوساط المختلفة من بلاد الحرمين.
نحن نعتقد أنه لابد من مثل هذه الأسفار و الرحلات لأنها تساعد في مجال التقريب بين الفرق الإسلامية و أيضا تساعد في تحسين سمعة البلاد،و إن قصر النظر و ضيق الأفق أكبر خطر يهدد المذاهب و الحكومات و العالم الإسلامي بأسره.
و أما في مكة المكرمة لقينا رئيس رابطة العالم الإسلامي سماحة الدكتور عبدالله عبدالمحسن التركي و هكذا عُقِدت حفلة للعلماء في مكة المكرمة و قد دُعيتُ إليها و كانت حفلة ميمونة.
شعرت هناك أيضا أن العلماء قد أدركوا المخاطر التي تهدد العالم الإسلامي و العقبات التي يواجهها المسلمون.
رأينا في تلك الديار المقدسة أن العلماء لايعبئون كثيراً إلی المسائل الفقهية الاجتهادية و يحترمون آراء الأئمة و المجتهدين، ولكن لهم عناية خاصة إلی المسائل الاعتقادية.
سئل مني علماء المدينة المنورة في تلك الحفلة أن الشيعة يعتمرون في سائر الشهور و لكن في رمضان قلما يعتمرون؛ ما هي الحكمة؟ فقلت لهم: إن هذه المسئلة من مسائلهم الفقهية حيث إنهم لايجوّزون الصوم في السفر و لابد من الإقامة عشرة أيام حتي يصح الصيام عندهم، فاطمئنّوا قائلين: كنا نعتقد أنها من المسائل الاعتقادية عندهم.
و أما القضية التي أعجبني جداً هي أن علماء تلك الديار المقدسة لايضيقون بالمسائل الاجتهادية و كانوا يقولون: إن هذه الخلافات الفقهية كانت منذ زمن الصحابة رضي الله عنهم و ينبغي أن لايضيق أحد من أتباع المذاهب الإسلامية (من الحنفية و المالكية و الشافعية و الحنبلية و سائر المذاهب) بالمسائل الاجتهادية الفروعية.
قلت في تلك الحفلة: إنه لابد من اقتباس العقيدة الإسلامية من المنبع الصافي و هو منبع الكتاب و السنة، لأن هذا المنبع هو ما اتفق عليه العالم الإسلامي و لايختلف عنه جمهور المسلمين.
شعرنا أن هذه اللقاءات تؤثر جداً في الأخوة الإسلامية و قد شعرت بالفرح من هذه الرحلة لما لقيت كبار الشخصيات و العلماء و ناقشنا القضايا التي تهمّ العالم الإسلامي.
أسأل الله أن يرزقنا رحابة الصدر و أن يحفظنا من ضيق الأفق و قصر النظر.